استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الرفض الشعبي لجرائم الاستبداد

الجمعة 30 نوفمبر 2018 05:11 ص

تصاعدت في تونس دعوات شعبية ورسمية رفضا لزيارة ولي العهد السعودي إلى البلاد في إطار جولة عربية يسعى من خلالها إلى تحسين صورته وصورة المملكة بعد الضرر الكبير الذي أصابها بسبب حرب اليمن وما خلفته من مآس وكوارث لا تحصى.

لكن السبب الأساسي لهذا الرفض الشعبي إنما يتمثل في الجريمة الأخيرة التي ارتكبها النظام السعودي في حق الكاتب والصحفي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده بتركيا.

وهي جريمة فاقت في بشاعتها كل الجرائم الارهابية التي كانت تمارسها الجماعات الإرهابية في مجال الثورات العربية.

هذا الرفض الشعبي إنما يعكس الوعي المتنامي بسطوة الأنظمة القمعية وبأنها أنظمة تشتغل خارج التاريخ ولم تعد قادرة اليوم على الاستمرار بسبب الكوارث التي تسببت فيها على مدار عقود من الزمن.

لكن الحالة السعودية تمثل حالة خاصة من بين الحالات العربية بحكم وزن المملكة المادي وحجم ثرواتها الطبيعية مقارنة بالدول العربية الأخرى. المملكة هي أيضا مكوّن أساسي من مكونات النظام الرسمي العربي وهي التي ترسم وتوجه الأداء السياسي للدول العربية منذ ما يزيد عن نصف قرن.

لكن الدولة العربية الأكبر عرفت إثر ثورات الربيع انتكاسة كبيرة بسبب دعمها للانقلابات العسكرية خاصة في مصر وتورطها في حرب اليمن وحصارها غير الانساني لجارتها قطر إلى غير ذلك من المغامرات السياسية الداخلية التي اتسمت بالقمع والتنكيل بالمعارضين والمفكرين.

هذا الوضع الجديد لصورة المملكة ووزنها عربيا ودوليا يمثل خطرا كبيرا لا على الدولة فحسب بل على كل المنطقة الخليجية وعلى المنطقة العربية بشكل أعمّ.

لقد عجز النظام السياسي السعودي عن تحسين صورته عبر الصفقات والهبات وعقود التسليح التي فاقت قيمتها عشرات المليارات من الدولارات بل إن صورة المملكة اليوم أصبحت رديفا للقتل والتعذيب والتقطيع.

وهو ما يشكل ضربة كبيرة لا تقتصر على صورة بلاد الحرمين بل تشمل الإسلام والمسلمين أيضا لارتباط صورتهم عالميا بصورة الأماكن المقدسة.

إضافة إلى الرفض الدولي لممارسات النظام السعودي داخليا يتجدد الرفض الشعبي لهذه الممارسات وهو ما عبرت عنه الجماهير الشعبية في تونس والجزائر ومصر من رفض مطلق لاستقبال ولي عهد السعودية لأنها تعتبر ذلك تطبيعا مع الجرائم التي يرتكبها هذا النظام في حق شعبه وفي حق الشعوب المسلمة الأخرى.

إن هذا الرفض يؤكد أن النظام الرسمي العربي قد بلغ فعلا آخر أشواطه وأنه إن لم يتغير في ممارسته السياسية فقد حكم على نفسه بالفناء.

* د. محمد هنيد أكاديمي تونسي، أستاذ السياسة بجامعة السوربون - باريس

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

رفض شعبي جرائم الاستبداد اغتيال خاشقجي تونس النظام السعودي حرب اليمن أنظمة قمعية