في ظل الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات الروسية والفوز المحسوم للرئيس «فلاديمير بوتين»، الحائز على 70% من نوايا التصويت بحسب الاستطلاعات، انتشرت صور وأشرطة فيديو إباحية على الإنترنت، بهدف حث الروس على الإدلاء بأصواتهم.

ونشرت النسخة الروسية من مجلة (ماكسيم) الخاصة بالرجال على سبيل المثال صورة امرأة بملابس داخلية وهي تدخل ورقة في صندوق اقتراع كتب عليه (أهلا بكم في عالم البالغين!).

كما تنتشر أفلام قصيرة على الشبكة العنكبوتية خاصة بالبالغين يلفّ الغموض معدّيها ويجري تداولها على نطاق واسع.

هذه الحملة التي تم إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2017، تشتد مع اقتراب استحقاق 18 مارس/آذار الانتخابي الذي دعا «أليكسي نافالني»، أشرس معارضي الكرملين، إلى مقاطعته بعد البتّ بعدم أهليته للترشّح.

وقال المحلّل السياسي «كونستانتين كالاتشف» إن نسبة المشاركة هي الشغل الشاغل قي هذه الانتخابات، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).

وأضاف أن «انتخاباتنا هي مهرجان أو بالأحرى كرنفال، والمواد الإباحية جائزة وقت الكرنفال».

وأكد أنه من المستحيل معرفة من صمّم هذه الاستراتيجية ومن موّلها، مشيرا إلى أن اللجنة الانتخابية أكدت أنه لا صلة لها بهذه الحملة.

وأوضح «ألكسندر مانكوف» رئيس تحرير مجلة ماكسيم أن «الدعايات الانتخابية تندرج ضمن مشروع شراكة خاصة»، رافضًا الكشف عن اسم الشريك الذي تعاون معه في هذا الخصوص.

وغزت أشرطة الفيديو التي تعتبر أن الجنس والتصويت هما حكر على البالغين منصة يوتيوب وشوهد البعض منها أكثر من مليون مرّة.

وجاء في أحد هذه التسجيلات أن التصويت في الانتخابات هو أكثر الحقوق تميزا، وفي مارس/آذار 2018، سيتسنى لك تقرير مصير بلدك، وهو امتياز محصور بالبالغين.

وفي شريط آخر، تتعرّف فتاة على شاب في نادٍ ليلي، وهي تسأله قبل أن تقبّله إن كان أتمّ الثامنة عشرة، فيجيبها بالإيجاب لتسأله إن كان أدلى بصوته في الانتخابات الرئاسية، ويجيبها هذه المرّة بالنفي، فتغادر آخذة عليه ادعاءه بأنه بالغ.

ومن أبرز المحتويات التي تم إعدادها للحث على التصويت، شريط وصف بمعاداة المثليين والعنصرية، يُدعى فيه الروس إلى التصويت لتجنّب كابوس يحتّم عليهم فيه استضافة شاب مثلي يأكل موزة بطريقة إيحائية، في حين يقرع جنود بابهم من بينهم عنصر أسود.

وهذا العمل الذي شوهد ملايين المرات يجمع ممثلين معروفين، لكن في هذه الحال -أيضًا- يحيط الغموض بطاقم إنتاجه.

أما التسجيل الآخر الذي حقق نجاحا كبيرا، فهو يظهر زبونة حامل تطلب من سائق أجرة اصطحابها إلى وجهتها في أسرع وقت ممكن، وبعد رحلة فائقة السرعة، تصل الزبونة إلى مقصدها وهو مركز اقتراع تدلي فيه بصوتها في اللحظة الأخيرة قبل أن يغلق أبوابه.

وتبدأ الانتخابات الروسية يوم 18 مارس/آذار الجاري ويبلغ عدد المرشحين للرئاسة الروسية 8 مرشحين بينهم «بوتين».

وبحسب وسائل إعلام روسية فقد رفضت هيئة الانتخابات طلب 29 مرشحا آخر من بينهم المعارض «ألكسي نافالني».

ويصوت في الداخل الروسى حوالى 110 ملايين ناخب روسي، وفى الخارج يصوت مليون ونصف.

وفي حال فوز «بوتين» ستكون هذه الفترة الرئاسية الثانية له على التوالى بعد فوزه فى 2012، والرابعة له بعد رئاسته لروسيا عامى 2000 و 2004 و 2012

وتبلغ الفترة الرئاسية فى روسيا حاليا 6 سنوات بعد تعديل القانون الروسي، حيث سيبقى رئيس روسيا القادم من 2018 حتى 2024.