«الصدر» يتحالف مع حزب شيوعي لخوض انتخابات العراق

الأحد 11 مارس 2018 01:03 ص

للمرة الأولى في تاريخ العراق تحالف رجل دين شيعي مع حزب شيوعي لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في مايو/أيار المقبل في البلاد.

وخلافا لكل رجال الدين الشيعة، اختار رجل الدين الشيعي «مقتدى الصدر» خوض حملته الانتخابية جنبا إلى جنب مع أطراف كان يعتبرهم حتى فترة قريبة بعيدين عن الدين ويعملون من أجل دولة علمانية.

وقال القيادي في التيار الذي يتزعمه «الصدر» ويشرف على تنظيم التظاهرات فيه «إبراهيم الجابري» إن «هذا التحالف هو الأول في العراق. إنه ثورة العراقيين من أجل الإصلاحات (مع) مدنيين أو تيار إسلامي معتدل».

وبدأ «الجابري» (34 عاما) صاحب اللحية الحمراء بعمامته السوداء وعباءته، متحمسا وهو يقف وسط مئات المتظاهرين المعارضين لسياسة الحكومة الذين يحتشدون كل جمعة في ساحة التحرير بوسط بغداد، وقال: «نحن غير متعجبين من هذا التحالف لأننا نقاتل سويا منذ أكثر من عامين ضد الطائفية في جميع المحافظات».

وبدأت حركة الاحتجاج في يوليو/تموز 2015 بمبادرة ناشطين في المجتمع المدني انضم إليهم بعد ذلك التيار الصدري، للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات.

وقال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي «رائد فهمي» إن هذه المطالب لا ترتدي طابعا طائفيا ولكنها من أجل مشروع وطني مدني يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية.

وأضاف: «المهم أنه سمح للناس الذين ينتمون إلى حركة إسلامية وعلمانيين بالعمل معا».

وأوضح «فهمي» الذي كان يتحدث من مقره حيث رفع علم الحزب الشيوعي الأحمر إلى جانب العلم العراقي الذي يحمل عبارة (الله أكبر)، أن «التعاون ولد بين أشخاص لم يكن لديهم في بادىء الأمر أي أيديولوجيا مشتركة وتطور بعدها إلى تحالف سياسي».

ويشارك في هذا التحالف الذي يحمل اسم (سائرون نحو الإصلاح) 6 كتل بينها الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاستقامة الذي يضم تكنوقراط مدعومين من «مقتدى الصدر» الذي علق كتلة الأحرار (33 نائبا) التي تمثله في البرلمان وطلب من أعضائها عدم الترشح للانتخابات المقبلة التي ستجرى في 12 مايو/أيار المقبل.

ويشغل الحزب الشيوعي حاليا مقعدا واحد.

ورغم تواجدهم معا في ساحة التحرير، لا تتحدث نسوة يرتدين عباءات سوداء وتكتفين بتبادل بعض الابتسامات مع أخريات بدون حجاب، كما لا يتحدث رجال يرتدون ملابس سوداء مع أخرين يرتدون بدلات ويضعون ربطات عنق.

ويقول «قاسم موزان» عامل بأجر يومي (42 عاما) إن «هذا التحالف ليس غريبا لأن التيار الصدري منفتح على جميع الأحزاب والطوائف سواء كانوا شيوعيين أو مسيحيين أو غيرهم.. بالنسبة لي نحن شعب واحد وعلمنا واحد».

وكان «الصدر» (44 عاما) شعبويا في الفترة التي أعقبت اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة في 2003.

واتهم جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري بالوقوف وراء أعمال استهدفت السنة خلال موجة العنف الطائفي التي ضربت العراق خصوصا بين عامي 2003 و2008، كما اتهم «الصدر» نفسه بالوقوف وراء مقتل منافسه «عبدالمجيد الخوئي» في أبريل/نيسان 2003.

واتهم جيش المهدي أيضا بتنفيذ هجمات ضد محال بيع مشروبات كحولية وأخرى استهدفت مثليين، إلى أن أصدر «الصدر» أمرا بوقف تلك الهجمات في أغسطس/آب 2016.

مللت الفاسدين

وتقول «نادية ناصر» (43 عاما) وهي معلمة ترتدي عباءة سوداء إن «الهدف تغيير الوجوه الكالحة. لا نريد أي وجه حكم العراق منذ 14 عاما». وأضافت «مللت الفاسدين وأنا مع هذا التحالف لأني أريد وجوه جديدة».

من جهته، تحدث «جاسم الحلفي» (58 عاما) ذو الشعر الأشيب، منسق تظاهرات الحزب الشيوعي وهو يبتسم، عن اللقاء الأول بين حزبه و«مقتدى الصدر» الذي عقد في سبتمبر/أيلول 2015 في النجف بدعوة من رجل الدين.

وقال: «تحدثنا عن انتقاداتنا وعرضنا عليه خططنا ومشاريعنا لمحاربة الفساد وبناء دولة مدنية عبر نشاط مدني أو من خلال صناديق الاقتراع (الانتخابي). استمع إلينا وأكد أنه مستعد للتعاون».

وأشار إلى تواصل لقاءات الحزب الشيوعي مع «الصدر» أحيانا كل أسبوع أو كل أسبوعين أو شهريا منذ ذلك التاريخ.

ورأى سكرتير الحزب الشيوعي أن العمل المشترك «بين مدنيين ورجال دين يعد تجربة ثقافية وسيكون لها تأثيرات على المجتمع» العراقي.

وأضاف أن «هذا طبعا يثير تساؤلات. البعض يقول إنه من المستحيل»، مشيرا إلى أنه ليس تحالفا أيديولوجيا.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

العراق الصدر حزب شيوعي انتخابات العراق