توقعات بمغادرة «عباس» السلطة الفلسطينية خلال أسابيع.. لماذا؟

الثلاثاء 6 مارس 2018 07:03 ص

«قد تكون هذه آخر جلسة لي معكم.. وما في حدا (أحد) ضامن عمره».. بهذه الكلمات تحدث الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» (أبو مازن) قبل أيام في افتتاح دورة انعقاد المجلس الثوريّ لحركة فتح في رام الله؛ ما دفع الكثيرون لتوقع «مفاجأة» أو «قنبلة ما» ستنفجر في القضية الفلسطينية خلال الأيام المقبلة.

وفي هذا الصدد، توقع مراقبون ومحللون لدرجة تصل إلى حد الجزم أن هذا هو الخطاب قبل الأخير لـ«عباس» في مسؤوليته كرئيس للسلطة الفلسطينية، باعتبار أن الخطاب الأخير قد يكون في افتتاح اجتماع المَجلس الوطني الفِلسطيني الذي يسعى لعقده مطلع مايو/أيار المقبل.

ثلاثة مبررات

ثلاثة مبررات، حددتها صحيفة «رأي اليوم» اللندنية، قد تكون وراء خروج «عباس» عن النص خلال كلمته، التي وصلت إلى درجة عالية من الصراحة والشفافية.

المبرر الأول، هو شعور «عباس» (82 عاما) بأن ظروفه الصحية ليست على ما يرام، خاصة أنه أجرى فحوصات طبية دقيقة في أحد مستشفيات واشنطن المتخصصة أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، لإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك.

مثلما أجرى فحوصات للقلب أكثر من مرة في عمان ورام الله، وسط تقارير تتحدث أنه يعاني من سرطان البروستاتا.

وكان «عباس» توجه إلى الولايات المتحدة، لإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن في نيويورك، يوم 20 فبراير/شباط الماضي، وكان من المتوقع أن يتوجه إلى فنزويلا، لكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا أنه بقي في الولايات المتحدة لخضوعه لفحوص طبية دورية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، نُقل «عباس» إلى مستشفى بالضفة الغربية، دون إعلان مسبق، وذلك لإجراء فحوص على القلب، قال طبيب حينها إن «نتائجها جاءت طبيعية».

أما المبرر الثاني، ربما يكون أن «عباس» قرر الاستقالة، وحل السلطة؛ لإدراكه أن «صفقة القرن» الأمريكية لا تتلائم مع المشروع الوطني، والثوابت الفلسطينية، ويستحيل عليه قبولها لأنها لا تحقّق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تفاوض من أجل الوصول إليها في صقيع أوسلو.

ومن المقرر أن يعلن البيت الأبيض خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المعروفة باسم «صفقة القرن»، خلال الأسابيع المُقبلة، وهي الخطة المتوقع أن تلقى رفضا فلسطينيا.

وتولى «عباس» الرئاسة بعد وفاة «ياسر عرفات» عام 2004، وأجرى محادثات سلام مع (إسرائيل)، لكن تلك المفاوضات انهارت عام 2014.

وحول المبرر الثالث، يتوقع البعض أن يكون «عباس» وصلته «معلومات مؤكدة»، أن هناك خطة إسرائيلية أمريكية لاغتياله؛ لرفضه اللقاءات الأمريكية، و«صفقة القرن»، ومعارضته الشديدة لخطوة واشنطن نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.

دلائل

ولا يمكن ترجيح تفسير على الآخر؛ فـ«عباس» ألمح إلى وضعه الصحي «غير المطمئن» عندما قال «قد تكون هذه آخر جلسة لي معكم، وما في حدا ضامن عمره».

مثلما استخدم تعبيرات تعكس يأسه من الظرف السياسي الراهن، والمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على القضية الفلسطينية المتمثلة في صفقة القرن، عندما قال «يُعلنوا عن الصفقة وقتما شاءوا وكيفما شاءوا، لكن غير اللي بدنا إياه مش رح يصير».

وأضاف: «قُلتها بعد هيك وبعيدها.. لن أُنهي حياتي بخيانة»، وأكد: «غير دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو/حزيران عام 1967، مش راح نقبل وما حدا بيموت من الجُوع».

نغمة الخطاب، توحي بأن «أمرا ما» وعلى درجة كبيرة من الخطورة بصدد الحدوث، وفي وقت قريب.

فالمسألة ليست مُناورة أو كسب وقت، بقدر ما هي مسألة مواجهة الواقع الخطير الذي يجد «عباس» وسلطته فيه بعد انْهيار آماله ورهاناته على السلام، وخُذلانه أمريكيا وعربيا وإسرائيليا، وتخلي الجميع عنه وقضيته، حسب مراقبين.

حالة الاستعجال في عقد المجلس الوطني الفلسطيني، وبعد ثلاثة أشهر من انعقاد المجلس المركزي، توحي بأن الرئيس «عباس» يُريد أن يفجر «قنبلة ما» في خطابه المقبل الذي سيكون الأخير فعلاً.

ظرف مختلف

وردا على ما يثار من أن «عباس»، سبق أن كرر كلاما مشابها في خطابات سابقة مثل القول بأننا «سُلطة بلا سُلطة»، و«لم نعد نملك أي قدرة على التحمل»، يعتبر محللون أن الوضع مختلف جدا الآن.

وأضافوا أنه لا يستبعدون أن يكون كبير المُفاوضين الفِلسطينيين «صائب عريقات» قد مهد لهذا الحدث الكبير، وربما الصادم أيضًا، عندما قال في مقابلة مع القناة الإسرائيليّة «العاشِرة» أن وزير الدفاع الإسرائيلي «إفيغدور ليبرمان»، هو الرئيس الحقيقي للسُّلطة الفلسطينية، ومنسق الشؤون الإسرائيلية في المناطق المحتلة «بولي موردخاي» هو رئيس وزرائها.

ورغم من عدم وجود أي معلومات معلنة من الأطراف المعنية عن الصفقة التي يسعى الرئيس «ترامب» لتوقيعها العام الجاري، فإن قراره باعتبار القدس عاصمة (إسرائيل)، دفع الفلسطينيين لإعلان رفضهم أي دور منفرد لبلاده في رعاية عملية السلام.

لكن مصادر سياسية عديدة ربطت بين قرار «ترامب» بشأن القدس، وسعيه لإبرام «صفقة القرن»، عبر تحييد مسألة القدس وحسمها لصالح (إسرائيل)، واعتبارها خارج إطار التفاوض لتوقيع اتفاق سلام تاريخي بين الطرفين.

المصدر | الخليج الجديد + رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

فلسطين محمود عباس السلطة الفلسطينية إسرائيل ترامب صفقة القرن