مغتصبات في سجون «الأسد» يروين معاناتهن.. طال الأطفال والكهلات

الأربعاء 7 مارس 2018 06:03 ص

روت معتقلات في سجون نظام «بشار الأسد» في سوريا ما تعرضن له من فظائع، شملت أنواعا شتى من التعذيب والاغتصاب، الذي وصل حتى للأطفال والمسنات.

وقالت وكالة «الأناضول» التركية إنها التقت بعدد منهن، فـ«أم محمد»، من سكان منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت إنها اعتقلت عام 2012 بينما كانت متجهة للعمل، وهي تغطي وجهها بحجابها، وتعرضت للضرب في مركز الاعتقال وبعد استجوابها 3 مرات، تم زجها في غرفة مع 7 سيدات إثر نزع حجابها، لافتة إلى أن آثار التعذيب كانت بادية على وجوه النساء المعتقلات.

وروت «أم محمد»، في حديثها مع الوكالة التركية، أنها شاهدت طفلة في الصف التاسع، تناوب على اغتصابها 6 أشخاص أمام الجميع.

وذكرت أن حالات الاغتصاب طالت حتى امرأة بسن الـ55 عاما.

وأفادت أنها أحيلت إلى زنزانة انفرادية بعد 5 أو 6 أيام على توقيفها، وعاشت على مدار 2.5 شهر على رغيف خبز وبعض الجبن في اليوم؛ ما أدى إلى مرضها وانهيارها عصبيا.

ولفتت «أم محمد» إلى أن كل امرأة تدخل سجون نظام الأسد تتعرض للتحرش والاغتصاب، وقالت إن أصوات التعذيب ما زالت عالقة في ذهنها ولا يمكن نسيانها.

وبعد خروجها من السجن، استمرت معاناتها أيضا؛ حيث تبرأت أسرتها منها، وطلقها زوجها بعدما علم بأنها تعرضت للاغتصاب.

بدورها، قالت «سائحة البارودي»، وهي أم لطفلين من مدينة حماة والتي تحدثت أيضا للوكالة التركية، إنها تعرضت للتوقيف عند نقطة تفتيش، أثناء توجهها مع زوجها إلى لبنان. وأشارت إلى أنه جرى اعتقالها بسبب حيازتها رخصة صيد تابعة لزوجها في حقيبتها، وتعرضت للاستجواب والتعذيب على مدار 4 ساعات في مركز التوقيف بتهمة «مساعدة الإرهاب».

وقالت البارودي إن أمام المرء، عند الوقوع في قبضة قوات «الأسد»، خيارين بعد الصدمة؛ إما الاقرار بالتهم الموجهة، أو المقاومة، لافتة إلى أنها فضلت الخيار الثاني رغم تبعاته.

وذكرت أنه تم نزع حجابها وكشف الجزء العلوي من جسدها أثناء الاستجواب، وعندما رفضت التهم المنسوبة إليها، جرى نقلها إلى غرفة مليئة بالماء، وتعليقها إلى السقف ويديها مكبلتان من الخلف.

وأوضحت أنها بعدما تعرضت لأنواع عدة من التعذيب الجسدي، كان يغمى عليها، إلا أنهم كانوا ينزلونها إلى الماء ويوصلونه بالتيار الكهربائي كي تصحو.

وعاشت «البارودي» ما يشبه صدمة نفسية عندما شاهدت عائلة كاملة في السجن، الأب والأم مع أطفالهم، فضلا عن فتيات بعمر 18 عاما ناجيات من مجزرة بانياس، في السجون، وشعرت أن كافة النساء في سوريا معتقلات.

وتابعت «عندما كنت في سجن بالون لفت انتباهي كثرة الميليشيات الشيعية الإيرانية فيه، وعندما كنت أنزل من المصعد إلى غرفة السجن كنت أشتم رائحة الجثث، وكانت رائحة الموتى تملأ الغرف».

واستطردت: «في إحدى المرات أصيبت إحدى السجينات بمرض تناسلي، وسمحوا لنا بأخذها إلى المرحاض لكنهم طلبوا منا أن نبقى في الداخل، ونسينا أمر الخروج فخرجنا، وإذ بنا نرى السجانين وهم يجرّون جثث الذين ماتوا تحت التعذيب».

وبعد أن تمّ نقلها إلى سجن عدرا بأسبوعين، تمكنت البارودي من الخروج إلى المحكمة، ونالت براءتها من التهم الموجهة إليها.

من جانبها قالت مريم (24 عاما)، التي تعرضت هي الأخرى للتعذيب والاغتصاب في سجون الأسد، إنّ عناصر الشبيحة نزعوا حجابها وملابسها عنوة، وسط الحي، وبدأوا يجرونها في الشوارع.

وأوضحت مريم (من سكان حماة) أنها كانت تعمل في إحدى المستشفيات الميدانية بمنطقة الحميدية لإسعاف المتظاهرين الذين يُصابون بنيران قوات الأمن التابعة للنظام السوري، وأن اعتقالها من قِبل قوات النظام السوري، جرى في الساعة السادسة صباحا عندما كانت في منزل أبيها برفقة أولادها.

وعن كيفية اعتقالها قالت مريم: «كنت في منزل والدي برفقة أولادي، وفجأ كُسر الباب ودخلت عناصر الشبيحة إلى البيت، وبدأوا بضرب ابنتي البالغة من العمر 4 سنوات، وسألوا عني، وعندما ألقوا القبض عليّ نزعوا حجابي وملابسي وسط الحي وبدأوا بضربي وجرّي في الشوارع، وعندما وضعوني في السيارة كانت بداخلها 4 فتيات أخريات».

وقالت مريم: «عندما وصلنا إلى الفرع (مقر للمخابرات)، بدأوا يصرخون: (جاء الإرهابيون)، وأدخلونا إلى غرفة ضابط اسمه سليمان، وكان يأكل الفستق ويشتم بعرضنا وشرفنا، ولا تصدقوا أكاذيبهم عندما يقولون بأنّ السجينات يخضعن للتفتيش من قِبل الشرطيات أو العسكريات، فقد قام أحد الجنود بتفتيشي وخلع ملابسي، حينها كدت أموت من حيائي».

وشرحت مريم غرفة التحقيق قائلةً: «لا يوجد في غرفة التحقيق سوى سرير واحد، ولا حدود هناك للتعذيب، وبعد منتصف الليل، كان الضابط سليمان ينتقي أجمل الفتيات ويأخذهن إلى مكتبه المكون من غرفتين؛ فالغرفة الأولى كانت للتحقيق والأخرى كانت مخصصة للاغتصاب، وكنت أتوسل إليه وأقول كُرمة لله لا تفعل، فكان يقول (لا يوجد شيء اسمه الله)، وكنت أقول كُرمة للنبي، فكان يقول (هو الآخر في إجازة)، وبلغت به الوقاحة إلى حد أنه كان يقول (جِماع من ألذ نحن أم عناصر الجيش السوري الحر)».

وتابعت قائلة: «إحدى السجينات حملت جنينا جراء الاغتصاب، ووضعت وليدها في الشهر السادس من الحمل، وقام الشبيحة بإطلاق النار على ولدها أمام أعينها، وأصيبت بعدها بالجنون».

ولم تنته معاناة مريم في السجن فقط، بل رافقتها المآسي عند خروجها؛ حيث تعرضت لشتى ألوان الاضطهاد من قِبل المجتمع وعائلتها وزوجها، حتّى بلغ الأمر إلى الطلاق وعدم القدرة على الخروج من المنزل.

ووفق معطيات الشبكة السورية لحقوق الانسان، فإن 8 آلاف و633 سيدة على الأقل معتقلة في سجون الأطراف المتحاربة في سوريا، منهن 7 آلاف و9 على الأقل في سجون تابعة لنظام الأسد.

ووثقت الشبكة تعرض 864 امرأة و432 فتاة دون الثامنة عشر، على الأقل، إلى 7 آلاف و699 حالة اغتصاب، مع العلم أن التوقعات تشير إلى أن عدد المعتقلات وحوادث الاغتصاب أكثر من تلك الأرقام بكثير.

ويعود التفاوت بين الأرقام الموثقة والتوقعات إلى حدوث الكثير من حالات الاعتقال دون ادراجها في السجلات، فضلا عن دفع المجتمع المغتصبات إلى الصمت وعدم الحديث عما تعرضن له من ويلات في غياهب السجون.

  كلمات مفتاحية

سجون الأسد بشار الأسد سوريا اغتصاب اعتقال النساء

سورية تروي ويلات اعتقالها وتعرضها للاغتصاب بسجون الأسد