كيف حصل «الدولة الإسلامية» على الأسلحة في الشرق الأوسط؟

الأحد 4 مارس 2018 12:03 م

بعد بحوث استمرت ثلاث سنوات بات ممكنا تتبع طريق تلك الأسلحة التي جلبت الموت والدمار للشرق الوسط، عن طريق تنظيم «الدولة الإسلامية»، ورغم ذلك تبقى أسئلة مهمة عن الدول المتورطة في تلك الصفقات.

تمكن تنظيم «الدولة» من البقاء لفترة طويلة ويدافع بدموية عن سيطرته لم يكن لذلك علاقة فقط بتعصب عناصره في الدفاع عن عقيدتهم، فسيل الأسلحة والذخيرة كان على الأقل بهذه الأهمية للإرهابيين.

وجزء ليس بالهين من هذه الأسلحة كان يأتي من بلدان حلف الناتو في أوروبا والاتحاد الأوروبي، عن طرق ملتفة عبر الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية، حسب ما دونه مركز البحوث حول النزاعات المسلحة CAR خلال ثلاث سنوات من العمل الدقيق الخطير.

ولما تغيرت خطوط الجبهة بين يوليو/تموز 2014 ونوفمبر/تشرين الأول 2017 كانت فرق الخبراء من مركز CAR في عين المكان تفحص الأسلحة والعتاد الذي يسقط في يد التحالف الدولي المناهض لـ«الدولة الإسلامية».

وضبط خبراء CAR بين كوباني على الحدود السورية التركية والعاصمة العراقية بغداد حوالي 2000 قطعة من السلاح وأكثر من 40.000 من الذخيرة، وعكفوا اعتمادا على سجلات الإنتاج وأرقام السلسلة إعادة رسم طرق التموين، وهذا البحث تم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الألمانية.

من جانبه، أعرب مدير عمليات CAR في سوريا والعراق والمؤلف الرئيسي للتقرير الصادر، «داميان سبليترس»في مقابلة مع DW، عن تعجبه قائلا: «بأي سرعة انتقلت بعض الأسلحة بعد تصديرها إلى ترسانة الدولة الإسلامية».

وكمثال على ذلك يذكر «سبليترس» صاروخا مضادا للدبابات من صنع بلغاري تم بيعه في ديسمبر/كانون الأول 2015 للولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها بأقل من شهرين تم ضبطه بعد استرجاع الرمادي من قبل جنود عراقيين بين عتاد «الدولة الإسلامية».

ولا يُعرف ما إذا حصل «الدولة الإسلامية» على تلك الأسلحة في ساحة المعركة أم من قبل مقاتلين التحقوا به أو اشتراها من مجموعات منافسة، ولا يمكن إلا بصعوبة تتبع طريق الصاروخ المضاد للدبابات.

وأكدت بلغاريا لمركز CAR بيع أسلحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان طلب ترخيص التصدير معززا تماشيا مع القوانين بتصريح حول البقاء النهائي لتلك الأسلحة لدى الجيش الأمريكي.

ويرى خبير CAR السيد «سبليترس» في ذلك دليلا على أن «مستوردين مهمين مثل العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية هم الزبائن المهمين لمنتجي الأسلحة الأوروبيين، والذين لا يحترمون أسس صادرات الأسلحة الأوروبية يعني احترام تصريح البقاء النهائي».

وهذا ينطبق أيضا على صادرات كبيرة لأسلحة خاصة من أوروبا الشرقية إلى العربية السعودية ونقلها إلى مجموعات مسلحة في سوريا.

فقبل الحرب في سوريا لم يكن لدى السعودية اهتمام البتة بأسلحة من إنتاج أوروبي شرقي، لأنها لا تتناسب مع تجهيزات القوات السعودية، لأنها مجهزة بأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، لكن مركز CAR تمكن من تتبع سلسلة من العتاد العسكري لتنظيم «الدولة الإسلامية» تعود لصادرات من بلغاريا إلى السعودية. 

وفي عام 2016 أكدت بحوث لشبكة المراسلين الميدانيين في البلقان مع منظمات أخرى وجود تجارة أسلحة مزدهرة بين ثمانية بلدان من أوروبا الشرقية وجنوب شرق أوروبا من جهة، ومع العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وتركيا من جهة أخرى.

المصدر | الخليج الجديد + دويتشه فيلله

  كلمات مفتاحية

تنظيم الدولة داعش الإرهاب أسلحة داعش الشرق الأوسط