استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاستهبال الدولي

الاثنين 2 مارس 2015 04:03 ص

«أنتم اخطر منطقة فى العالم، أنتم منبع اكثر الافكار والجماعات تطرفا. أنتم مصدر اخطر العصابات الإرهابية. أنتم تهددوننا جميعا. نحن نعلم ان بينكم معتدلين. ولكنهم لا يبذلون جهودا كافية لمقاومة التطرف والمتطرفين والارهاب والإرهابيين. ولذا سوف نأتى اليكم بأنفسنا لكى نقضى على هؤلاء الاشرار». 

***

هذه هى خلاصة الرسالة التى وجهها «أوباما» وحلفاؤه هذا الاسبوع فى مجلس الامن وفى قمة واشنطن لمكافحة التطرف والارهاب، وهى ذات الرسائل التى تصدرت المشهد منذ سقوط الموصل فى أيدى «داعش» فى صيف 2014. والتى أصبحت منذ ذلك الحين هى الخطاب الرسمى الموحد للولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبى ومعهم الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وكافة الانظمة العربية بالإضافة إلى إسرائيل وتركيا وايران.

الجميع يتبارون فى التأكيد على عضويتهم فى نادى مكافحة التطرف والإرهاب العربى الاسلامى أمام الكاميرات، بينما يعملون فى الكواليس على توظيف الاحداث والحملة الدولية، للتخديم على مصالحهم وأجنداتهم الخاصة. وعلى رأسهم «نتنياهو» الذى وجدها فرصة للضرب فى المقاومة الفلسطينية وتشبيهها بـ«داعش»، وتأسيس تحالفات مع دول عربية كبرى فى مواجهة الاسلام الراديكالى المتطرف الذى يمثل عدوا مشتركا للعرب و(إسرائيل).

والبعض الآخر ذهب بعيدا فى التماهى مع الاتهام الامريكى الغربى، وتمادى فيه الى الدرجة التى عمم فيها الهجوم ليشمل جموع المسلمين فى العالم، مثل عبد الفتاح السيسى، فى خطابه الشهير فى الازهر بمناسبة المولد النبوى الشريف.

وهذا الخطاب التحريضى الامريكى/الدولى ليس جديدا علينا، فهو ذاته خطاب جورج بوش بعد سبتمبر 2001، ضد كل ما هو عربى او اسلامى، لتبرير غزوه لأفغانستان والعراق، وإعادة تشكيل عالم ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتى. وهو الخطاب الذى يتم استدعاءه وتحديثه حسب الطلب والمصلحة.

***

ولقد حاول «أوباما» أن يغلف خطابه الأخير، بعبارات من الغزل للرأى العام الاسلامى، فكرر اكثر من مرة، أن المشكلة ليست فى الاسلام، وأن غالبية المسلمين «طيبون و أخيار»، وأن التطرف هو نتاج لعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية كثيرة كالفقر والاستبداد، وأن هدف الولايات المتحدة الوحيد فى حملتها فى هو إنقاذ المنطقة والعالم من هذا الشر المبين.

***

وهنا تتجلى حقيقة النفاق أو «الاستهبال» الامريكى والدولى المزمنة فى أوضح صورها، فهم ينتقون ما يناسبهم من أسباب للتطرف، ويطمسون الاسباب الحقيقية له؛ مثل الغزو الامريكى للعراق وافغانستان، وجبروت القوة العسكرية والنووية التى لا يمكن أن يقبلها الأحرار من البشر أو الأمم.

ورعايتهم ودعمهم للكيان الصهيونى واغتصاب كامل الارض الفلسطينية، وتغطيتهم ومباركتهم لمذابحه التى لا تتوقف، وآخرها العدوان الأخير على غزة.

ودورهم فى هزيمة 1967 وسرقة النصر فى 1973 وإكراه أنظمتنا على التنازل عن فلسطين فى كامب ديفيد واسلو ووادى عربة. وعن ظلم الأمم المتحدة وانحيازها ضد الحقوق العربية على مر العقود.

لم يتحدثوا عن قرنين من الاستعمار الغربى المتواصل، وعن العنصرية والاستعباد وصناعة التخلف.  وتصديهم لإجهاض كل مشروعات التحرر والاستقلال والنهضة والوحدة. أو عن الهيمنة الحديثة ونهب الثروات ودعم الانظمة الحاكمة التابعة المستبدة الفاسدة. وحماية العائلات المالكة الخليجية.

أو عن تخريب الاقتصاديات الوطنية بمؤسسات الاقراض الدولية وإغراق الاسواق العربية بالمنتجات الغربية، وضرب الصناعات الوطنية والتركيع الاقتصادى ان لزم الأمر. وعن صناعة واستقطاب طبقات رأسمالية عربية وكيلة وتابعة.

 لم يتحدثوا عن دورهم فى تحويل الصراع العربى الصهيونى الى صراع عربى عربى. ومخططات التقسيم عبر تفجير الصراعات الطائفية والحروب الاهلية بالدعم والتمويل والتسليح والتدريب والتدخل والحظر الجوى والعقوبات الاقتصادية والتحالفات و القرارات الدولية.

لم يتحدثوا عن الاعلام الغربى المضلل المزيف المنحاز. أو عن عنصريتهم الثقافية والحضارية. و معاداتهم لكل ثقافات الشعوب الأخرى، ومحاولة القضاء عليها وتخريبها او تفريغها من اهم مبادئها وقيمها وإعادة تشكيلها من اجل خلق احتياجات استهلاكية كاذبة تتواءم مع متطلبات أسواقهم وتجارتهم واستثماراتهم. أو لصناعة مجتمعات بشرية مهزومة وخاضعة يمكن السيطرة عليها وتوجيهها. لا قدسية عندهم لاى حضارة او دين او عادات او تقاليد.

لم يتحدثوا عن محاولات اجهاض او احتواء او اختراق الثورات العربية، غير عابئين بالآلاف المؤلفة من الضحايا من القتلى والمعتقلين الذين أفنوا حياتهم من اجل تحقيق الحلم العربى القديم فى الحرية والكرامة والاستقلال.

وغيره الكثير والكثير.

***

ثم بعد كل ذلك يتهمونا بالتطرف، لو قاومناهم و رفضنا الخضوع لجبروتهم !

إن التطرف فى مواجهة الاحتلال والغزو والتقسيم والنهب والهزيمة والاستسلام والعنصرية والاستلاب الحضارى، هو رد الفعل الانسانى السوى الطبيعى الوحيد.

أما الارهاب بمعناه الحقيقى وليس بالمعنى الامريكى/الصهيونى، فنحن لم نره ونعيشه سوى على ايديكم وعلى ايدى ميليشياتكم المشبوهة التى زرعتوها فى اوطاننا.

***

وفى الختام، يجب الانتباه إلى أنه رغم كل شئ فإن لدينا فرصة مواتية للرد والتصحيح، فهم يحشدون ويحتشدون فى كل مكان لتقييمنا ومحاكمتنا تمهيدا لمزيد من الانقضاض علينا، واستطاعوا بالفعل أن يوجهوا كل أنظار العالم نحونا، وكأننا أصبحنا مشكلة البشرية الوحيدة، وقد يمثل ذلك ظرفا مناسبا لكى نكشف زيف إدعاءاتهم، ونطرح الرواية الحقيقية لما فعلوه فى بلادنا.

  كلمات مفتاحية

أمريكا الإرهاب الديانات الإسلام الشرق الأوسط

الإسلام والتوحش: معالم من معارك الغرب الدعائية

البلادة والإرهاب

مسلمو فرنسا في مواجهة «الإسلاموفوبيا» 

«ميركل»: الإسلام جزء من ألمانيا .. وعلي علماء المسلمين توضيح صورته الحقيقية

الإرهاب والديانات: المسلمون ليسو أكثر عنفا من أتباع الديانات الأخرى

التوتر السعودي - الأمريكي ومشكلة تسييس مكافحة الإرهاب