في ختام زيارة «بن سلمان».. بيان مشترك يدعو للتصدي للتدخلات الإيرانية

الثلاثاء 6 مارس 2018 08:03 ص

اتفقت السعودية ومصر على أهمية دعم حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وعلى أهمية دعم المسار السياسي لإنهاء الأزمة السورية، فضلا عن أهمية مواجهة التدخلات الأجنبية، وخاصة الإيرانية، في الشؤون الداخلية للدول العربية.

جاء ذلك، في بيان مشترك، عقب اختتام زيارة ولي العهد السعوي الأمير «محمد بن سلمان» إلى مصر، التي استمرت 3 أيام، والتقى خلالها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وكبار المسؤولين في الدولة، فضلا عن زيارة قام بها إلى الأزهر والكنيسة.

وحسب البيان، تم خلال الزيارة «بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، وأكد الجانبان دعمهما الكامل لكافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وفقاً لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستناداً لحل الدولتين وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني».

وأعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بإجراءات نقل سفارة بلاده إليها؛ ما أشعل غضبًا في الأراضي الفلسطينية، وتنديداً عربياً وإسلامياً ودولياً.

ووفق إعلام محلي سعودي، يزور «بن سلمان» واشنطن، في 19 مارس/آذار الجاري، وسط تقارير متواترة عن خطة أمريكية لحل الأزمة الفلسطينية.

كما أكدت السعودية ومصر، وفقا للبيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، «أهمية دعم المسار السياسي لإنهاء الأزمة السورية بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، وفقاً لإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)».

وعبر الجانبان السعودي والمصري، عن دعمهما للمبعوث الدولي للأزمة «استيفان دي ميستورا»، مثمنين التعاون المثمر بين البلدين الذي أسفر عن تشكيل وفد موحد لمختلف فصائل المعارضة السورية في مؤتمر الرياض (2) الذي عُقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وأكد الجانبان أن «تعزيز التعاون المصري السعودي يمثل دعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية في سوريا وليبيا واليمن والعراق».

وحسب بيان للرئاسة المصرية، أكدت الرياض والقاهرة، رفضهما القاطع لما أسماه «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، داعين إلى «ضروة التزام جميع دول الجوار بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل».

عمل عربي مشترك

وبحث الجانبان، أيضا، أبرز القضايا المطروحة على الساحة العربية، مؤكدين أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية وحدة أراضي وسلامة الدول العربية.

وأشار البيان المشترك إلى التزام البلدين بالعمل على بلورة رؤية شاملة وخطة طموحة، لتطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك، وفي القلب منها جامعة الدول العربية؛ بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.

وأضاف البيان: «كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».

وتابع: «عبر الجانبان عن عزمهما التصدي لخطر التطرف والإرهاب، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم، مؤكدين ضرورة استئصال الإرهاب من جذوره، وهزيمة جميع التنظيمات الإرهابية، بلا استثناء، وبشكل شامل ونهائي، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالدعم أو التمويل أو توفير الملاذات الآمنة أو المنابر الإعلامية».

وفى هذا السياق، عبر الجانب السعودي، حسب البيان، عن «دعمه الكامل للجهود الناجحة التي تبذلها الحكومة المصرية لاستئصال الإرهاب بشكل كامل ونهائي في إطار عملية سيناء 2018، مشيراً لتقديره للنجاحات الكبيرة التي حققتها هذه العملية، والتضحيات الكبيرة التي تقدمها القوات المسلحة والشرطة المصرية».

وأعرب الجانب السعودى، حسب بيان الرئاسة المصرية، عن تقديره الكامل لحقوق واستخدامات مصر من مياه النيل باعتباره شريان الحياة للشعب المصرى، مطالباً جميع الدول بمراعاة ذلك وعدم تعريض الأمن المصرى لأية مخاطر.

وتتخوّف القاهرة من تأثير سلبي محتمل لسد «النهضة» الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، مصدر المياه الرئيسي للبلاد، فيما تقول أديس أبابا إنها بحاجة ماسّة للسد، لتوليد الطاقة الكهربائية، وتؤكد أنه لن يمثل ضررًا على دولتي مصب النيل؛ السودان ومصر.

علاقات ثنائية

وعلى الصعيد الثنائي بين البلدين، قال البيان إنه «تم خلال المباحثات تناول آفاق التعاون الثنائي بين البلدين».

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، مؤكدين أهمية دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ويتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق.

ولفت البيان إلى أن زيارة «بن سلمان»، جاءت تلبية لدعوة «السيسي»، تعزيزاً للعلاقات العريقة الإستراتيجية والمتميزة بين البلدين.

يشار أن زيارة «بن سلمان» إلى مصر، التي بدأت الثلاثاء، تعد الأولى لولي العهد السعودي، خارج البلاد، منذ توليه المنصب، في يونيو/حزيران الماضي.

وتعد السعودية من أبرز الدول التي ساعدت مصر ماليا وسياسيا، عقب الانقلاب الذي قاده «السيسي»، إبان توليه وزارة الدفاع، على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا «محمد مرسي» في 3 يوليو/تموز 2013.

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية المصرية بن سلمان زيارة فلسطين سوريا الإرهاب