ارتياح بمناطق المعارضة السورية بعد قرار الانسحاب الأمريكي

الأحد 23 ديسمبر 2018 02:12 ص

سادت حالة من الارتياح المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، باعتباره فرصة إيجابية لتوسع تركيا نفوذها أكثر شمالي سوريا.

وتسيطر القوات التركية وفصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية واسعة تمتد من مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، وصولاً إلى عفرين في ريف المحافظة الشمالي.

وتهدد تركيا منذ فترة بشن هجوم جديد ضد الأكراد في منطقة شرق الفرات، بعدما طردتهم مع الفصائل الموالية لها في وقت سابق من العام الحالي من منطقة عفرين، التي كانت تُعد ثالث أقاليم الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا.

وفي مدينة إعزاز، أبرز المدن الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة، يقول "مصطفى حموش" (20 عاماً) لـ"فرانس برس": "الانسحاب إيجابي، عندما تنسحب أمريكا ستضعف قوة الأكراد تلقائياً، وبالنهاية سوف تدخل تركيا والجيش الحر (فصائل المعارضة) إلى مناطق شرق الفرات ويسيطرون عليها".

يوافقه "عمر كازلة" (20 عاماً) الرأي، ويقول الشاب الذي يعمل في صيدلية إنه "إذا تسلمت تركيا المناطق بدلاً عن القوات الأمريكية (…) تصبح مناطق سيطرة المعارضة أوسع".

وعلى وقع هزائم ميدانية متلاحقة، لم تعد الفصائل المعارضة في سوريا تسيطر إلا على أقل من 10% من الأراضي السورية، بينها منطقة النفوذ التركي شمال حلب كما تتواجد في محافظة إدلب التي تسيطر "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها.

وفي المقابل، تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية"، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، على نحو 30% من الأراضي السورية، تقع بمعظمها شرق نهر الفرات، بعدما طردت تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا، أبرزها مدينة الرقة، معقله السابق.

ويتفق سكان عدة على غرار "كازلة" على أهمية الانسحاب الأمريكي من مناطق سيطرة الأكراد في حال حلت القوات التركية بدلاً عنها، لكنهم يعربون في الوقت ذاته عن خشيتهم من دخول قوات النظام إلى تلك المناطق.

ويرى محللون أن القرار الأمريكي، الذي أعلنه الرئيس "دونالد ترامب" الأربعاء، بسحب قواته الداعمة للأكراد قد يدفع بهؤلاء إلى التعاون مع دمشق للحفاظ على الحد الأدنى من مكتسباتهم وتفادي هجوم تركي ضدهم.

وفي وقت سابق، حذرت أنقرة من أن العملية العسكرية ضد الأكراد في شرق الفرات باتت وشيكة، قبل أن يعود الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ويعلن الجمعة تأجيلها على ضوء القرار الأمريكي، مؤكداً أن "هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى".

  كلمات مفتاحية

الأكراد انسحاب أمريكي قوات تركية المعارضة السورية شرق الفرات