وفد ألماني متطرف يزور سوريا ويسعى للقاء «الأسد»

الثلاثاء 6 مارس 2018 07:03 ص

توجه سياسيون في حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني المتطرف، وهم أعضاء في البرلمان الاتحادي «بوندستاغ» وبرلمان ولاية شمال الراين فستفاليا، إلى سوريا، في رحلة خاصة (غير رسمية)، من المنتظر أن يتجولوا خلالها في 3 من مدنها، مع احتمال لقائهم برئيس النظام «بشار الأسد»، وذلك ضمن مسعاهم للترويج لـ«سوريا آمنة».

الترويج لـ«سوريا آمنة»

وتتطلع تلك الجولة إلى الترويج لمزاعم تقول أن سوريا أصبحت بلدا آمنا ومرحبا بالجميع، وأن الحياة فيها عادت إلى طبيعتها، رغم القصف والمعارك الجارية على أشدها في الغوطة الشرقية ومنطقة عفرين شمال البلاد حاليا، التي تودي بعشرات القتلى يوميا.

ووصل الوفد المكون من 7 سياسيين يوم الإثنين 5 مارس/آذار إلى سوريا، عبر لبنان، بحسب مراقبين، كما تظهر صورهم في معبر حدودي بين البلدين.

ويضم الوفد أعضاء برلمان ولاية شمال الراين فستفاليا، «كرستيان بليكس» و«توماس روكمان» وأعضاء البرلمان الألماني الاتحادي «أودو هيملغارن» و«يورغن بوهل» و«هارالد فييل» و«فرانك باسمان»، ومسؤولا سياسيا في الحزب بمدينة مونستر يدعى «شتيفن كريست».

وقال وفد الحزب، في بيان رسمي صادر عنه، إنه توجه إلى سوريا للإطلاع بشكل موسع على الوضع الإنساني هناك، وعملية «إعادة الإعمار في المناطق المحررة من الإرهابيين»، على حد قوله.

على الجانب الآخر، اعتبر حزب «البديل» أنه لا يتم تقديم تغطية دقيقة للوضع في سوريا.

وحتى قبل توجههم إلى سوريا، تحدث أحد أعضاء الوفد «روكمان»، لموقع «كومباكت» ذي التوجهات اليمينية، عن «عدم ثقته بما تنشره وسائل الإعلام عن "صورة قاتمة" للوضع في سوريا»، معتبرا أن الوضع في سوريا أقل توترا مما يعتقد البعض، حيث يتوجب «قتال العصابات الإرهابية في بعض المناطق فقط»، لافتا إلى أنه يود الاطلاع بنفسه على الوضع لذلك سينضم لهذا الوفد.

تبني الحزب الترويج لـ«الأسد»

وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود الحزب السالف ذكره لإعادة العلاقات مع النظام السوري والدعوة للتنسيق معه لأجل إعادة اللاجئين المتواجدين في ألمانيا، الأمر الذي طالب به في البرلمان منذ العام الماضي، وتم رفضه بشدة من بقية الكتل البرلمانية.

ووصفت نائبة من حزب الخضر برلمانيي «البديل» بالمتحدثين باسم نظام «الأسد» في البوندستاغ (البرلمان)، حينذاك.

ويعمل الحزب على الترويج منذ أشهر، لكون سوريا آمنة، في محاولات لرفع حظر ترحيل السوريين المطبق منذ العام 2012.

وتم أواخر العام الماضي تمديد منع ترحيل حتى السوريين بوصفهم «خطرين» في ألمانيا حتى آخر العام 2018.

إلى ذلك، ذكر الوفد في البيان الصادر عنه أن الخبرات التي سيجمعها في الزيارة ستمكن الأعضاء من تقييم فيما إذا كانت سوريا بلدا آمنا بشكل عقلاني، وأن ذلك ينطبق على قرار حظر الترحيل لطالبي اللجوء المرفوضين.

ونشر أعضاء الوفد صورا لهم طوال الوقت في المطار ولشوارع دمشق وللقاءاتهم.

وحاول أعضاء الوفد عقد مقارنة بين الحياة في مناطق سيطرة النظام السوري وتلك التي تسيطر عليها المعارضة لانتقاد سياسة الحكومة الألمانية الاتحادية الداعمة للمعارضة، فنشر عضو برلمان ولاية شمال الراين فستفاليا، «كرستيان بليكس»، الذي قام بتنظيم الزيارة، صورة لفتاتين عبر حسابه على موقع تويتر قائلا «بناطيل جينز بدلا من الحجاب الأسود، والنساء يجلسن في الحانات».

وتابع: «هذا المشهد لا يمكن رؤيته حتى في مكة. أو حتى في حي نويكولن ببرلين، الذي يسكنه الكثير من المهاجرين»، معتبرا أنه من العار أن تدعم الحكومة الألمانية «المتمردين» الذين يجبرون النساء على ارتداء البرقع، بحسب زعمه.

 

 

واجتمع أعضاء الوفد في اليوم الأول مع مفتي الجمهورية السوري «أحمد حسون». وتسابق أعضاء الوفد على نشر صورهم معه على حساباتهم بموقع تويتر، رغم كون «حسون» شخصية مثيرة للجدل.

 

 

ونقلوا عن «حسون» دعوته السوريين في ألمانيا للعودة، وتأكيده على «الفصل بين الكنيسة والدين»، وهي العبارة التي أثارت سخرية المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، لغرابتها وعدم منطقية فصل الدين عن الكنيسة، فيما دعا منظم الجولة الترويجية تلك، «بليكس»،على حسابه بموقع تويتر المستشارة «أنغيلا ميركل» إلى دعوة «أحمد حسون» لزيارتها في ألمانيا.

كما أشارت النسخة الألمانية من صحيفة «هاف بوست» عن ضجة أحدثها هذا اللقاء مع «حسون»، خلال جولة الترويج التي نظمها الحزب في سوريا.

وأشارت إلى أن «حسون»، الذي كان يعتبر سابقا كليبرالي، ويقدم نفسه على أنه علماني، ووقف إلى جانب الأسد في الحرب الأهلية، لافتة إلى أنه كان لديه مواقف معادية لليهود للترويج للخدمة العسكرية عند النظام السوري، وإلى دعوته سابقا إلى تنفيذ هجمات انتحارية في أوروبا، كما يُظهر فيديو متداول في العام 2011.

عدم علم الخارجية الألمانية

وتأتي هذه الزيارة، رغم تحذير الخارجية الألمانية المواطنين من زيارة سوريا وطلبها على موقعها من كل الألمان الذين لم يغادروا بعد سوريا بتركها، مشيرة إلى أن السفارة الألمانية في دمشق مغلقة ولا يمكن تقديم أية مساعدة قنصلية هناك.

ونقل موقع «تيليكوم أونلاين» عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية تأكيده على عدم علم الجهة المختصة بزيارة مجموعة سياسي حزب «البديل» لسوريا. وقال الموقع إن كتلة حزب «البديل» في ولاية شمال الراين فستفاليا أكدت له أن الزيارة خاصة، لم تكن المبادرة فيها من قبل الكتلة، ولن يتم دعمهما من قبلها.

إلا أن المتحدث باسم الحزب «كرستيان لوت» قال لموقع «شبيغل أونلاين»، الإثنين، إن الزيارة التي قد تمتد حتى 7 أيام، تمت بالاتفاق مع رئاسة كتلة الحزب في البوندستاغ (البرلمان)، وزعيمي الحزب «الكسندر غاولاند» و«يورغ مويتن».

ويظهر أعضاء الوفد في صورة على موقع «كومباكت» ذي التوجهات اليمينية، وهم واقفون إلى جانب أشخاص يرتدون لباسا عسكريا، دون ذكر مكان التصوير أو هوياتهم.

ولم يتضح من دعم الزيارة ماليا ومن سيتكفل بحمايتهم أمنيا خلالها.

وقال عضوا الوفد في مقابلة مع «كومباكت» إنهم يريدون التحدث مع الكثير من الناس في سوريا، وليس لديهم مانع من إجراء حوار مع «بشار الأسد».

وعبروا عن نيتهم زيارة دمشق وحمص وحلب، والمرافق التعليمية والتحدث مع ممثلي المجتمعات الدينية، وممثلين عن «الحكومة».

زيارة للقرم مثيرة للجدل

وسبق هذه الزيارة، توجه «كرستيان بليكس»، مع بعض أصدقائه في الحزب إلى جزيرة القرم التي احتلتها روسيا في العام 2014، وأثارت حينذاك غضب دول الاتحاد الأوروبي ودفعها لفرض عقوبات اقتصادية على موسكو مذاك.

وقال موقع «تيليكوم» إن الرسالة التي نشرها خلال زيارة القرم هي أن الناس سعداء بكونهم جزءا من روسيا مجددا، وأنه يجب رفع العقوبات الأوروبية على روسيا.

ووصف الحزب تلك الزيارة، التي أثارت غضب الأوكرانيين، أيضا بأنها خاصة وليست رسمية.

المصدر | هاف بوست + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد الغوطة بلد آمن ترويج ألمانيا يمين متطرف