الجيش التركي يواصل تقدمه بعفرين ويسيطر على قرى جديدة

الأحد 11 مارس 2018 06:03 ص

يواصل الجيش التركي تقدمه بعفرين، وخط جبهة قتال برية جديدة مع «وحدات حماية الشعب» في الجهة الشرقية من منطقة عفرين المحاذية لمدينة إعزاز، وسيطر مع فصائل «الجيش الحر» التي ترافقه على عدة قرى واقعة جنوب طريق إعزاز- عفرين.

واستمر تقدم الجيش التركي على الجانب الآخر للطريق، وسيطر على كفر جنة وقرية مشعلة، إضافة إلى السيطرة على سد ميدانكي الشهير شمال عفرين، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وإلى الجنوب من عفرين، سقطت «جنديرس» ثاني أكبر البلدات الكردية بعد قتال عنيف لعدة أيام، تمكنت خلاله القوات الخاصة التركية من السيطرة عليها بمشاركة كبيرة من قبل فصائل الجيش الحر المنضوية في العملية العسكرية.

وانخرطت عدة فصائل جديدة في المعركة انطلاقا من محور نقطة المراقبة التركية لـ«مناطق خفض التصعيد» في «صلوة»، حيث يعتبر «فيلق الشام»، وحركة «نورالدين الزنكي»، و«أحرار الشام» أبرز المشاركين في ذلك الهجوم إضافة لمشاركة رمزية من «جيش إدلب الحر» و«جيش النصر» العامل في منطقة ريف حماة الشمالي.

ويعتبر سقوط ناحية شران (شمال شرق عفرين) ضربة كبيرة لـ«وحدات حماية الشعب» على اعتبار أنها أدت إلى سقوط معسكر كفر جنة، أشهر معسكرات التدريب للقوات الكردية، الذي اتخذت منه الشرطة العسكرية الروسية نقطة تمركز سابقا.

والسيطرة على «شران» تعني خروج مركز الناحية الخامسة من يد «الوحدات» لتبقى ناحيتا عفرين والمعبطلي بيدها فقط، من أصل 7 مراكز إدارية، وكانت القوات الكردية خسرت منذ بدء عملية «غصن الزيتون» كلا من «بلبل وشيخ الحديد وراجو وجنديرس وشران»، على التوالي منذ انطلاق العملية في 20 يناير/كانون الثاني.

مع السيطرة على جنديرس وشران تكون تركيا قد نجحت في تحييد مدنها الحدودية من قصف المدفعية المتقطعة التي شنتها الوحدات الكردية على مدينة الريحانية في إقليم هاتاي وهي القريبة على بلدة جنديرس، حيث أدى القصف الكردي إلى مقتل عدد من المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين هناك، وإصابة عشرات آخرين، ما دفع الكثير من الأتراك إلى النزوح المؤقت من بلدة الريحانية باتجاه القرى المجاورة ومدينة انطاكية مركز الولاية، فيما بقي اللاجئون السوريون الذين فاق عددهم السكان الأصليين.

وتكرر السيناريو في مدينة كيليس الحدودية انطلاقا من ناحية شران السورية وجبال عفرين المشرفة على الأراضي التركية.

وهو ما يفسر الرغبة لدى قيادة الأركان التركية بمباشرة العمليات العسكرية انطلاقا من المناطق الحدودية وتأجيل فتح المحورين الشرقي والجنوبي، من إعزاز في حلب وأطمة في إدلب، رغم المخاطر الكبيرة لأي عملية عسكرية في المناطق الجبلية، وهو الأمر الذي خبره الجيش التركي في حربه مع حزب «العمال الكردستاني» شرق البلاد سنين طويلة.

هجوم جوي وبري

وأصبح واضحا أن كل تلك الاعتبارات كانت في حسبان قيادة العمليات التركية، فطيران الاستطلاع التركي قام بمسح دقيق لكل المواقع العسكرية التي يتمركز فيه مقاتلو «وحدات الحماية» الكردية، واكتشف هشاشة خطوط الدفاع والتحصينات في المنطقة الجبلية الوعرة، وبدأ الطيران التركي بقصف مكثف لأغلب القواعد العسكرية ومعسكرات التدريب ومستودعات السلاح.

وشن الجيش التركي هجوما بريا في نقاط محددة ومتنوعة بعيدة عن مناطق إعزاز وريف إدلب الشمالي والتي فيما يبدو أن قيادة الوحدات الكردية كانت تعتبرها مصدر الخطر الأكبر والمحور الأول لأي هجوم.

ونجح الجيش التركي في تشتيت المقاتلين الأكراد عبر الهجوم في مناطق مختلفة محاذية للشريط الحدودي، إضافة إلى استهداف مركز من قبل سلاح الجو التركي لخطوط الإمداد والإخلاء الواصلة إلى عفرين.

وساعد الجيش التركي مشاركة نحو 13 ألفا من مقاتلي «الجيش الوطني» في منطقة درع الفرات، وارتفع الرقم مع المرحلة الثانية من العملية مع تدخل فصائل «الجيش الحر» و«أحرار الشام» عبر محور إدلب الجنوبي الممتد من صلوة حيث نقطة المراقبة التركية إلى شمال بلدة أطمة حيث مخيمات النازحين السوريين.

في سياق متصل، استهدفت المدفعية التركية نقاط تمركز تابعة لميليشيا «القوات الشعبية السورية» وهي ميليشيا جديدة دفع بها النظام السوري وإيران لمنع وإعاقة تقدم القوات التركية في عمق منطقة عفرين، وأدى القصف التركي إلى مقتل نحو 60 متطوعا في تلك الميليشيات بينهم ضابط برتبة عميد.

ويعتبر تسارع حدة العمليات البرية الهجومية للجيش التركي، والإعلان الرسمي عن إرسال مزيد من وحدات الكومندوس المتخصصين في حرب المدن، وإشراكهم في معركتي راجو وجنديرس، والمؤشرات المتقاطعة من رد الفعل الأمريكية والروسية، كل على انفراد، دليلا على أن تركيا مستمرة في حربها وصولا إلى عفرين.

ومن الواضح أن الاتفاق الروسي ـ التركي يمضي قدما، حيث تجاهد تركيا لإنهاء سيطرة حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي وذراعه العسكرية على جيب عفرين، فيما تتفرج روسيا على هزيمة حليف أمريكا الوحيد في سوريا (وحدات الحماية) مستغلة الخلاف الأمريكي ـ التركي حول دعم تلك الوحدات

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجيش التركي وحدات حماية الشعب عملية غصن الزيتون دخول مدينة عفرين