استنكر وزير خارجية قطر، الشيخ «محمد بن عبد الرحمن»، تصريحات ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، التي تضمنت محاولة للتقليل من شأن قطر، وإيهاما بأن بلاده لا تشغل بالها بالأزمة معها.

في تصريحات صحفية بثتها قناة «الجزيرة»، الخميس، رد «بن عبد الرحمن» على وصف «بن سلمان» لقطر بأنها «دولة صغيرة»، قائلا: «قد نكون دولة صغيرة، لكن أصحاب عقول وقلوب كبيرة تهتم بمواطنيها والمقيمين بها».

وأضاف الوزير القطري أن هناك دولا كبيرة و«لكن قلوبهم وعقولهم صغيرة وضيقة الأفق»، ومنشغلة بالتآمر وبث عدم الاستقرار في المنطقة.

وعلى خلاف الرسالة التي حاول ولي العهد السعودي تصديرها للإعلام حول عدم اهتمام بلاده بالأزمة الخليجية، اعتبر وزير الخارجية القطري، في تصريحاته، أن ما تحدث به «بن سلمان» عن الأزمة الخليجية مؤخرا يؤكد «انشغال المسؤولين السعوديين بهذه القضية بدليل تكرار ذكرها في لقاءاتهم وتصريحاتهم».

وقال: «من منكم يعمل إحصاءات كم مرة ذكرت قطر في لقاءات المسؤولين السعوديين، وفي هذا اللقاء بالذات (لقاء بن سلمان مع وسائل إعلام مصرية) تجد هي التي غلبت على تصريحاتهم».

واستغرب الوزير تشبيه «بن سلمان» للأزمة الخليجية بالأزمة بين الولايات المتحدة وكوبا، واستعمال مصطلحات عفا عليها الزمن.

وأضاف: «ليست المسألة تشبيه قطر بكوبا، لكن تشبيه السعودية بالولايات المتحدة، واستخدام مصطلحات عفا عليها الدهر، ولست متأكدًا أن الولايات المتحدة تتقبل مثل هذه الإجراءات التي تم اتخاذها قبل 50 عامًا ضد كوبا».

كان ولي العهد السعودي تحدث في لقاء مع إعلاميين مصريين خلال زيارته الأخيرة لمصر عن الأزمة مع قطر، وقال: «لا أشغل نفسي بها، وأقل من رتبة وزير من يتولى الملف، وعدد سكانها لا يساوي شارعا في مصر، وأي وزير عندنا يستطيع أن يحل أزمتهم».

 وأضاف: «من يتولى الملف القطري هو زميل عزيز في الخارجية بالمرتبة 12 إضافة للمهام الموكلة له».

واعتبر أن الدول الأربع المحاصرة لقطر تتعامل مع الأزمة بالطريقة نفسها التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع كوبا، في إشارة إلى مقاطعة طويلة الأمد.

كانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت قطع علاقاتها مع قطر في يونيو/حزيران الماضي، واتهمتها بـ«دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى»، وهي اتهامات نفتها الدوحة بشدة. وتقوم الكويت منذ ذلك الحين بجهود وساطة للتقريب بين الجانبين.