اختفى مبتعث سعودي يدرس في جامعة سان أنطونيو الأمريكية منذ 16 يوما دون أن يتم التعرف على موقعه حتى كتابة هذا الخبر، فيما تكثف السلطات الأمنية بولاية تكساس بحثها للتوصل إليه.
وكشف زملاء للطالب بالجامعة نفسها أنه يدعى «محمد الغنام»، وأنه يقيم في سان أنطونيو بولاية تكساس منذ 3 سنوات، ويعرف المنطقة جيدا، لافتين إلى أنه سافر إلى ولاية لويزيانا شرق ولاية تكساس قبل 24 مارس/آذار الماضي للالتقاء بعمه القادم من فلوريدا للسياحة، إلا أنه بعد ذلك بأيام قليلة اختفى.
وأضافوا أنه تم الاتصال على هاتف «الغنام» عدة مرات من قبل عمه ومن بعض زملائه، غير أنهم لم يتلقوا أي رد من هاتفه الذي يعمل وليس مغلقا، مشيرين إلى أن السفارة السعودية قامت بإبلاغ الجهات المختصة عن اختفاء «الغنام»، وتزويدها بكافة المعلومات الخاصة للبحث عنه.
تكرار حوادث الاختفاء
وكثرت في الآونة الأخيرة حوادث اختفاء المبتعثين السعوديين في أكثر من دولة في العالم، حيث كانت آخر حوادث الاختفاء خاصة بالمبتعث السعودي «مشعل السحيمي» والذي توفي في مارس/آذار الماضي إثر إقدامه على عملية تفجيرية في العراق بعد انضمامه لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وكان «السحيمي» يدرس في مدينة سيدني بأستراليا منذ 11 شهرا تقريبا، لتعلم اللغة الإنجليزية تمهيدا لمواصلة تعليمه الجامعي، إلا أنه انضم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، تقريبا منذ اختفائه في أستراليا في 25 من سبتمبر/أيلول الماضي.
وبعد اختفائه بعدة أشهر قالت مصادر مطلعة إعلامية إن «السحيمي» تواصل هاتفيا مع عائلته المقيمة في مدينة تبوك بالسعودية وأرسل لهم صورة شخصية له وهو يحمل سلاحا ناريا ويرتدي زيا يعود لـ«الدولة الإسلامية».
وتكثف السفارات السعودية رقابتها على المبتعثين السعوديين في جميع دول العالم، خوفا من التحاقهم بمن أسمتهم السلطات السعودية بالجماعات الإرهابية، وعلى رأسها «الدولة الإسلامية» بالعراق والشام، حيث أصدرت الحكومة السعودية قرارات بمعاقبة من ينضم لتلك الجماعات بالحبس مددا تتراوح بين 3 سنوات وعشرين عاما.
مشاكل وخيمة حول الابتعاث
وتتزايد في الفترة الأخيرة مشكلات الطلاب المبتعثين خارج المملكة العربية السعودية، وتتنوع بين حالات اختفاء أو قتل أو اعتداء، وانضمام لتنظيمات جهادية كـ«الدولة الإسلامية» وغيرها، كما تتفاقم تلك المشكلات بعد العودة إلى أرض الوطن حيث تغيب فرص العمل وتزداد بسببهم البطالة داخل المملكة.
ورغم تأكيدات المراقبين السعوديين على أهمية الابتعاث الخارجي بالمملكة العربية السعودية في تنمية وإعداد الكوادر البشرية السعودية وتبادل الخبرات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية في البلد المضيف، إلا أنهم أكدوا أن كثرة المشكلات المتلاحقة التي بات يعاني منها الشباب السعودي خلال فترة الابتعاث الخارجي، والأرقام الباهظة التي تصرف على تلك العملية تستدعي وقفة جادة من السلطات السعودية معها وتقييمها بشكل موضوعي وحقيقي.
كما يشدد كتاب وإعلاميون سعوديون على ضرورة تقييم السلطات السعودية لمشروع الابتعاث والوقوف على فوائده وأضراره وكيفية التعلم من الأخطاء السابقة وترشيده الفترة المقبلة.