هل أنصفت الشبكة العنكبوتية المرأة؟

الثلاثاء 13 مارس 2018 05:03 ص

مع تحول العصر الحالي إلى ساحة من التواصل الرقمي والأجهزة الذكية، تغيرت الكثير من المفاهيم والرؤى لدى الأفراد، حيث ساهمت الشبكة الإلكترونية في إحداث تغيير في مستوى الوعي تجاه بعض المجالات والقضايا المختلفة، لكن الرقم الصعب بحسب مجلة «سيدتي» هو «الجنس الناعم».

وبطرح المجلة المعنية بشؤون المرأة واهتماماتها، موضوع تحت استفسار «هل ساهمت الثورة الرقمية في إظهار كينونة المرأة بشكل عادل؟»، يرى الكاتب والمؤلف «محمد باحارث»، أن المحتوى الرقمي بشكل عام منصف للمرأة، موضحا أن غالبية الإعلانات التجارية والمنتجات والمقالات تدور حولها.

ويعتقد «باحارث» أن الكثير من الإعلانات الموجهة وذات الهدف، والتي سلطت الضوء على بعض القضايا النسائية في بعض الدول، أثمرت بنتائج أفضل من المتوقع.

وتتفق الطالبة الجامعية الشابة «إيمان عبدالباري»، مع رأي الكاتب، فتقول: «المحتوى الرقمي أكثر تحيزا نحو المرأة، فأغلب الصحف تتحدث في موضوعات المرأة الصحية، الجمالية، المهنية، الأسرية وغيرها، في المقابل نجد أن الموضوعات الموجهة للرجل محتكرة على الجانبين المالي والتقني، وأعتقد بأن هذا التحيز لصالح المرأة التي غالبا ما نجدها فضولية ومتعطشة للاستزادة، وبالتالي جعلها على قدر عال من الوعي وأكثر مرونة وانفتاح لاستقبال كل ما هو جديد».

على الناحية الأخرى، الصحفية «غادة أحمد»، تقول بدورها للمجلة: «لم ينصف المحتوى الرقمي المرأة لخمسة أسباب، هي حداثة تعامل المرأة مع محتواه ولسيطرة الذكور على ساحته واستحواذهم على غالبية روافده، وحتى عهد قريب ترمي الإحصاءات الرقمية إلى جهل ما يزيد على 70% من النساء على التعامل مع أي من أدواته، كما أن المرأة تنهل ولا تضيف بذات القدر، وأخيرا لا يمكن القياس بين المرأة العربية والغربية في ثراء المحتوى».

الفنانة التشكيلية «مريم محمد»، قالت أيضا: «برأيي المحتوى الرقمي عالميا غير مرضٍ؛ لأنه يجعل منها مظلومة حينا، ووكأنها أداة للمتعة أحيانا أخرى، كما أنه في الغالب لا يتعامل معها كإنسانة بعقل وفكر فيجعلها سلعة قابلة للترويج؛ لذا لا عجب إن أصبحت نظرة العديد من المجتمعات للمرأة تنحصر في هذا الإطار المقنن».

وفي هذا السياق ترى الكاتبة والحقوقية الأمريكية «كارولين تيرنر» أن القلق مازال قائما تجاه وسائط الإعلام التي تحاول تنميط صورة المرأة بهيئة سلبية ضعيفة.

وتعتقد أن الفيلم الوثائقي «Miss Representation»، الذي أصدر في 2011 م والذي هاجم صورة المرأة في الإعلانات أحدث تحولا حول كيفية ظهور المرأة في الوسائل المختلفة وأعقبته العديد من المشاريع التي أبرزت المرأة المحاورة والقوية.

كما يعبر مدرب التنمية البشرية والأخصائي الاجتماعي «محمد غازي» عن رأيه قائلا: «المحتوى الرقمي لم يوفِ المرأة حقها تماما، فلا يزال هناك متسع كبير لتغطية الجوانب الإيجابية المتعلقة بها، ولا يوجد حتى الآن دعم كاف من قبل المجتمعات العربية للأهداف المتحفزة التي تملكها النساء المبدعات، وحصر تسليط الضوء في مجالات معينة كالرياضية أو الفنية، إضافة إلى أن المرأة إن نجحت وظهرت على السطح تجد الهجمات المفاجئة الهادفة للتقليل منها؛ لذا ينبغي التركيز على تغيير وعي المجتمع تجاه دور المرأة في الحياة بشكل صحيح ثمّ تمكينها رقميا»، واختتم بقوله: «أعتقد أن المحتوى الرقمي في الدول الغربية قد قفز قفزة نوعية في هذه النقطة».

وجدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد أصدرت في بيانها الصادر عام 2017، أن ربع النساء في العالم قد تعرضن للإيذاء عبر الشبكة العنكبوتية، أو الإنترنت، كما خلصت نتيجة أحد استطلاعات شركة «إيبسوس موري» البريطانية التي شملت 4000 امرأة من 8 دول، إلى أن 23% من أولئك النساء قد تعرضن للتحرش أو الإساءة الإلكترونية.

  كلمات مفتاحية

المرأة الإنترنت الشبكة العنكبوتية قحقو المرأة نساء قضايا المرزة إعلانات