سفير طرابلس السابق بالإمارات يعلن ترشحه لرئاسة ليبيا

الاثنين 12 مارس 2018 05:03 ص

أعلن سفير ليبيا السابق بالإمارات رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة «عارف النايض»، نيته خوض سباق الانتخاب الرئاسية الليبية.

وقال «النايض» خلال حوار  صحفي: «قررت الترشح بمجرد الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية رسميا»، مضيفا أن لديه رؤية وبرنامج عمل متكامل عمل عليه بالتعاون مع فريق من الشباب تحت عنوان رؤية «إحياء ليبيا»، معتبرا أنها رؤية متكاملة تشمل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والخدمية والعسكرية والأمنية.

ووضع «النايض» بشكل واضح أوراقه السياسية على الطاولة، وذلك بالترحيب بتدخل النظام المصري في بلاده، وبالإشادة بالجنرال «خليفة حفتر»، وبالهجوم على «الإخوان المسلمون» معتبرا أن أفكارهم هي التي أسست للفكر «الداعشي»، غير أنه سها، على ما يبدو، عن إعلان «كلمة السر» وراء ترشيحه: الإمارات، حسبما ذكرت صحيفة «القدس العربي».

وقالا الصحيفة إن الإمارات، قبل عهد ولي العهد «محمد بن زايد»، كانت علامة تجارية كبيرة كمركز مهم يصل أوروبا بالهند وآسيا وأستراليا، وكبلد خليجي محظوظ بالنفط وماهر في استجلاب الاستثمارات والأموال، وبكونها عابرة للسياسات وعاملا مساهما في الحياد الإيجابي بين الدول.

وتساءلت الصحيفة عن سبب إدخال حاكمها بلاده في مخاض الصراعات السياسية الخليجية والعربية، وتوريط قواته في اليمن وليبيا، وتمويل حركات الاستبداد العسكرية العنيفة، ومحاولة الانقلاب على أي شكل من أشكال الديمقراطية والحراك المدني في العالم العربي؟

ويكشف تفحص السيرة الرسمية المنشورة لـ«النايض» عن بدايات علمية وتجارية عبر انتمائه لعائلة مرموقة تجمع بين التجارة والسياسة والرياضة، فوالده «علي أحمد النايض»، كان من مؤسسي جمعية «عمر المختار»، ورئيسا للنادي الأهلي في بنغازي خلال سبعينيات القرن الماضي، كما كان من أكبر مقاولي الأعمال المدنية في ليبيا، قبل تأميم كافة شركاته وممتلكاته عام 1978 بقرار من الزعيم الليبي الراحل «معمر القذافي».

يفسر هذا الإرث جمع «عارف النايض» بدوره سيرة علمية تنقلت بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيطاليا، ووظيفية تنقلت في مناصب أكاديمية، بينها عضوية لجنة أكاديمية استشارية بمؤسسة إماراتية، ومالية عبر إدارته شركة لتكنولوجيا المعلومات تضم مكاتب في ليبيا والإمارات، كما أن تأميم أملاك والده يفسر، حسب ما هو منشور، دعمه لثورة فبراير/شباط الليبية، لكنه يفسر أيضا اختياره هذا الدعم عبر تواصله مع السلطات الإماراتية، التي قامت باعتماده وسيطا رئيسيا لها في الشأن الليبي، وسفيرا لبلاده فيها، أما استقالته اللاحقة فكانت، على ما يبدو، للوصول إلى هذا الإعلان الأخير عن ترشحه للرئاسة.

تسجل تعليقات السياسيين والناشطين الليبيين الساخرة نقاطا مفيدة للتعاطي مع موضوع علاقة أبوظبي بليبيا، فعضو المؤتمر الوطني السابق، «عبدالرحمن الشاطر»، يقول إن الإمارات تسيطر على 70% من الإعلام الموجه لبلاده، وطائراتها تقصف المدن الليبية، فيما يخلص ناشط للقول: «المفروض أن نسجل ليبيا باسم الإمارات ونرتاح!».

وأشارت الصحيفة إلى أن تقديم «النايض» أوراق اعتماده لنظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وإبدائه الود تجاه اللواء «خليفة حفتر»، لا يعني أن الطريق صار معبدا أمامه نحو رئاسة ليبيا، ولا نتحدث هنا عن الأطراف السياسية الخارجة عن إطار سيطرة مصر والإمارات، بل كذلك عن الجنرال «حفتر» نفسه.

واختتمت الصحيفة مقالها قائلة إنه من غير المتوقع لهذا الجنرال المنفلت من عقاله، والطامح لرئاسة ليبيا بنفسه، أن يترك شخصا آخر، قادما من عائلة عريقة، ومن أوساط الأكاديميا والتجارة والدبلوماسية، ينافسه على ما يعتبر أنه حقه الذي حازه بقوة السلاح.

  كلمات مفتاحية

ليبيا الإمارات عارف النايض حفتر العلاقات الإماراتية الليبية