كيف ساهم تدخّل الإمارات لصالح ترامب في حصار قطر؟

الاثنين 5 مارس 2018 02:03 ص

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ـ وعلى رأس صفحتها الإلكترونية ـ خبراً يؤكد أن روبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وسّع تحقيقه ليشمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد هو رجل الأعمال اللبناني ـ الأمريكي جورج نادر.

للقصة تفاصيل كثيرة تضيء على اختلاط شؤون السياسة (والمال) بقضيّة رهان دول وجهات كبرى، بينها روسيا والإمارات، على فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأولى عن طريق عمليّة استخباراتية معقّدة للتأثير في الأمريكيين عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والثانية عن طريق الدعم المالي عبر صفقات أمنية بقيمة مئات ملايين الدولارات.

الحبكة المعقدة لتدخل الإمارات تشمل، إضافة إلى نادر، شخصا يدعى إليوت برويدي، لديه عقود أمنية بمئات الملايين مع أبو ظبي، والذي يعتبر أحد جامعي الأموال الكبار لحملة الرئيس الأمريكي، إضافة إلى كونه أحد الداعمين الرئيسيين لتحالف «اليهود الجمهوريين» ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. قدّم الأخير لمستشار بن زايد تقريرا مفصلا لاجتماع مع ترامب يحثه فيه على دعم سياسات الإمارات في الخليج والعالم العربي.

بعد فوز ترامب نجح مستشار بن زايد بلقاء صانعي القرار في البيت الأبيض عدة مرات حيث التقى بستيف بانون، المستشار الاستراتيجي السابق لترامب، وبجارد كوشنر صهره ومستشاره لشؤون السياسة الأمريكية في المنطقة.

في خلفيّة هذه الحبكة المعقّدة أيضاً يحضر فشل كوشنر في إقناع السلطات المالية القطرية بعقد صفقة لتمويل أحد أكثر أصول شركات والد جارد، تشارلز كوشنر، تعثّرا، قبل أسابيع فقط من إعلان دول الحصار للأزمة مع الدوحة.

وحسب التقارير الواردة فإن كلا من كوشنر، وبرويدي عملا على نسف مساعي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لرأب الصدع الخليجي، بل إن برويدي طالب ترامب بعزله من منصبه.

وإذا عطفنا كل هذا مع المعلومات عن تخفيض تصريح كوشنر الأمني داخل البيت الأبيض، وما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مؤخرا من أن المخابرات الأمريكية اكتشفت أن مسؤولين من الإمارات وإسرائيل والصين والمكسيك، استغلوا الطموحات المالية لكوشنر للحصول على معلومات أمنية، وكذلك للتأثير على سياسة ترامب، نكون قد ألقينا ضوءاً على عش الدبابير السياسي والمالي، وشبكة الفساد السياسي والمالي التي استخدمتها الإمارات للوصول إلى قرار حصار قطر.

وهو ما يشرح بوضوح أيضاً التصريحات الخطيرة التي أدلى بها ترامب بعد الحصار، والملابسات التي شابت مهمّة تيلرسون، وكذلك الصد الذي تلقاه مندوبا ترامب، تيم ليندركينغ وانتوني زيني المتوليان ملف الوساطة في أزمة قطر.

… كما أنه يشرح الكثير من السياسات الخطيرة، برعاية خفية من الإمارات وحلفائها في المنطقة، وخصوصاً في فلسطين، التي تلقّى شعبها هدايا ترامب لإسرائيل، من إعلان القدس عاصمة لها، إلى قرار فتح السفارة في يوم النكبة الـ70، وفي سوريا، التي تشهد حاليّاً تنفيذ الأجندة الروسيّة عبر مجازر الإبادة والتغيير الديمغرافي نصرة لنظام الرئيس بشار الأسد.

  كلمات مفتاحية

الإمارات دونالد ترامب حصار قطر صحيفة «نيويورك تايمز» روبرت مولر المحقق الخاص التدخل في الانتخابات الأمريكية محمد بن زايد جورج نادر جاريد كوشنر خفض التصريح الأمني روسيا عملية استخباراتية إليوت برويدي عقود أمنية مع أبو ظبي تحالف «اليهود الجمهوريين» بنيامين نتنياهو