كاتب تركي يوجه رسالة نارية لـ«بن سلمان» ويحذره من «الفخ الكبير»

الخميس 8 مارس 2018 11:03 ص

وجه كاتب تركي رسالة نارية لولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»؛ حيث حذره  من «الفخ الكبير» الذي نُصب لبلاده عبر جرها إلى جبهة ضد تركيا، تضم الإمارات و(إسرائيل) ومصر والسعودية وأمريكا.

وأكد الكاتب «إبراهيم قراغول»، في مقال بصحيفة «يني شفق»، المقربة من السلطات التركية، أن تلك الدول لا تستهدف إيران، وإنما العالم الإسلامي والسعودية، مهد الإسلام، وطالبه بالاستيقاظ قبل فوات الأوان؛ فالمملكة لن «تستطيع حماية الكعبة ومكة والمدينة بالتعاون مع من يحتلون القدس».

ويأتي مقال «قراغول» بعد تصريحات أدلى بها «بن سلمان» لوسائل إعلام مصرية، مؤخرا، وأدرج فيها تركيا ضمن ما أسماه بـ«محور الشر».

وقال الكاتب التركي إن نظرة السعودية إلى تركيا على أنها تقف في محور العداء للمملكة تمثل خطراً كبيراً.

وأضاف: «لقد أسست كل من الإمارات وإسرائيل ومصر والسعودية والولايات المتحدة جبهة ضد تركيا)؛ فتركيا هي الدولة التي يستهدفها هذا المحور الجديد علانية، وان بدا هدفه الظاهري هو إيران؛ فهدفهم الأساسي هو إيقاف تركيا؛ يجربون كل سبيل من داخل سوريا إلى كل ركن من أركان المنطقة؛ لإضعاف يد تركيا وإفشال مبادراتها».

وتابع الكاتب التركي: «نعرف الإمارات وما ترمي إليه، وأن (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد يدعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال ضد تركيا، وأنه ممن وقفوا وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو/تموز 2016».

ووجه الكاتب التركي كلمات «بن سلمان»، قائلاً: «سيادة الأمير، إن منطقتنا تشهد تصفية حسابات القرن. فهم يجربون أعتى الهجمات والاستيلاءات منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى. الدول تمزق، ويخترعون تهديدات مفبركة لتشكيل جبهات وفقاً لذلك. كما ينتزعون فتيل الحروب الأهلية، وينهبون الأراضي العربية».

وتابع: «كانت الحدود العربية الإيرانية هي الحدود الشرقية للعراق قبل 30 عاماً. ولقد دعمتم حرب الخليج عام 1991، وسمحتم باحتلال العراق عام 2003. فتقلصت الحدود العربية الإيرانية حتى الحدود العراقية السورية. ولنقلها صراحة؛ إن كل هذا حدث بسببكم. كما سلمت الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان اعتمدتم عليهما، هذا البلد إلى يد إيران بعد تدميره».

مساومة القرن الـ21

واستكمل «قراغول»: «أيها الأمير: تأكد أن الأراضي العربية هي التي ستمزق كذلك مستقبلا؛ دولكم ومنطقتنا. فمن ينجرف نحو الهاوية هم شعوبنا، وما سيدمر هو ديارنا. وفي المرحلة المقبلة، ستنهب كذلك الأراضي العربية، ومن ضمنها الدول الخليجية والسعودية. فهذه الدول ستدمرها الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تتحركون معهما اليوم. لقد نُصب لكم فخ كبير للغاية، فافتحوا أعينكم».

وأضاف أن «ما يحدث هو مساومة القرن الـ21 وتقاسمه، وتصفية حساباته.. أيها الأمير: نحن سنصمد، إنما أنتم فلن تستطيعوا الصمود بهذه السياسات والتصرفات. فمن يستخدمكم كسلاح ضد إيران لم يفعلوا شيئاً لطهران على مدار 30 عاماً؛ بل أهدوها دولاً، لكنهم ساقوكم أنتم وأقاربكم إلى الحرب على الدوام، وصار من خسر هو أنتم وأقاربكم سيادة الأمير!».

وتابع: «يا سيادة الأمير، لن تربحوا شيئاً بمعاداة تركيا والوقوف ضدها لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، واستهدافها من أجل محمد بن زايد؛ بل سيجعلكم تخسرون الشيء الكثير. فالإعراض عن يد تركيا الممدودة من أجل الصداقة سيجعلكم غداً من دون دعم أو دفاع في هذه الأرض!».

واستطرد: «لا تدعموا حركات الشر المضادة لتركيا، ولا تستسلموا لأجندة الإرهاب التي يتبنّاها محمد بن زايد، فسوف يأتي اليوم الذي تخسرون فيه. انظروا إلى الوضع في المنطقة اليوم، حاولوا النظر إلى المستقبل، وستدركون ما أقول».

وقال «قراغول» لـ«بن سلمان»: «لو وضعتم تركيا في الهدف ذاته مع إيران، فستكونون قد ارتكبتم أكبر عمى استراتيجية في حياتكم. كما لن تستطيعوا كسب أي شيء في هذه المنطقة من خلال عداوة تركيا أو معارضتها؛ بل ولن تستطيعوا الوصول إلى أي شيء"، بحسب كاتب المقال.

لن تستطيعوا حماية الكعبة

واسترسل الكاتب التركي، قائلا: «لقد أعطيناكم الحق في حساباتكم بشأن إيران؛ فشعرنا بالقلق نحن أيضاً إزاء حصار طهران للسعودية، ونظرنا إلى ذلك على أنه خريطة احتلال فارسية. لكنكم تخلطون الحقائق يا سيادة الأمير، تخلطون الحقائق التاريخية والجغرافية. فالذين يحاولون وضعكم تحت الحماية الإسرائيلية في مواجهة إيران، هم أنفسهم تلك الدول والقوى التي تطلق نحوكم التهديد الإيراني، فهم أصدقاؤكم وحلفاؤكم».

وأضاف: «لن تستطيعوا مواجهة هذه التهديدات، بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل والعواصم التي يشيرون بها عليكم، كما لن تستطيعوا حماية أوطانكم أو التصدي لموجات الاحتلال الجديدة التي تستهدف المنطقة».

وتابع: «لن تستطيعوا حماية الكعبة ومكة والمدينة بالتعاون مع من يحتلون القدس ويضعونه قيد الرهن يا سيادة الأمير!».

وأضاف الكاتب التركي: «يا سيادة الأمير، المنطقة بأسرها تتعرض للاستيلاء، وليس دولتكم فقط. كما أنّ العالم الإسلامي يُساق خارج المشهد التاريخي، ولستم أنتم فقط. ومن يفعل ذلك هم أصدقاؤكم وشركاؤكم الحاليون، وهو ما يعلمه العالم الإسلامي ويدركه، فاعلموا ذلك أنتم أيضاً».

لن تستطيعوا الصمود

وواصل الكاتب التركي تحذيره لولي العهد السعودي قائلا له: «يا سيادة الأمير، لقد عثرنا -بطريقة أو بأخرى- على مر القرون، على طريق للخروج من كل أزمة كبرى أو توتر جسيم، فاستطعنا التغلب عليها بشكل أو بآخر. فلدينا خبرة وجينات سياسية متأصلة في هذا المجال. نسير بهذه الطريقة، ونكافح في هذه المنطقة منذ 1000 عام».

وأضاف: «الآن كذلك، سنجد طريقاً للنجاة لنواصل مسيرتنا، إن عارضتم أو لو لم تعترضوا، لو صرتم أصدقاءنا أو لم تصيروا، فسنسير في هذا الطريق مجدّداً، وسنصمد مرة أخرى بعزيمة كفاح يصل إلى درجة الانتحار، لكنكم لن تستطيعوا الصمود بالاحتماء تحت مظلة من ينهبون جميع دول المنطقة.

وتابع: «البلد الذي يستهدفونه اليوم ليس إيران التي يحرّضونكم ضدّها؛ بل بلدكم، أنتم من يريدون تدميره، والأراضي العربية هي الأراضي التي يريدون تخضيبها بالدماء يا سيادة الأمير، إنهم يريدون توجيه الضربة القاضية إلى الإسلام والعالم الإسلامي في قلب مكة والمدينة، يريدوننا أن نكون عاجزين عن رفع رؤوسنا بسبب الخزي والعار. وهذا هو هدف (المحور) الجديد الذي اتفقوا معكم بشأنه، وعليكم أن تفطنوا إلى هذا».

واختتم مقاله قائلا لـ«بن سلمان»: «إنكم بحاجة إلى تركيا، التي لن تستطيعوا فعل شيء من دونها، وستدركون ذلك خلال بضع سنوات يا سيادة الأمير».

والإثنين الماضي، قالت الإعلامية المصرية «لميس الحديدي» إن ولي العهد السعودي وصف، في حوار أُجري مع عدد من الإعلاميين المصريين، تركيا وإيران والمنظمات الإرهابية بأنها «محور الشر».

لكن السفارة السعودية لدى تركيا ردَّت، الأربعاء، وقالت إن «بن سلمان» لم يقصد تركيا بل كان يقصد المنظمات الإرهابية وإيران.

ولم يصدر أي رد رسمي تركي بشأن هذه التصريحات.

وأجرى ولي العهد السعودي زيارة إلى القاهرة، بين يومي 4 و6 مارس/آذار الجاري، ثم توجَّه بعدها إلى العاصمة البريطانية لندن.

المصدر | الخليج الجديد + يني شفق

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا محمد بن سلمان محمد بن زايد العلاقات السعودية التركية