قناة إسرائيلية: الرياض استقبلت رئيس الموساد في 2014

الثلاثاء 12 فبراير 2019 05:02 ص

كشفت القناة 13 العبرية، الثلاثاء، أنه في أوائل 2014، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) آنذاك، "تامير باردو"، مباحثات مع مسؤولين سعوديين في العاصمة الرياض.، ليكون أول مسؤول إسرائيلي رسمي توافق السعودية على استقباله، بعد أن كانت الرياض تعتبر هذا الأمر نوعا من المحرمات السياسية.

ونشرت القناة كذلك مقتطفات من مقابلة أجرتها مع الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية "تركي الفيصل" تناول فيها العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

جاء ذلك الكشف من القناة الإسرائيلية ضمن الحلقة الثانية من التحقيق المصور الذي فتحته تحت عنوان "أسرار الخليج"، والذي فجرت فيه مفاجآت بشان العلاقات السرية بين (إسرائيل) ودول الخليج.

بداية التقارب

وقالت القناة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، إنه في نهاية 2013 وفي أعقاب التوقيع على الاتفاق المرحلي بين إيران والقوى العظمى حول البرنامج النووي، حدثت انطلاقة كبيرة في العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية.

ونقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنه بعد عدة أسابيع على ذلك، أي بدايات العام 2014، هبطت طائرة خاصة على مدرج مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية، ومنها نزل رئيس الموساد "تامير باردو".

وأشارت القناة إلى أن هذا التطور كان بالنسبة إلى المسؤولين في الرياض "من المحرمات"، لكن توقيع الاتفاق النووي مع إيران برعاية أمريكية في عام 2015، جعل المملكة قلقة على نحو غير مسبوق، وللمرة الأولى رأى السعوديون أن (إسرائيل) هي سندهم الوحيد بوجه الإيرانيين؛ لذلك جاءت موافقتهم على استقبال مسؤول إسرائيلي كبير في المملكة.

وكشفت القناة أن الشخص الذي اجتمع مع  "باردو"، حينها، كان الأمير "بندر بن سلطان"، مستشار الأمن القومي، ووصفته بأنه كان "رجل سر العاهل السعودي في تلك الفترة عبدالله بن عبدالعزيز".

وخلال الاجتماع نظر "بندر بن سلطان" في عيني "باردو" وسأله: "هل إسرائيل اليوم هي تلك التي شنت حرب يونيو/حزيران 1967 أم التي حاربت (ضد حزب الله) في 2006؟"، حسب القناة.

ويشير هذا التساؤل إلى جوانب المنهج السعودي الجديد، الذي ينظر إلى مواجهات (إسرائيل) و"حزب الله" اللبناني بنظرة مختلفة تماما عن المواجهات الإسرائيلية العربية التاريخية، بما يشير إلى المخاوف التي باتت تتملك الرياض من التحركات الإيرانية في المنطقة.

"بن سلمان" ملكا

وأوضحت القناة أو ولي العهد السعودي الحالي "محمد بن سلمان" عمل، بعد توليه مهام منصبه، على تعزيز العلاقات مع (إسرائيل) بشكل أكثر تنظيما وزخما وإصرارا، مدفوعا باستمرار المخاوف من تحركات إيران الإقليمية، ثم جاءت الإدارة الأمريكية الحالية لتزيد الأمور تنظيما وتدفع بمزيد من التقارب السعودي الإسرائيلي، لا سيما أن "بن سلمان" أبدى حرصا على صيانة هذا التقارب بكل الطرق.

وقال التقرير إنه، وفقا لتلك التطورات، فإن أي رئيس حكومة إسرائيلي سيتم انتخابه بعد نحو شهرين، سيأمل في أن يرى "بن سلمان" ملكا في قصر اليمامة.

لكن القناة تحدثت عن عوائق كبحت جماح "بن سلمان" في السير نحو التطبيع مع (إسرائيل) بأريحية، أبرزها رفض الفلسطينيين بإصرار "صفقة القرن" التي أقرتها واشنطن وتحمس لها ولي العهد السعودي، إضافة إلى أزمة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي الحادثة التي أسهمت في تدهور صورة "بن سلمان" إقليميا ودوليا، وانشغاله بتكريس حماية نفسه بشكل غير مسبوق داخل المملكة، ما أدى إلى انصرافه جزئيا عن متابعة جهود التطبيع، علاوة على عدم رغبته في فتح جبهة جديدة تؤثر على صورته سلبا أمام الرأي العام المحلي والإقليمي أيضا.

مقابلة "تركي الفيصل"

في سياق متصل، نشرت القناة مقتطفات من مقابلة مع "تركي الفيصل" حول العلاقات بين السعودية و(إسرائيل)، لم تفصح عن موعد إجرائها.

وخلال المقابلة، قال "الفيصل" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو يريد علاقات مع السعودية ومن ثم تصليح القضيّة الفلسطينيّة إلا أن الرؤية السعوديّة للمسألة عكس ذلك".

وأضاف أن السعوديين لديهم "نظرة سلبية جدا تجاه نتنياهو؛ بسبب الغطرسة الإسرائيلية وما يحدث على الأرض".

يذكر أن القناة الـ13 العبرية كشفت، الإثنين، ضمن ذات الملف، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أجرى سلسلة من المحادثات الهاتفية السرية مع ولي عهد أبوظبي، "محمد بن زايد".

والجمعة، كشفت القناة ذاتها عن "وثيقة سرية مسربة" تؤكد أن العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" حسم موضوع العلاقات مع (إسرائيل)، مشددا على رفض المملكة التطبيع معها.

ومرارا خلال الأشهر الماضية، أعلن "نتنياهو" عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تل أبيب وجيرانها العرب.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، سلطنة عمان؛ حيث التقى السلطان "قابوس بن سعيد".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية أسرار الخليج القناة 13