شروق وأحمد.. حين تكون حبيبتك جيشك الوحيد حتى بالسجن

الثلاثاء 15 يناير 2019 07:01 ص

"لا تخف من الارتباط بامرأةِ قوية ربما سيأتي يوم وتكون هى جيشك الوحيد".. حين خطها الشاعر "نزار قباني" قبل سنوات ممتطيا خيال الشعراء، لم يكن ليعرف أن هناك من النساء من ينطبق عليها ذلك بالفعل، ومن بينهن الصحفية المصرية الشابة "شروق أمجد".

منذ اعتقال خطيبها المصور الصحفي "أحمد السخاوي"، من منزله في 25 سبتمبر/آيلول 2017، سخرت "شروق" صفحتها على موقع "فيسبوك" للمطالبة بحريته، والحديث عن الانتهاكات التي يتعرض لها في سجن طرة شديد الحراسة المعروف بـ"سجن العقرب"، سيء السمعة، بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة"، شأنه فى ذلك شأن كثير من الصحفيين والحقوقيين والسياسيين، حيث صارت هذه تهمة من ليس له تهمة فى مصر منذ 3 يوليو/آيلول 2013، حسب "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" (غير حكومية).

لم يتوقف نضال "شروق" (24 عاما) من أجل حرية زوجها المستقبلي على البقاء خلف شاشة الحاسب، بل راحت تتحرك في كل ميدان واتجاه محاولة إنقاذه، أو على الأقل رؤيته؛ فتقف بالساعات أمام مقر نيابة أمن الدولة، لعلها تراه، وهو ما لم يحدث قط، فكانت تجد قمة سعادتها حين تسمع صوته من سيارة الترحيلات ليطمئنها ويطمئن عليها.

لم يكن لقاء "أحمد"، الذي ظل مختفيا قسريا 27 يوما، دائما مصدر طمأنينة لخطيبته، فقد حاول الانتحار مرتين للهروب من جحيم سجن العقرب، إحداهما كانت في المحكمة، خلال جلسة له في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2017. 

لقاء خلف القضبان

وأخيرا تحققت أمنية "شروق" برؤية "أحمد"، في يونيو/حزيران من العام الماضي، لكنها هذه المرة لم تكن بانتظاره على باب النيابة كالعادة.. بل كانت مثله تنتظر تجديد حبسها أمام المحكمة، فيما كان هو هناك لنفس السبب، وكان نصيبها التجديد 15 يوما وهو 45 يوما.

إذ تم اعتقال "شروق" واثنين آخرين، هما "عبدالرحمن عاطف بدوى"، و "محمد ماهر" بتاريخ 25 أبريل/نيسان 2018 من إحدى محطات مترو الأنفاق بوسط العاصمة المصرية القاهرة، ومن ذلك الحين وهي حبيسة الجدران.

قضت "شروق" أسوأ ليلة في حياتها في مقر الأمن الوطنى بالقاهرة، حسبما نقلت عنها صفحة "المفوضية المصرية للحقوق والحريات" (غير حكومية).

تروي أنها اقتيدت لجهاز الأمن الوطني فور اعتقالها، وهناك تعرضت لانتهاكات بشعة منها الضرب و السب، والتهديد بالاغتصاب، فضلا عن التحرش بها لفظيا وباللمس، وسمعت صراخ أناس يتعذبون بشدة طوال الليل.

عرضت الصحفة الشابة  في اليوم التالي على نيابة أمن الدولة، التى وجهت لها اتهامات بـ"الانضمام لجماعة إرهابية" و"نشر وإذاعة أخبار كاذبة"، على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 أمن دولة عليا، لتلتقي مجددا مع خطيبها على نفس الاتهامات المتكررة، وإن لم تكن على نفس القضية.

وحتى كتابة هذه السطور تقبع "شروق أمجد" داخل سجن القناطر للنساء، وقد أنهت مدة الـ150 يوما حبس احتياطى المخولة لنيابة أمن الدولة للنظر فى أمر حبسها، وهي الآن تُعرض على محكمة الجنايات كل 45 يوما للنظر فى أمر حبسها، بينما يتجرع زوجها المستقبلي ذات الألم في زنزانته بسجن العقرب..  فهل يأت يوم ويجتمعان بعيدا عن السجون وأروقة المحاكم؟!

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر اعتقال شروق أمجد أحمد السخاوي حب