حرب الخطابات تشتعل.. مفتي مصر: السيسي أصاب كبد الحقيقة

الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 07:11 ص

اعتبر مفتي مصر "شوقي علام" أن الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" أصاب "كبد الحقيقة" حينما تحدث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني، وذلك في إطار التعليق على الهجوم الضمني المتبادل بين شيخ الأزهر "أحمد الطيب" من ناحية، و"السيسي" ووزير الأوقاف "محمد مختار جمعة" من ناحية أخرى.

وقال "علام" في مداخلة عبر فضائية "دي إم سي" المصرية، إن "ملف تجديد الخطاب الديني من أهم القضايا التي يجب أن تكون على أجندة كافة المؤسسات الدينية في الدولة".

ورأى أن الدولة تحتاج إلى "عرض عصري للمتغيرات التى تعد جزءا كبيرا في الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى "ضرورة ملء الفراغ في عقول الشباب بسبب تطور التكنولوجيا".

وطالب "علام" بإنشاء وحدة جديدة لمعالجة قضايا التطرف من خلال الرسوم المتحركة، لمواكبة التطور التكنولوجي، بالإضافة إلى مرصد الفتاوى؛ لعلاج التطرف الفكري، واجتذاب الأطفال والشباب بأفكار تناسب عقول جميع الفئات.

وتأتي تصريحات مفتي مصر عقب صدام ضمني جرى خلال كلمتي شيخ الأزهر "أحمد الطيب" ووزير الأوقاف "محمد مختار جمعة"، أمام "السيسي"، أثناء احتفالات المولد النبوي الشريف.

فبينما حذر "الطيب" من الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فحسب، قلل وزير الأوقاف من أهمية السنة في كلمته.

وقال وزير الأوقاف إنه "يجب التفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشري الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، والخروجِ عن أسباب التقدم بالكلية".

وأكد أن "العلماء الأوائل اجتهدوا لعصرهم فى ضوء ظروفهم وأحوالهم"، معتبرا أن "علينا فيما يتصل بالمتغيرات والمستجدات أن نراعى ظروف عصرنا وأحواله، وألا نوصد أبواب الاجتهاد".

فيما عقب "السيسي" قائلا: "الخلاف ليس حول اتباع السنة وإنما القراءة الخاطئة"، معتبرا أن "إساءة تفسير السنة أشد إساءة للإسلام من الدعوة لتجاهل السنة".

وأضاف "السيسي" موجها خطابه لعلماء الأزهر وعلى رأسهم "الطيب": "هذه رابع أو خامس مرة أكلمكم في هذا الموضوع.. انتبهوا، لا أقصد الإساءة لأحد.. أنا باتكلم كمسلم مش كحاكم.. أنا باشوف العجب من الناس أثناء إدارة الدولة".

وقال إن "المؤامرة على الدين الإسلامي موجودة على مر العصور، والاختلاف والتدافع بين الناس موجود منذ أوجد الله الخلق، ما يستدعي علينا التصدي لتشويه الإسلام، حتى يخرج من مصر مسار عملي حقيقي للإسلام السمح، وممارسات حقيقية وليست نصوصا نكررها في المؤتمرات والخطب، تترجم بسلوكيات حقيقية للمصريين".

وعلى الرغم من أن "الطيب" كان أحد أبرز الداعمين للانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، وشارك في البيان الذي ألقاه "السيسي" حينما كان وزيرا للدفاع آنذاك للإعلان عن خارطة الطريق، في مرحلة ما بعد "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، فإن حملات الهجوم الإعلامي تتواصل ضده، وسط إشارات رئاسية تؤكد عدم الرضا عن أدائه، بل تلمح إلى تهميشه، وربما التخطيط لإقصائه من المشهد.

ووفقا لقانون الأزهر الذي تم إقراره في يناير/كانون الثاني 2012 -ونص على انتخاب شيخ الأزهر وانتهاء خدمته ببلوغه سن الثمانين- يكتسب شيخ الأزهر حصانة في منصبه تجعله غير قابل للعزل، إضافة إلى أن تقاعده لن يكون قبل 9 سنوات حين يتعدى 80 عاما.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الخطاب الديني مفتي مصر شيخ الأزهر وزارة الأوقاف المصرية