نصيب فقراء مصر من لافتات الانتخابات.. «سروال» وتعريش منزل

الأربعاء 7 مارس 2018 11:03 ص

لم يجد المرشح للانتخابات البرلمانية أية آذان صاغية من فقراء منطقته للاستماع إلى برنامجه الانتخابي، فلم يجد أي فائدة تعود عليهم سوى أن يعطيهم «قماش» اللافتات الانتخابية لتفصيلها ملابس لهم.. مشهد جسده الممثل المصري «عادل إمام» في فيلم «بخيت وعديلة.. الجردل والكنكة» عام 1997، لتجسيد نصيب فقراء من الانتخابات بمصر.

المشهد ذاته أعاده المخرج «خالد يوسف» في فيلم «حين ميسرة» عام 2007، حينما تنافس الممثل «عمرو عبدالجليل» مع فقراء المنطقة العشوائية على لافتة انتخابية من «القماش»، ليرسلها إلى الخياط لحياكة «ملابس داخلية» منها.

ومن فيلم «الكرنك» عام 1975، على لسان بطلته الممثلة الراحلة «سعاد حسني»، حينما عرضت استنفاع الفقراء من «قماش» اللافتات الانتخابية أولى من تعليقها إلى «الجردل والكنكة»، و«طيور الظلام» و«حين ميسرة»، دأبت السينما المصرية على تسليط الضوء على حظ الفقراء من «قماش» اللافتات.

انتظار الانتخابات

وتحل بمصر الانتخابات الرئاسية لعام 2018 والتي يتنافس فيها المرشحان «عبدالفتاح السيسي» الرئيس الحالي، والسياسي المغمور «موسى مصطفى موسى»، وتكسو الشوارع لافتات الدعاية الشوارع المصرية غير أنها هذه المرة «بانرات من الكمبيوتر» من البلاستيك، لتحمل صور «السيسي» وتواكب التطورات.

لافتات وبانرات «موسى» لا تمثل 1% من لافتات «السيسي» الانتخابية، وهو ما يؤكد وجهة نظر المراقبين أنه يخوض الانتخابات لتجميل صورة النظام.

ومع تطور اللافتات، تطورت نظرة الفقراء للاستفادة من البلاستيك المصنوع بها، ففي الوقت الذي يتحدث فيه مراقبون عن أن الانتخابات المقررة في مارس/أذار الجاري مجرد مسرحية، ينتظر فقراء مصر الانتهاء منها لاستخدام اللافتات البلاستيكية في تعريش البيوت، وتغطية السيارات وعمل مظلات للباعة الجائلين، وفرشها كمفارش بلاستيكة داخل الدولايب.

تعريش البيوت

تشرح الحاجة «أم رمضان»، في إحدى قرى محافظة مصرية، أن اللافتة البلاستيكية للانتخابات البرلمانية الأخيرة استخدمتها لتعريش بيتها المسقف بالخشب.

وقالت «أم رمضان»، «البيت معمول له سقف خشب، واليافطة (اللافتة) بتاعة الانتخابات بلاستيك بتحوش (تمنع) المطر اللي بينزل علينا من بين الخشب».

الغاية نفسها، استخدمتها أسرة بقرية «أبو مسلم» بمحافظة الجيزة (غربي القاهرة)، ولكن لسد شقوق بحوائط المنزل، حتى تحميهم اللافتة البلاستيكية من برد الشتاء.

مظلة الباعة

المشهد يختلف حينما يقف «أحمد م.م»، صاحب (عربة فول) بجوار إحدى المستشفيات الحكومية بالقاهرة، ينظر بترقب إلى لافتة كبيرة الحجم معلقة بعرض الشارع تأييدا لتولي «السيسي» فترة رئاسية ثانية، ليعلق البائع، «أنا مستني دي»، مشيرا إلى اللافتة، «بعد الانتخابات هآخدها علشان أحطها على الشجرة اللي أنا واقف تحتها دي وأربطها بكام حبل وتغطيني من الشمس في الصيف».

ويشير إلى لافتة مهلهلة يغطي بها جزءا من عربته قائلا «هحطها جنب دي» ليروي قصتها، «لقيتها في مرة وأنا بخلص شغل في مصر الجديدة بعد انتخابات البرلمان فجبتها بسرعة وعملت بيها تعريشة للعربية»، ليظهر من اللافتة أنها كانت للمرشحة «فاطمة ناعوت».

غطاء للسيارات

وقف «سامح. ش» أمام منزله معلقا العديد من اللافتات، مؤكدا أنه حصل عليها من القسم التابع لقريته بمحافظة الشرقية (دلتا النيل-شمال) ليقوم بتعليقها.

ويستطرد «سامح» كاشفا نية أخرى لتعليقه اللافتات «أنا أخدتهم أعلقهم علشان المباحث متقوليش هم فين، وبعد الانتخابات هخيطهم في بعض وأعمهلم غطا لعربيتي» مشيرا لسيارة نقل ركاب صغيرة يعمل عليها.

مفارش بلاستيكية

الفوائد من اللافتات الانتخاببية تختلف من بيئة لأخرى ومن وضع مادي لأسرة عن الأخرى، فـ«جميلة س.ع» التي تعمل موظفة بالإدارة التعليمية بإحدى مراكز محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، توضح أن اللافتات ما هي إلا مفارش «بلاستيكية» جيدة لوضعها على أرففف خزانات الملابس.

وتؤكد «جميلة»، «بقص البانر البلاستيك وبقلبه على ضهره وبفرشه في الدولاب، ومش بيكون باين منه غير اللون الأبيض اللي في ضهره»، موضحة أنها تتحمل الاستخدام أكثر من أي مفارش بلاستيكية تباع في السوق.

و تبلغ تكلفة طباعة البانرات 50 جنيها (3 دولارات) للمتر، و70 (4 دولارات) في أماكن أخرى، إضافة للتركيب ودمج الصور، بينما يصل سعر اللافتات من القماش 60 جنيها للـ5 أمتار، بحسب «حسين نصر» صاحب مطبعة.

ويشكل الوضع الاقتصادي في مصر أبرز التحديات التي يواجهها الرئيس «عبدالفتاح السيسي» قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي ينتظر أن يعاد انتخابه خلالها لولاية ثانية.

وترى شريحة واسعة من المصريين أن الإجراءات الإصلاحية التي وعدت بها الحكومة لتحسين الأوضاع لم تؤت ثمارها.

ومن المقرر أن يبدأ تصويت المصريين بالخارج، أيام الجمعة والسبت والأحد 16 و17 و18 مارس/آذار الجاري، وداخل مصر، أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء 26 و27 و28 من الشهر ذاته.

  كلمات مفتاحية

مصر رئاسيات مصر 2018 لافتات الدعاية فقراء مصر