هل يمكنك أن تسمح لأطفالك بالفشل؟

الأحد 4 مارس 2018 08:03 ص

ربما يخاف أغلب الآباء والأمهات من فشل أولادهم، أو تعرضهم للتعثّر وعدم التوفيق في نواحٍ مختلفة، سواء دراسيا، أو في مجال التعارف على أصدقاء، أو غيرها.

ولكن هل يستطيع الأهل أن يتقبلوا فشل أولادهم في شيء ما، بل والسماح لهم بذلك دون الرغبة العارمة لديهم في تقويم المسار؟

كوالدين ربما تجد نفسك مدفوعا بشكل لا إرادي لتقويم مسار أطفالك، ومنعه من بعض التجارب بسبب تجاربك أنت السابقة التي جعلتك تدرك أن نهاية هذا الطريق هو الفشل، ولكن هنا تحديدا يبدأ الدور الأبوي لديك في الظهور وفي السيطرة على الأمور، ويتجاوز مرحلة نصيحة الابن إلى قمعه وإجباره بكل الطرق على عدم سلك طريق لا تراه يصب في مصلحته.

إلى هنا، عليك أن تحدد أي نوع من الآباء ستكون عليه، هل ستكون ضمن ذلك النوع الذي يخوض سباقا خياليا لإثبات قدرته على التربية، لتكون له الكلمة الأخيرة في كل شيء، ويرضي غروره الأبوي؟! أم ستكون ذلك النوع المساند، أي يساعد أبناءه وقت الحاجة، ولا يتدخل في قرارتهم الشخصية إلا بالنصيحة؟

لا يهم أي نوع ستختار، ما يهم أن أولادك هم من سيدفعون الثمن في النهاية، فقرارك سيحدد كيف ستكون شخصية ابنك في المستقبل، وكيف سيواجه الواقع بناءً على تمرينك له على مواجهته.

ولكن إذا قررت أن تكون من النوع الأول، فستؤثر بشكل كبير على ثقة الطفل بنفسه، فحينما يجد الطفل أن لوالديه الكلمة الأخيرة، وأن أمه أو أباه يخشون عليه من الفشل أكثر من أي شيء، حينها تهتز ثقة الطفل بنفسه، ويظن نفسه غير قادر على الاعتماد على نفسه، واتخاذ قرارات تخصه دون العودة إلى أمه وأبيه، لتكون المشكلة الأكبر في عدم استطاعة الطفل مواجهة الفشل المحتمل حدوثه في حياته بعد ذلك، ذلك لأنه لم يتعود من قبل على مواجهته وحده.

يجب على المدارس أن تعلّم الفشل

المدارس لا تعلم الفشل، ولكن ربما يجب عليهم أن يبدأوا في التفكير في تعليمه، ربما ليس فقط للطلاب، بل للآباء كذلك، حيث أثبتت الدراسات التربوية أن الأطفال لا يستطيعون التعامل مع بيئة مختلفة أو قاسية عليهم طالما لم يعتادوا عليها من قبل، فهم لا يحاولون من الأساس مواجهة الصعاب، بعد أن اعتادوا أن هناك من يحلها لهم، ويجعلهم يتخطوها في سلام، لذا يجب على المدارس تعليم الفشل، ليس بتدريسه كأنه منهج للطلاب، بل بجعل الآباء يتقبلونه.

من الصعب مواجهة الأب الذي يشكو من مستوى ابنه الدراسي المتدني، بأنه السبب في ذلك، لا سيما أنه لا يهدأ ولا يتوقف عن لوم المدرسة وأسلوب التعليم في ذلك، لكن المشكلة الحقيقية تقع في رغبة الآباء في حصول ابنهم على العلامات النهائية كإشارة واضحة على مستوى ذكائه المرتفع، متجاهلين في ذلك شغفه الحقيقي بالدراسة أم لا، مستخدمين في ذلك الابتزاز العاطفي تجاه الابن، بأنه قد خيّب أملهم وأن ثقتهم فيه لم تكن في محلها.

قام بعض الخبراء النفسيين بإجراء تجربة لإثبات ما سبق، حيث قاموا بتصوير الأم مع الابن وهم يلعبون معا ويحلون بعض الألغاز المختارة بعناية من قبل الخبراء، ومن ثم قاموا بتصوير الابن يعمل على حل نفس الألغاز وحده بعد استبعاد الأم من الغرفة، لتكون النتائج مدهشة بحق.

لم يستطع الأطفال ممن لهم أم متحكمة ومسيطرة على حل الألغاز واستسلموا من البداية ولم يستطيعوا المحاولة لأكثر من مرة، أما أولئك الذين كانوا لهم أم تساعدهم على حل الألغاز سويا وتسمح لهم بحرية الاختيار في طريقة الحل، فاستطاعوا المحاولة عدة مرات بعد كل مرة فشلوا فيها، ولم يستسلموا من البداية، ليستطيع بعضهم بالفعل الوصول إلى الحل النهائي دون مساعدة والدته في أثناء إجراء التجربة الثانية.

إلى ذلك، ربما يكمن سر الأبوة في أن الأطفال باستطاعتهم فعل أكثر مما نظنهم قادرين على فعله، والأمر يعود إلى الآباء في النهاية، هل لديهم الصبر الكافي لاكتشاف قدرات أطفالهم بالفعل، والأهم من ذلك، هل سيقدرون الجهد المبذول من قبل الأبناء أم سيستمرون في تقدير النتيجة التي ترضيهم فحسب؟

  كلمات مفتاحية

فشل تربية أطفال تعليم إبن طفل آباء أمهات تربية وتعلميم

كيف تكتشف أن طفلك تعرض للتحرش؟ وكيف تتصرف معه؟