«ما خفي أعظم 2».. «زايد» رعى الانقلابيين و«بن عيسى» خطط لتفجيرات بقطر

الأحد 11 مارس 2018 09:03 ص

كشف الجزء الثاني من تحقيق «ما خفي أعظم» الذي بثته قناة «الجزيرة» الإخبارية، الأحد، تورط ملك البحرين «حمد بن عيسى»، في التحريض والتمويل لعمليات تخريبية داخل قطر، حين كان وليا للعهد، وأن الدول الداعمة للانقلاب حاولت تصفية رموز السلطة في قطر وإعادة الأمير الراحل الشيخ «خليفة بن حمد»، إلى الحكم.

وقال السفير الأمريكي الأسبق لدى دولة قطر، «باتريك ثيروس» إن انقلاب عام 1996 كان يستهدف تصفية رموز السلطة القطرية وإحداث فراغ سياسي تمهيداً لإعادة الأمير الراحل الشيخ «خليفة بن حمد» إلى الحكم.

وأوضح السفير أنه تم منح قادة الانقلاب الهاربين من قطر جوازات سفر رسمية بحرينية وإماراتية شكلت غطاء سياسيا لتحركاتهم وساعدتهم على محاولة إنتاج انقلاب جديد.

وأشار السفير إلى أن الشيخ «خليفة بن حمد انسحب من المشهد بعد فشل الانقلاب، وغادر إلى أوروبا بسبب خلافه مع الدول الداعمة للانقلاب؛ على خلفية حدوث عمليات تخريب داخل الدوحة بتمويل من هذه الدول».

وتابع «كنا نظن الدول الخليجية منزعجة من إزاحة الشيخ خليفة، لكن لاحقا اتضح لنا أن هذه الدول ترى أن استقلال قطر غير مقبول».

وقال «فهد المالكي»، وهو أحد الضالعين في الانقلاب، «ملك البحرين حمد بن عيسى استقبلنا في قصره وطلب منا تشكيل معارضة قطرية حتى لو كانت شكلية».

وأكد «المالكي» أنه «تم وضع عبوة متفجرة داخل مبنى الجوازات بالدوحة في أكتوبر/تشرين الأول 1996 بالتنسيق مع ولي عهد البحرين حينها حمد بن عيسى»، مضيفا «استلمت من ملك البحرين مبلغ 100 ألف دينار بحريني لقاء القيام بوضع عبوات تفجيرية داخل قطر وتم تحديد سبعة أهداف مختلفة في مرافق حساسة».

وتابع «اتصلت شخصياً بوكالة رويترز وأعلنت عن وجود معارضة قطرية تحت مسمى عودة الشرعية وأننا المسؤولين عن تفجير مبنى الجوازات».

وقال «المالكي» إن «ضابطا فرنسيا مرتزقا يدعى بيرل، قاد أكثر من انقلاب في أفريقيا، طلب منه إحضار المرتزقة عن طريق البحر وتوفير كل الأسلحة والطائرات لغزو قطر».

وأكد أن «الإمارات ومن خلال الشيخ زايد وابنه محمد بن زايد قدموا لنا كل التسهيلات أملاً في أن نقوم بإعادة الكرّة وتعويض عملية الانقلاب الفاشلة 1996».

وكشف التحقيق قيام السلطات السعودية بتسليم القيادي في المحاولة الانقلابية «جابر المري»، أحد قادة المخابرات القطرية آنذاك، للدوحة بعد استدراجه من الإمارات إلى الرياض بناء على صفقة سياسية.

وقال «المري»، خلال الجزء الثاني من الوثائقي، «بعد سفر الشيخ خليفة بن حمد والشيخ حمد بن جاسم إلى أوروبا تم سحب الجواز الإماراتي من القطريين الموجودين في أبوظبي لأن الأوراق اختلطت عليهم».

كما لفت مسؤول في المخابرات القطرية إلى أن الجهاز «نجح في تصوير تحركات المشاركين في الانقلاب وتخطيطهم لعمليات تخريبية ضد الدوحة خلال تواجدهم في الإمارات».

وكشف التحقيق أيضا أن الشيخ «زايد بن سلطان»، منح المشاركين في محاولة الانقلاب حصانة ورفض مطالبات الدوحة بتسليمهم.

وأكد أن «الشيخ زايد شخصياً عرض علينا الأمان والرواتب والمنازل وجواز السفر الإماراتي لأننا هربنا من قطر دون أي جوازات»، مضيفاً «الشيخ زايد بن سلطان أعطانا الأمان. لكن نجله محمد بن زايد أخلّ بالعهد ورفع الغطاء عنا».

وفي السياق، قال «علي الميع»، وهو أحد قادة الانقلاب، «البحرين كانت تحرض على القيام بمحاولات تفجيرية وتخريبية في قطر».

وكان أمير قطر السابق الشيخ «حمد بن خليفة»، قد استجاب، عام 2010، لطلب للعاهل السعودي الراحل الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، بالعفو عن المعتقلين السعوديين المتورطين في محاولة الانقلاب وتم الإفراج عنهم، وهو ما رحبت به الرياض وأكدت على احترام السيادة القطرية وحسن الجوار.

وكان الجزء الأول من العمل الاستقصائي كشف معلومات مثيرة عن دور كل من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر بالتخطيط للانقلاب على أمير قطر في ذلك الوقت، الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني».

وكشف أن ذلك تم بإشراف مباشر من الأمير «سلطان بن عبدالعزيز» (وزير الداخلية السعودي آنذاك)، و «محمد بن زايد» (رئيس هيئة الأركان في الإمارات آنذاك)، و«حمد بن عيسى» (ولي العهد البحريني في تلك الفترة)، ومدير المخابرات المصري الراحل «عمر سليمان».

واعتمد البرنامج في تحقيقاته على وثائق رسمية، وعلى شهادات قادة المحاولة الانقلابية، ومحققين شاركوا بالتحقيق في هذا الملف، إضافة للسفير الأمريكي في الدوحة بتلك الفترة.

وأثار الفيلم عاصفة قوية من ردود الأفعال تجاوزت منطقة الخليج العربي؛ لما كشفه من معلومات ظلّت طيّ الكتمان لأكثر من 22 عاما.

وجاء بث التحقيق المصور في وقت تعصف بمنطقة الخليج واحدة من أسوأ أزمات في تاريخها، اندلعت في 5 يونيو/حزيران الماضي؛ حيث قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها «إجراءات عقابية»، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

وقال أكاديميون وكتاب وسياسيون إن ما فضحه وثائقي «قطر 96»، الذي تحدث عن محاولة الانقلاب الفاشلة بقطر في 1996، يشبه ما تقوم به دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حاليا من حصار تفرضه على قطر.

وشن مغردون هجوما حادا على الدول الأربع بعدما كشف الوثائقي تورطهم عبر التخطيط للدفع بعناصر أجنبية إلى داخل قطر، وتسليحها وإدارة العملية من أراضيها.

واعتبر المغردون أن قطر هي من صبرت على دول الحصار رغم تورطها في الانقلاب الفاشل، وليس العكس كما يروجون.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ما خفي اعظم قطر خليفة بن حمد انقلاب قطر حمد بن عيسى الشيخ زايد