«الغارديان»: وريث المملكة يبدأ جولته الخارجية لبحث أوراق اعتماده

الثلاثاء 6 مارس 2018 07:03 ص

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن وريث المملكة العربية السعودية الأمير «محمد بن سلمان» بدأ رحلته الأولى إلى الخارج في زيارة لثلاثة بلدان هي «القاهرة ولندن ونيويورك» بهدف التأكيد على أوراق اعتماده في مرحلة عالمية حرجة.

ويصل «بن سلمان» إلى لندن غدا الأربعاء، وسيتم استقباله كرئيس للدولة المنتظر، وسيسافر إلى قلعة «وندسور» لتناول عشاء مع الملكة.

وباعتبار المملكة شريكا تجاريا بارزا لبريطانيا في الشرق الأوسط، سيمثل ولي العهد صفتين بالمباحثات الثنائية؛ رئيس البعثة التجارية، وزعيم دولة مستقبلًا يتطلع لتثبيت أقدامه بعد بداية عامه الأول في العلاقات الخارجية.

وتأتي زيارة الأمير البالغ من العمر (32 عامًا)، بعد إحدى أكثر الفترات تميزًا في تاريخ المملكة الحديث، وقت حلت فيه التعديلات التي يجريها في الداخل السعودي بالتزامن مع الثورات في المنطقة.

إظهار القوة المفاجئ أدهش الأصدقاء والأعداء، حيث تركهم يحاولون فهم ما الذي يدفع الأمير «محمد»، الذي حصل على تفويض مطلق من والده الملك «سلمان» لإصلاح كل شيء في البلد، المعروف منذ 40 عاما برفضه قبول الجديد والإدارة المتحجرة.

وأشارت «الغارديان» إلى أن مشاركة الرياض في حصار قطر ومحاولة إجبار رئيس وزراء لبنان «سعد الحريري» على الاستقالة، بدت بلا طائل، إضافة إلى حربها في اليمن، التي تكلف الميزانية السعودية 8 مليارات في الشهر، وأدت إلى مقتل أكثر من 10 آلاف يمنيا، ما تركها متورطة في مستنقع اليمن دون مخرج.

الولاء للزعيم السعودي الجديد منتشر على نطاق واسع، ولم يكن أحد في موقع السلطة أو في شوارع العاصمة، مستعدا لتقديم أي شيء أكثر من نقد صامت لجدول أعمال الأمير «محمد».

وينظر عادة للحرب في اليمن على أنها محاولة «لوقف حزب الله من تقوية نفسه في الشرق»، رغم الجمود الفعال في البلاد التي دمرت، والحصار الذي تقول الأمم المتحدة إنه قد ترك أكثر من 8 ملايين شخص على وشك المجاعة.

وتنقل الصحيفة البريطانية عن تاجر من الدمام يدعى «عبدالله شرفي»، قوله: «إنهم يريدون السيطرة على الأضرحة المقدسة.. لو لم يقم سموه بعمل شيء ما، فإنهم سيسيطرون علينا».

أما تحالف الأمير «محمد بن سلمان» مع الرئيس «دونالد ترامب» وصهره «جارد كوشنر»، الذي يواجه مستقبلا غامضا في البيت الأبيض، فيوصف بأنه «خطأ مبتدئ» في السياسة، وأثر على جهود مواجهة إيران.

ويؤكد بلوماسي رفيع المستوى أن «ترامب وكوشنر يخلطان التجارة بالسياسة، ويستخدمان موقعهما من أجل الحصول على مكاسب تجارية».

وعادة ما ينظر للسعودية على أنها دولة وكيلة للولايات المتحدة، التي لن تفعل أمرا دون واشنطن، وتفضل استخدام المال والإكراه، ولهذا عندما أجبر «بن سلمان» رئيس الوزراء اللبناني «الحريري» على الاستقالة، فإنه أثار هزة في المنطقة، حيث أرسلت واشنطن وباريس ولندن مبعوثين لدعوته للتراجع، وشعرت بريطانيا بالقلق من تطور أزمة «الحريري» إلى حرب بين إيران و(إسرائيل) وتورط السعودية، ولهذا أرسلت فريقا من الدبلوماسيين وضباط مخابرات «إم آي 6» لعرض النصيحة.

وبسبب التجربة الفاشلة، قد استقبل العاهل السعودي الملك «سلمان»، «الحريري» في الرياض يوم السبت، قبل أن يغادر الأمير إلى مصر المحطة الأولى في جولته.

وفي الوقت نفسه، لا تظهر قطر سوى القليل من علامات الانحناء إلى الحصار الدبلوماسي والتجاري الذي فرضته السعودية بسبب مزاعم بأن علاقات الدوحة مع إيران و«الإخوان المسلمون» خطر على الأمن القومي العربي.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر محمد بن سلمان القاهرة نييورك بريطانيا جولة بن سلمان الخارجية