استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

”قارب السيسي“ .. إلى أين ؟!

الثلاثاء 26 مايو 2015 04:05 ص

«ملعونة أي كلمات تقال في هذا الموقف، ملعونة أي محاولة للتعبير أو أي بيان يقال؛ فلا صوت يعلو فوق صوت القصاص، لا صوت يعلو فوق صوت دماء الشهداء التي سالت ظلما وفجورا من قتلة لا يجدي معهم سوى القصاص، لا تجدي معهم سوى ثورة تجتز الرؤوس من فوق أجساد عفنة».

لغة البيان غير معهودة ولا مألوفة في الخطابات الإخوانية، التي التزمت دوماً التأكيد على الخطّ السلمي. فيما يبدو من خطاب المتحدث الجديد، محمد منتصر، المحسوب على جيل الشباب، أنّ هناك شريحة واسعة منهم ممن يعانون من الضغط المتزايد؛ بسبب أحكام الإعدامات والاعتقالات والتعذيب، لإعادة النظر في مفهوم السلمية الذي درجت الجماعة على التأكيد عليه منذ سبعينيات القرن المنصرم، وتميّزت بذلك عن التيار الجهادي، الذي أعلن بوضوح اعتماده خطّ العمل المسلّح والسرّي، وعدم إيمانه بجدوى التغيير السلمي.

هذا التطوّر الخطير في الخطاب الإخواني، الذي يعكس روح الشباب المحتقن الغاضب، والذي بدأ يفقد قدرته على التحمّل منذ الانقلاب العسكري، دفع بأحد أبرز قادة الجماعة، محمود غزلان، والمختبئ منذ الانقلاب أيضاً، إلى نشر مقال يؤكّد فيه على النهج السلمي للجماعة؛ بما يعكس حجم الاختلاف والفجوة التي باتت تفصل القيادة الكهلة التي تمسك بزمام الأمور، عن الجيل الشاب الجديد الذي يتفلت للردّ على العنف الهائل، بما يتجاوز المسيرات والخطابات السلمية إلى درجات أكثر شراسة.

بالطبع، بالرغم من كل ما يحدث، سيكون تفلّت الإخوان والشارع المؤيد لهم باتجاه العمل المسلّح أو الثأري، كارثة كبرى على المجتمع والشباب والوطن. وهو سيناريو غير مطروح بقوّة. لكن الخشية أن تيأس مجموعات من الشباب من العمل السلمي الشعبي، وتذهب باتجاه العمل المسلح والفكر الراديكالي. وهو ما بدأت إرهاصات وملامح له تظهر في الآونة الأخيرة، ما يفسّر ازدهار سوق "أنصار بيت المقدس" ("داعش مصر" حالياً) في العديد من المناطق.

بالأمس، توفي أحد قادة الإخوان، والنائب السابق في مجلس الشعب محمد الفلاحجي؛ وكان مديراً للتربية والتعليم. وقبله قضى فريد إسماعيل، وهو كذلك نائب سابق، وقبلهما طارق الغندور. جميعهم لقوا حتفهم في السجون في ظروف سيئة، نتيجة الإهمال الطبي.

وتتحدث بعض التقارير عن 40 ألف معتقل مصري، وعن تعذيب منهجي شديد في السجون. فيما ضرب السيسي استقلالية مؤسسة القضاء بفجاجة أمام العالم أجمعه، وأهانه باستخدامه كأداة في صراعه السياسي، مع أحكام "الإعدام" التي تصدر بالجملة من القضاة المؤيدين له، وخلال دقائق معدودة؛ إذ يتم الحكم على أكثر من 500 شخص بالإعدام، من دون أي معايير قانونية وحقوقية وقضائية!

على قاعدة "شرّ البلية ما يضحك"، طاولت أحكام القضاء، غيابياً، الدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية المعروف برؤيته النقدية لجماعة الإخوان المسلمين. فيما صدر إلى الآن قرابة 1661 حكماً قضائياً بالإعدام، تم تثبيت 520 حكماً منها، كان آخرها الحكم على الرئيس السابق محمد مرسي بالإعدام. وتم تنفيذ حكم الإعدام بسبعة شباب في القضية المعروفة بـ"عرب شركس".

انتقدت وزارة الخارجية الأميركية أحكام الإعدام بشدة، ورفض رئيس البرلمان الألماني استقبال السيسي لأنّه دكتاتور، فيما بدأت السعودية تراجع سياستها الخارجية خلال العام الماضي، بما في ذلك الموقف من الإسلام السياسي المعتدل. وسيجد النظام المصري نفسه معزولاً دولياً وإقليمياً؛ فمثل هذه السياسات لا يمكن أن تقدم أفقاً للمستقبل، أو تمنح الشعب ضوءاً في نهاية النفق!

من الضروري أن يتمسك الإخوان بالسلمية والديمقراطية؛ فقارب السيسي يسير مسرعاً نحو الغرق، من دون أن يتذكّر أو يدرك ماذا حدث للأنظمة التي أخذت المسار نفسه!

  كلمات مفتاحية

مصر الانقلاب العسكري السيسي الإخوان المسلمون محاكمة مرسي

محصلة أحكام الإعدام في مصر منذ الانقلاب وأبرز قيادات الإخوان التي أحيلت للمفتي

إحالة «مرسي» و«القرضاوي» وقيادات إخوانية إلى المفتي في قضيتي التخابر والسجون

«أردوغان»: لا حديث عن المصالحة مع مصر قبل الإفراج عن «مرسي»

«أمريكان انتريست»: مساعدة السعودية في الإطاحة بـ«مرسي» تسببت في فوضى شاملة بالمنطقة

«الإخوان» يطالبون الجيش المصري بالعودة لثكناته ويؤكدون على حرمة الدم

في مصر يتشاجر اللصوص

هل بدأ العد التنازلي لـ«السيسي»؟

«ستار تريبيون»: ذراع «السيسي» الأمنية الثقيلة تخمد المعارضة في مصر

مجانين الحكم

المذعور وخطاب الفشل المتهافت