طالبت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» اليوم الخميس علماء الإسلام بتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام والتشديد على الفصل بين العقيدة الإسلامية والإرهاب الذي يمارسه إسلاميون.
ورأت «ميركل» في بيانها الحكومي أمام البرلمان أنه «من الضروري الإجابة على التساؤل بشأن السبب وراء استخدام القتلة الدين الإسلامي لتبرير جرائمهم»، قائلة «على علماء الإسلام الآن الإجابة على هذه الأسئلة».
وجددت المستشارة الألمانية تمسكها بعبارة: «الإسلام جزء من ألمانيا»، المشهورة التي أطلقها الرئيس الألماني السابق «كريستيان فولف» والتي أثارت جدلا واسعا آنذاك وكذلك هذه الأيام بعد تبني المستشارة لها مجددا، وأضافت «ميركل»: «الناس يسألونني عن الإسلام الذي أقصده».
وناقش البرلمان الألماني اليوم سبل مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الدامية التي تعرضت لها فرنسا الأسبوع الماضي وأودت بحياة 17 شخصا، وبدأ البوندستاغ جلسته بدقيقة صمت على أرواح الضحايا هذه الاعتداءات.
وردا على الهجوم الذي استهدف مقر الصحيفة الفرنسية «شارلي إيبدو»، قالت «ميركل»: «أن تكون مواطنا وأن لا تكون عبدا، أمر لا يمكنه أن يتحقق إلا بوجود صحافة حرة»، مضيفة أن هناك العديد من الدول في العالم لا تسودها حرية الصحافة، «لأنها تفتقد للتسامح».
كما لفتت إلى أن «حرية الصحافة والتسامح لا يعني بدون أدنى شك أن تكون للشريعة الكلمة الفصل على حساب الدستور»، وتعهدت المستشارة الألمانية بـ«تعزيز التدابير الأمنية ضد مروجي الفكر الإسلامي المتطرف والإسلاميين المتطرفين «بكل الوسائل القانونية المتاحة» في خطابها أمام البرلمان بعد ثمانية أيام من الهجوم على أسبوعية «شارلي ايبدو» في باريس.
وقالت «ميركل»: «ستتم محاربة مروجي الحقد والمجرمين الذين يرتكبون أعمال عنف باسم الإسلام ومن يقفون وراءهم والمنظرين المروجين للإرهاب الدولي، بحزم وبكل الوسائل القانونية المتاحة».
يذكر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان قد تبنى أمس الأربعاء، الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، مؤكدا أن التنفيذ كان بتخطيط وتمويل من قيادة التنظيم، وبأمر من زعيمه «أيمن الظواهري».
وقال المتحدث باسم التنظيم «ناصر الآنسي» في رسالة مصورة «نوضح للأمة أن الذي اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة التنظيم استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله وتنفيذا لأمر أميرنا العام الشيخ المفضال أيمن بن محمد الظواهري».