انقسام في آراء السعوديين حول قضية خاشقجي

السبت 13 أكتوبر 2018 06:10 ص

انقسمت آراء السعوديين بشأن ما يتردد عن مقتل الصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي" المفقود منذ دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

فبينما اعتبر البعض أن هذه الأنباء "كاذبة"، عبر سعوديون عن اعتقادهم أن حادثة "خاشقجي" هي رسالة تهديد لمعارضي الحكومة السعودية وإشارة على أن الإصلاحات التي يعد بها ولي العهد "محمد بن سلمان" لن تسمح على الأرجح بحرية حقيقية للتعبير.

وبالنسبة لبعض السعوديين، فإن مزاعم القتل هي "قصة دبرها أعداء إقليميون بهدف تشويه سمعة المملكة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن "عزيز عبدالله" وهو طالب يدرس الحقوق في السعودية قوله: "لا يمكنني التحدث عن تلك الأمور.. لكني واثق من أن الاتهامات بحق قيادة بلادي خاطئة. لدينا أعداء.. كما تعلمون".

أما بالنسبة لآخرين فالأمر إشارة على أن السعودية قد تكون متجهة نحو مسار خاطئ.

والقليل فحسب من السعوديين الذين أجرت معهم "رويترز" مقابلات كانوا على استعداد لانتقاد الحكومة علنا، لكن الكثيرين ممن طلبوا عدم ذكر أسمائهم قالوا إن المزاعم أثارت تساؤلات عن تعهدات ولي العهد بتحقيق انفتاح في المملكة المحافظة.

وقال مواطن سعودي مقيم في جدة: "الجميع يشعرون بالفزع. الأمر أشبه ما يكون بوجود وسائل على الجدران تتنصت على كل شيء. لا أعتقد أن حرية التعبير تندرج ضمن خطط الإصلاح على الإطلاق.. على العكس تماما".

وتابع قائلا: "لكن من ناحية أخرى لديك دور عرض سينمائي وترفيه. الأمر مثل اتفاق ضمني غير معلن. لا حرية.. لكنك ستحصل على التسلية. دعونا لا نخلط بين التسلية والحرية رجاء".

ووصفت سيدة في منتصف الثلاثينات من عمرها القضية بأنها "مثل متابعة فيلم".

وقالت: "الحكومة تعتقد أن بإمكانها الإفلات بأفعال مثل تلك.. سواء كان قتل أم اختطف... هناك دائما هذا الشعور بأن علينا توخي الحذر والتحسب لما نقول. لسنا في مأمن بالكامل".

واتهمت صحيفة "سبق" الإلكترونية، وهي أكبر صحيفة سعودية على الإنترنت، وسائل إعلام دولية من بينها "رويترز" باستغلال اختفاء "خاشقجي" لتقويض مساعي الإصلاح في المملكة.

إصلاحات "بن سلمان"

وحظي ولي العهد الذي يدير الشؤون اليومية للبلاد بإعجاب قوى غربية على مدى العام المنصرم لتعهده بتحديث المملكة.

ونفذ بالفعل سلسلة من الإجراءات شملت إنهاء الحظر على قيادة النساء للسيارات وفتح دور عرض سينمائي في المملكة.

لكن تلك الخطوات صاحبتها حملة على المعارضة وحملة تطهير في أوساط كبار الأمراء ورجال الأعمال باتهامات فساد والمشاركة في حرب مكلفة في اليمن، كما وضع ولي العهد كل الكيانات الأمنية تحت سيطرته المركزية.

وقالت "فاطمة" (29 عاما) وهي بائعة في أحد مراكز التسوق الكبرى في الرياض: "عندما سمعنا للمرة الأولى بالأخبار (عن اختفاء خاشقجي) اعتقدنا أن الأمر قد يكون صحيحا. السلطات تريد النيل منه بسبب انتقاده لقيادتنا".

وتابعت: "لكن عندما قالت وسائل إعلام قطرية إنهم (السعوديون) قتلوه.. نعتقد الآن أن الأمر بالتأكيد أخبار كاذبة.. إنها مجموعة من الأكاذيب.. إنها لعبة من تركيا وقطر الداعمتين لإيران".

ويعتقد "أبو ناصر" (35 عاما) أن "السعودية ستتغير للأفضل على الرغم من أن قضية خاشقجي قد أثارت انتقادات دولية حادة لولي العهد حتى من الولايات المتحدة أهم حلفائه".

وقال: "نثق في الرؤية (الإصلاحات) وندعم قيادتنا... سيكبر أبنائي في بلد مختلف تماما عن الذي نشأت فيه. هذا كل ما يعنيني".

فيما قال مصرفي سعودي: "من المخيف أكثر فأكثر أن تعبر عن رأيك.. حتى إن ناقشت الجدوى الأساسية لخطة.. لا يمكنك أن تثق بأنك ستكون في مأمن".

وقالت "سارة" وهي طالبة سعودية تدرس في الخارج: "بدأت أتساءل.. هل أخطأنا تقدير الحلم؟ هل سنضطر للتضحية بحرية التعبير مقابل التنمية الاقتصادية وبعض الحقوق الأساسية؟".

ويبدو أن بعض الشباب السعودي بدأ في التساؤل عن المستقبل الذي وعدهم به ولي العهد، فيما يعتبر الشباب شريحة سكانية مهمة لـ"بن سلمان" مع سعيه لتنفيذ تغييرات حساسة في دولة عادة ما يحكمها توافق الآراء بين كبار الأمراء.

  كلمات مفتاحية

إصلاحات بن سلمان اختفاء خاشقجي القنصلية السعودية بإسطنبول آراء السعوديين

مغردون ينقسمون حول وسم كلنا ثقة في بن سلمان