مركز إسرائيلي يدعو واشنطن لعدم تزويد الدول العربية بطائرات «إف 35»

الاثنين 5 مارس 2018 08:03 ص

دعا «مركز أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي، سلطات بلاده إلى التحرك لمنع الدول العربية والخليجية من الحصول على طائرات حربية من «الجيل الخامس»، بهدف الحيلولة دون المس بتفوق سلاح الجو الإسرائيلي النوعي على جميع الجيوش العربية.

وأشار المركز في دراسة له إلى أن ضمان «التفوق الجوي» الإسرائيلي في العقد القريب بات مرتبطا بالمزايا التكنولوجية التي تمنحها طائرة «إف 35»، التي تعد أهم طائرات هذا الجيل، ومدى نجاح تل أبيب في منع دول المنطقة الأخرى من التزود بهذه الطائرة.

ولفتت الدراسة، التي نشرها المركز، اليوم الإثنين، على موقعه، إلى أنه «يتوجب على الحكومة الإسرائيلية ممارسة كل الضغوط الممكنة على الإدارة الأمريكية لمنعها من السماح باقتناء دول المنطقة الأخرى إف 35».

وبينت أن صناع القرار في تل أبيب مطالبون بإقناع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بألا تتحول الحاجة الأمريكية إلى مشاركة بعض الدول العربية في مواجهة إيران إلى مسوغ لتزويد العرب بهذه الطائرات.

وأوضحت الدراسة أن «الحرص على ضمان حفاظ سلاح الجو الإسرائيلي على تفوقه مقارنة مع أسلحة جو جميع دول المنطقة ينبع من دوره الحاسم في الحفاظ على قوة الردع الإسرائيلية، ناهيك عن اضطلاعه بالدور الرئيسي في توفير ردود عسكرية ميدانية على عدة جبهات في آن، إلى جانب إسهامه في إحباط مخاطر استراتيجية في مناطق قريبة وبعيدة، وتنفيذه عمليات انتقام ردا على هجمات تتعرض لها (إسرائيل)».

وأشارت الدراسة إلى أن «مستوى التفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي مقارنة بالجيوش العربية تراجع في السنوات الأخيرة، بسبب التطور الكبير الذي طرأ على فاعلية منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها الدول العربية، إلى جانب حرص هذه الدول على شراء طائرات حربية متطورة».

وحسب الدراسة، فإن ضمان احتفاظ سلاح الجو الإسرائيلي «بتفوق إقليمي» يتطلب عدم السماح بتسرب طائرات الجيل الخامس، لاسيما «إف 35» للدول العربية.

وعلى الرغم من احتفاء القيادات الإسرائيلية بعمق التقارب بين تل أبيب وعدد من الدول الخليجية، لاسيما السعودية والإمارات، فإن الدراسة تدعو إلى «التدخل العاجل لدى إدارة ترامب وحثها على عدم السماح تزويد هاتين الدولتين بطائرات الجيل الخامس».

وشددت على ضرورة أن تحتاط (إسرائيل) لتحولات دراماتيكية في الإقليم، وعدم استبعاد أن تصعد للحكم في الدول الخليجية المعتدلة، لاسيما السعودية والإمارات، أنظمة أخرى تكون معادية لـ(إسرائيل)، مشددة على وجوب أن تضمن القيادة الإسرائيلية أن يتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بالقدرة على العمل في المجالات الجوية في هذه الدول إذا تطلب الأمر ذلك.

ودعت الدراسة صناع القرار في تل أبيب إلى «عدم التردد في الاستعانة بأصدقاء (إسرائيل) في الكونغرس للتدخل لمنع ترامب من تزويد الدول العربية بطائرات إف 35»، محذرة من أن «سلوك ترامب كرجل أعمال»، إلى جانب إدراكه للدور الذي تقوم به كل من السعودية والإمارات في خدمة المصالح الأمريكية، يمكن أن تدفعه لتزويد هاتين الدولتين بهذه الطائرات.

وذكرت الدراسة أن مواصلة احتفاظ (إسرائيل) بتفوق سلاح جوها تسمح لها بمواجهة المخاطر التي تمثلها إيران في سوريا.

وشددت الدراسة على وجوب تنبيه إدارة «ترامب» إلى التشريع الذي أصدره الكونغرس عام 2008، والذي نص على وجوب أن تُخضع الولايات المتحدة سياسة مبيعات سلاحها بحيث لا تهدد التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.

وقبل أشهر، وافقت إدارة «ترامب»، على إعادة النظر في طلب من الإمارات بشأن الدخول في مفاوضات من أجل تزويدها بمقاتلات من طراز «إف 35».

وذكر موقع «ديفينس نيوز» أنه لم يتخذ قرار نهائي بهذا الخصوص، وأن مسؤولين كبارا في إدارة البيت الأبيض يصرون على أن إدارة «ترامب» تعتزم المحافظة على التفوق التكنولوجي لـ(إسرائيل) بما يسمح لها بالدفاع عن نفسها.

وأشار مراقبون إلى أن مجرد استعداد البيت الأبيض لبحث هذا الطلب الإماراتي ضمن التعاون بين البلدين في إطار الاتفاق الاستراتيجي الجاري التفاوض بشأنه لمدة 15 عاما، يشكل تغيرا جوهريا في السياسة الأمريكية، حيث كانت الإدارة السابقة في عهد «باراك أوباما» ترفض بيع هذه المقاتلات لأي من الدول العربية، وذلك للحفاظ على التفوق التكنولوجي لـ(إسرائيل).

وذكر الموقع الأمريكي، نقلا عن مصادر في وزارة الأمن الإسرائيلية، أن الأخيرة لا يتوقع أن تعارض الخطوات الأولية في هذا الاتجاه، إذا كان الأمر محصورا على الإمارات العربية، ولن يجر اتفاقيات مشابهة مع دول خليجية أخرى.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل سلاح الدول العربية تسليح

إسرائيل تتسلم طائرتين جديدتين من طراز إف-35