قيادي «بوحدات الحماية الكردية» يهاجم قوات النظام السوري

الأحد 11 مارس 2018 08:03 ص

فيما بدا إعلانا مستترا لفشل المفاوضات بين المسلحين الأكراد وجيش نظام «بشار الأسد» بالدخول إلى عفرين لموجهة الجيش التركي، هاجم الناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» (واي بي جي) «نوري محمود» قوات النظام لعدم تحركها على نحو واضح لمساندة عفرين وأهلها.

وأرجع «محمود» ذلك لما وصفه بأنه «خضوع للحسابات والمصالح الروسية»، قائلا: «حسابات روسية، وأيضا مصالح شركات روسية موالية للسلطة هناك، ترى أن تدخل الجيش السوري في عفرين سيعقد أو قد يفسد اتفاقاتها على بعض المصالح والمكاسب مع الخليفة العثماني الجديد»، في إشارة إلى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

وأضاف الناطق باسم المنظمة المرتبطة بحزب العمال المصنف إرهابيا، إنه «رغم من دعواتنا، وإعلاننا للرأي العام بأنه يجب على الجيش السوري أن يقوم بواجبه القانوني طبقا للقوانين والمواثيق الدولية في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، إلا أن الجيش لم يتحرك، (..) هناك مصالح كمقايضة الغوطة بعفرين؛ للأسف لا حول ولا قوة للجيش السوري، وهو ليس باستطاعته أن يحمي وحدة أراضيه، فالقرار ليس بيده بل بيد أجندات خارجية».

لكنه في الوقت ذاته، قلل من الأخبار الواردة باقتراب القوات التركية من محيط مدينة عفرين، مشددا على أن وحداته ووحدات حماية المرأة والدفاع الذاتي لا تزال موجودة وتشتبك مع القوات التركية في كل المناطق، التي أعلنت الأخيرة بسط سيطرتها عليها.

وقال «محمود»، في اتصال مع وكالة الانباء الألمانية «د.ب.أ» إن «اقتراب الجيش التركي والإرهابيين المتعاونين معه من تنظيمى (القاعدة) وتنظيم الدولة الإسلامية من عفرين كان أمرا متوقعا، ولكن ينبغي التوضيح أن قواتنا موجودة في الكثير من الأماكن التي يدعى الأتراك، ومن معهم من العصابات والمجموعات الإرهابية، أنهم قد احتلوها، نحن موجودون ونقاوم»، على حد تعبيره.

واستدرك: «صحيح أن بعض الأهالي في قرى عفرين اضطروا تحت وطأة القصف من جانب الطيران والمدفعية التركية إلى النزوح إلى مركز المدينة، لكن القوات العسكرية، موجودة وباقية وتقاوم ولم ولن تترك عفرين».

واعتبر الناطق باسم الوحدات الكردية أن الحديث عن هروب القيادات الكردية من عفرين نظرا لقرب سقوطها بيد القوات التركية مجرد دعايات تركية لا أساس لها من الصحة، الهدف منها كسر إرادة المقاومة و زعزعة الثقة في نفوس أهالي عفرين الصامدين في الدفاع عن أراضيهم، مشددا على أن «قيادات الإدارة الذاتية موجودة داخل عفرين ولم يتركها أحد».

كما أضاف أن «قيادات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سورية الديمقراطية  موجودة كذلك، بل أن الكثير من القيادات الكردية في مقاطعات كوباني والجزيرة والرقة ودير الزور ومنبج توجهوا في قوافل كبيرة لمناصرة ومساندة عفرين وأهلها.. الكل موجود وباق، ويقاوم، والشعب في المقدمة، الكل سيقاوم حتى آخر رمق وسننتصر بإذن الله».

وزعم القيادي الكردي أن «عملياتنا العسكرية مستمرة و قواتنا يوميا تكبد الإرهاب الإردوغاني، ومن معه من المجموعات الإرهابية عشرات القتلى فضلا عن الخسائر المادية في الآليات، المقاومة مستمرة وستستمر، شعب عفرين لا يريد ترك عفرين أو التواجد بمناطق صار جيش الاحتلال التركي هو المسيطر الرئيسي بها، بالأساس في كل المناطق التي اضطر الأهالي للخروج والنزوح عنها، عمدت تركيا على توطين بدلاء عنهم من عائلات مقاتلين موالين لها، حدث ذلك ببعض قرى عفرين، هؤلاء كانوا بالأساس قد سبق لهم اللجوء لتركيا والحصول على جنسيتها»، لكنه لا يمكن التأكد من المعلومات التي ساقها من مصدر آخر.

وتابع بأن «القيادة الحالية لتركيا لا تكتفي بما لديها من أسلحة بل تعمل على توظيف وضعها بالمجتمع الدولي، وتحديدا بحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حملتها وعدوانها الغاشم على عفرين، لقد استخدموا أشد الأسلحة الثقيلة في عمليات القصف العشوائي ضد المدنيين العزل، كالدبابات الألمانية فضلا عن القصف الجوي للكثير من القرى».

كما أعرب «محمود» عن مخاوفه إزاء استهداف الطيران التركي مركز المدينة، مشيرا إلى أنه «مع نزوح كثير من الأهالي إليه منذ بداية الغزو التركي، أي ما يقرب من 50 يوما، بات اليوم يضم أكثر من مليون مواطن سوري من مختلف المكونات».

وحول تهديدات «أردوغان» بانه لن يكتفي بعفرين، وسيشرع فور سقوطها بالزحف نحو منبج وعين العرب والقامشلي وغيرهم من مناطق السيطرة الكردية بالشمال السوري، قال الناطق باسم الوحدات: «هذا المسعى معروف لدينا ولم يبدأ الآن، إردوغان من البداية لا يريد فقط عفرين أو منبج أو حتى الشمال السوري، هو يريد كامل سوريا بل وربما كل دول الشرق الأوسط بقبضته، سعيا لإحياء الخلافة العثمانية من جديد»، حسب قوله.

وتابع: «هو كان لديه مشروع السيطرة على دول المنطقة عبر تقلد جماعته الإخوان المسلمين مقاليد السلطة، أراد أن يحتل المنطقة عبر ذهنية متطرفة، ذهنية تنظيم القاعدة، ومع فشل المشروع تطرفت هذه الذهنية وصولا للخلافة الداعشية بقيادة أبو بكر البغدادي، لقد قاومناهم في رأس العين بسورية، رغم كل الدعم الذي حصلوا عليه، خاصة بعد أن اكتشفنا أن بعض من كانوا يدعون تمثيل الثورة السورية هم بالأساس إرهابيون».

وبدوره، قال القيادي بوحدات الحماية الكردية «بولات جان»، إن «القوات والشعب في عفرين لا يملك سوى خيار واحد هو المقاومة حتى آخر نفس ودون أي تردد، مشددا على أن قواته سبق وانتصرت على الكثير من الإرهابيين، وبالتالي لن تخشى من سلطانهم أردوغان»، وفق قوله.

وقال «جان»: إننا «مستمرون بالمقاومة التي تبديها قواتنا و شعبنا العظيم منذ خمسين يوماً في وجه الاحتلال التركي الغاشم، لطالما كنا معرضين للهجمات منذ سنوات من قبل شتى صنوف الإرهابيين، وكلهم بدعم و تحريض تركي مباشر وتصدينا لهم جميعا».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

غصن الزيتون عفرين وحدات حماية الشعب الأكراد بشار الأسد