التفاصيل الكاملة لتحقيقات «مولر» حول تمويل الإمارات غير الشرعي لـ«ترامب»

الأربعاء 7 مارس 2018 04:03 ص

قال شخصان مطلعان إن مستشارا لدولة الإمارات العربية المتحدة له علاقات مع مساعدين سابقين وحاليين للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» يتعاون مع المستشار الخاص «روبرت مولر» وإنه قدم شهادة الأسبوع الماضي أمام هيئة المحلفين.

ويبدو أن المحقق «مولر» يدرس تأثير النقود الأجنبية على الأنشطة السياسية التي يقوم بها «ترامب» وقام بسؤال الشهود عن إمكانية أن يكون مستشار الإمارات «جورج نادر» قام بتحويل الأموال من أبوظبي لتمويل الجهود السياسية للرئيس.

ومن غير القانوني أن تساهم الكيانات الأجنبية في الحملات أو أن يقبل الأمريكيون عن علم دخول أي أموال أجنبية في السباقات الرئاسية.

وقد حضر «نادر»، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي الذي يقدم المشورة إلى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان»، الحاكم الفعلي للإمارات، اجتماعا في يناير /كانون الثاني 2017 في سيشيل يتقصى عنه محققو «مولر»، وقد ضم الاجتماع الذي عقده ولي العهد مستثمرا روسيا مقربا من الرئيس «فلاديمير بوتين» إضافة إلى «إريك برنس» مؤسس «بلاك ووتر» والمستشار غير الرسمي لفريق «ترامب» خلال فترة الانتقال الرئاسي.

وقد يؤدي تعاون «نادر» في تحقيق المحامي الخاص إلى ظهور مخاطر قانونية جديدة على إدارة «ترامب»، ويبدو أن حضور «نادر» لاجتماع سيشل سوف يربطه بالقضية الرئيسية التي يحقق «مولر» بشأنها وهي التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.

اجتماع سيشل

وخلال الاجتماع، أعرب المسؤولون الإماراتيون عن اعتقادهم بأن «برنس» كان يتحدث كممثل لفريق «ترامب» الانتقالي، ومدير الصندوق الروسي للتمويل «كيريل دميتريف»، كممثل عن «بوتين»، وفقا لعدة أشخاص مطلعين على الاجتماع، فيما كان «نادر» يمثل ولي عهد أبوظبي في محادثات سيشل.

وعمل «نادر»، الذي أًصبح لاحقا مقربا من عدة مستشارين في بيت «ترامب» الأبيض، كمستشار لشركة «بلاك ووتر» في وقت سابق، وهي شركة أمنية خاصة تعرف الآن باسم أكاديمي، وقدم «نادر» رب عمله السابق إلى الروس.

ومثلت أهمية اجتماع سيشل لغزا كبيرا للمسؤولين الأمريكيين منذ رصدت الاستخبارات الأمريكية الأمر خلال الأيام الأخيرة من عمر إدارة «أوباما».

وخلال شهادته أمام «الكونغرس» في نوفمبر/تشرين الثاني، نفى «برنس» تمثيله لفريق «ترامب» الانتقالي خلال الاجتماع ووصف محادثته مع «دميتريف» على أنها دردشة ودية.

الصندوق الوسيط

وقام «بوتين» في عام 2011 بتوظيف «ديمتريف»، وهو مصرفي سابق في شركة غولدمان ساكس وخريج لجامعة هارفارد، لإدارة صندوق استثماري غير عادي مملوك للدولة، ويسعى صندوق الاستثمار الذي يديره «ديمتريف» إلى الحصول على استثمارات خارجية، غالبا من حكومات أجنبية، لتمويل مشاريع البنية التحتية غير المألوفة داخل روسيا.

وفرضت إدارة «أوباما» عقوبات على الصندوق كجزء من مجموعة من العقوبات الاقتصادية عقب إرسال الحكومة الروسية قوات عسكرية إلى أوكرانيا في عام 2014.

واستثمرت الإمارات العربية المتحدة، التي تعتبرها واشنطن أحد أقرب حلفائها العرب، مبالغ ضخمة في صندوق «دميتريف» كجزء من الجهود الرامية إلى بناء علاقات وثيقة مع روسيا في أعقاب لقاء ولي العهد الأمير «محمد» مع «بوتين» عام 2013 في موسكو، حيث تعهدت أبوظبي باستثمار 6 مليارات دولار في الدفع لبناء مشاريع مثل الطرق، ومراكز علاج السرطان في روسيا.

ومنذ ذلك التوقيت، أًصبح «ديمتريف» زائرا معتادا إلى أبوظبي واستخدمه المسؤولون الإماراتيون كوسيط مع الحكومة الروسية، وفي رسالة بريد إلكتروني عام 2015، وصف السفير الإماراتي في موسكو آنذاك «ديمتريف» بأنه «رسول» لتوصيل المعلومات مباشرة إلى «بوتين».

وواجه «نادر» لأول مرة مذكرة استدعاء قضائية كبرى في 17 يناير/كانون الثاني، بعد وقت قصير من هبوطه في مطار واشنطن دالاس الدولي. وكان يعتزم السفر للقاء «ترامب» في ولاية فلوريدا، للاحتفال بالسنة الأولى للرئيس في منصبه، ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان لديه خطط أخرى، حيث تم استجوابه لأكثر من ساعتين.

ومنذ ذلك الحين، تم استجواب «نادر» عدة مرات حول الاجتماعات التي عقدت في نيويورك أثناء الفترة الانتقالية، واجتماع سيشيل واجتماعاته في البيت الأبيض مع اثنين من كبار مستشاري «ترامب»، هما «غاريد كوشنر»، و«ستيفن بانون»، الذي ترك الإدارة في وقت سابق.

اتصالات سرية

وعقد اجتماع سيشيل على خلفية نمط أوسع من الاتصالات السرية بين فريق «ترامب» والروس والإماراتيين على حد سواء، في الأسابيع التي تلت الانتخابات الرئاسية عام 2016، أثار ولي العهد الإماراتي شكوك مسؤولي الأمن القومي الأمريكي عندما علموا أنه قد خالف البروتوكول من خلال زيارة برج «ترامب» في مانهاتن دون إخطار إدارة «أوباما» بزيارته للولايات المتحدة.

والتقى «كوشنر»، صهر «ترامب» ومستشاره في برج ترامب مع «سيرغي كيسلياك»، السفير الروسي لدى واشنطن آنذاك، وناقشا إنشاء قناة خلفية للتواصل مع موسكو متحايلا على القنوات الدبلوماسية الرسمية التي تستخدم عادة أثناء فترات الانتقال الرئاسي. والتقى «كوشنر» بعد ذلك ببضعة أيام مع مصرفي روسي قريب من بوتين هو «سيرغي غوركوف»، الذي كان مصرفه يخضع أيضا لعقوبات، ما برره «كوشنر» بأنه محاولة لإقامة خط اتصال مباشر مع بوتين خلال فترة الانتقال. وفي وقت لاحق، تمت إقالة «مايكل فلين» المستشار الأول لشؤون الأمن القومي في إدارة «ترامب»، بسبب الكذب حول محادثاته مع السفير الروسي أثناء المرحلة الانتقالية.

وتفاوتت الشهادات العامة حول اجتماع سيشيل تفاوتا كبيرا. وردا على سؤال حول هذا الموضوع خلال شهادته في نوفمبر/تشرين الثاني أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قال «برنس» إنه اجتمع أولا مع ولي عهد أبوظبي والمسؤولين الإماراتيين، وبعد الاجتماع، اقترح المسؤولون أن يقابل «دميتريف» في حانة فندق فورسيزونز.

وقال «برنس» عن الاجتماع الذي استمر 30 دقيقة: «تحدثنا عن مواضيع تتراوح بين أسعار النفط والسلع الأساسية ومدى رغبة بلاده في استئناف العلاقات التجارية الطبيعية مع الولايات المتحدة».

وأضاف «برنس»: «أتذكر أني أخبرته أنه إذا كان فرانكلين روزفلت قد تمكن من العمل مع جوزيف ستالين لهزيمة الفاشية النازية، فان دونالد ترامب يمكن أن يعمل مع فلاديمير بوتين لهزيمة الفاشية الاسلامية».

وبعد اجتماع سيشيل بفترة وجيزة، اجتمع «دميتريف» مع «أنتوني سكاراموتشي»، هو مستشار غير رسمي لـ«ترامب» آنذاك، في المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017 في دافوس بسويسرا. وانتقد «سكاراموتشي» في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية، تاس، العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة «أوباما» على روسيا ووصفها بأنها غير فعالة، واقترح أن تتمكن إدارة «ترامب» وروسيا من إيجاد أرضية مشتركة بشأن العديد من القضايا.

من جانبه، بدا «ديمترييف» متفائلا بشكل خاص في فجر عصر «ترامب». وفى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» بعد يومين من انتخابات عام 2016، قال إنه متحمس لأن النصر الكبير الذى حققه ترامب «سيعيد تشكيل العلاقات الأمريكية الروسية»، مضيفا: «عندما تعامل روسيا باحترام يمكننا المضي قدما».

  كلمات مفتاحية

محمد بن زايد جورج نادر إريك برنس ترامب كوشنر تحقيقات الانتخابات الأمريكية

«واشنطن بوست»: الإمارات والسعودية وظفتا «ترامب» كـ«بيدق» في أزمة قطر

اجتماع سري برعاية الإمارات ومؤسس بلاك ووتر لإنشاء قناة اتصال خلفية بين «ترامب» و«بوتين»

أدلة بحوزة المحقق «مولر»: اجتماع سيشل بحضور إماراتيين لم يكن مصادفة

وثائق تكشف تحريض الإمارات لـ«ترامب» على اتباع نهج ضد قطر