«ثالوث الشر».. يجدد الصراع بين «بن سلمان» و«أردوغان»

الخميس 8 مارس 2018 06:03 ص

تتعرض العلاقات السعودية - التركية، من آن لآخر لهزات، ومعارك إعلامية، في ما هو أشبه بتنافس محموم على الزعامة السنية في المنطقة، فضلا عن خلافات جوهرية في ملفات إقليمية حساسة في مصر وقطر وليبيا وسوريا.

آخر معالم العلاقة المثيرة للجدل بين تركيا والسعودية ما نشرته وسائل إعلام مصرية موالية للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، من تصريحات نقلتها عن ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، خلال لقاء أجراه مع إعلاميين مصريين، غداة زيارته الأخيرة للقاهرة، إذ قال: «أعداؤنا هم ثالوث الشر؛ العثمانيون، وإيران، والجماعات الإرهابية».

وأضاف ولي العهد السعودي، حسب الإعلامية المصرية «لميس الحديدي»، أن «تركيا تريد الخلافة، وفرض نظامها في المنطقة، وإيران تريد أن تُصدر الثورة والجماعات الإرهابية التي تحاصرها الدول العربية».

غير أن السفارة السعودية في أنقرة، خرجت ببيان جاء فيه أن «ولي العهد كان يقصد بكلامه الإخوان المسلمون والجماعات الراديكالية»، نافية أن يكون قد أشار إلى تركيا.

ولم يخف النفي السعودي، أن هناك أزمة بالفعل بين الرياض وأنقرة، جسدتها الأزمة الخليجية مع قطر منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، حيث بينت الأزمة أن السعودية لا تنظر بودٍ كبير إلى تركيا، خاصة بعد الكشف عن لائحة المطالب الموجهة للدوحة، ومنها إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر.

ملف آخر يؤثر سلباً على علاقات الطرفين، يخصّ الروابط المتعددة بين أنقرة وطهران، إذ يحرص الرئيسان «رجب طيب أردوغان»، و«حسن روحاني» على استمرار الاتصالات بينهما.

ومن ذلك ما قاله «أردوغان» مؤخراً عن أن استقرار إيران مهم لتركيا على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن إيرانية، وبالتأكيد فمثل هذا التصريح لن يعجب القيادة السعودية التي يجمعها عداء واضح بنظيرتها الإيرانية.

وترغب كل من السعودية وتركيا في تزعم صدارة العالم الإسلامي، وهو ما ظهر في التفاعل الضعيف للسعودية مع دعوة «أردوغان» لحضور قمة إسلامية عاجلة في إسطنبول ردا على قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وتزيد الملفات الإقليمية من هذا التنافس بين الإثنين، خاصة فيما يتعلّق بالأزمة السورية، فبالرغم من أن الطرفين يتفقان من حيث المبدأ على دعم المعارضة السورية والمطالبة برحيل «بشار الأسد»، فإن الكثير من التفاصيل في الملف تفرقهما، خاصة ما يخصّ الأكراد، فقد ظهر مسؤول سعودي رفقة «قوات سوريا الديمقراطية» المشكلة أساسا من المقاتلين الأكراد الذين تحاربهم تركيا.

الخبير في الشأن التركي، «فادي حكورة»، يرى في تصريحات لـDW عربية، أن «أردوغان يملك طموحاً ينبع من التاريخ العثماني لأجل أن يجعل من بلاده المركز الرئيسي للعالم الإسلامي، لكنه لن يواجه هنا فقط السعودية، بل كذلك الدول العربية».

ويضيف «حكورة» أن الشرق الأوسط مبني كلياً على المصالح المؤقتة بين كل القوى، وأن كلّ شيء يمكن أن يتغير، ومن هم اليوم مُتحالفون قد يتخاصمون غداً، خاصة على ضوء الملفات الإقليمية المعقدة.

وتعطي الأرقام فكرة عن حجم شراكة الطرفين، فحجم الاستثمارات السعودية في تركيا قفز إلى 11 مليار دولار، حيث توجد 800 شركة سعودية في قطاعات الطاقة والاتصالات والعقارات، حسب ما صرّح به مسؤول تركي رفيع.

كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.4 مليار دولار، وهناك خطط لرفعه إلى 20 مليار دولار، وفق معطيات رسمية.

المصدر | الخليج الجديد + دويتشه فيلله

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان أردوغان السعودية تركيا العلاقات السعودية التركية