خيارات الرد الإيراني على اغتيال سليماني.. كيف ستكون؟

السبت 4 يناير 2020 09:54 ص

"العالم لا يمكنه تحمل حرب جديدة في الخليج".. هكذا تحدث الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، في تعليقه على اغتيال الولايات المتحدة لقائد "فيلق القدس" الجنرال الإيراني البارز "قاسم سليماني".

هذا الاغتيال ولد احتمالات قوية لنشوب حرب أثارت قلقا دوليا، خاصة أن طهران ترى أن إقدام واشنطن على اغتيال "سليماني"، وهو ثاني أقوى رجل في إيران بعد المرشد الأعلى "علي خامنئي"، "عمل من أعمال الحرب".

وبإصدار الأمر بتنفيذ الضربة الجوية في بغداد، خطا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بالولايات المتحدة وحلفائها، إلى أرض مجهولة في مواجهة إيران، والفصائل التي تعمل لحسابها، والتي جرى إعدادها منذ فترة طويلة، لضرب أعداء طهران في مختلف أنحاء المنطقة.

وعلى الرغم من تصريح "ترامب" بأن العلمية التي أسفرت عن مقتل "سليماني"، وهو عراب النفوذ الإيراني في الدول العربية، كان هدفها "وقف حرب بين بلاده وإيران وليس بدئها"، إلا أن طهران ترى أن هيبتها على المحك؛ ما دفعها للتأكيد بأن ردها سيكون "صارما وقاسيا".

إذ توعد مسؤولون بارزون ومؤسسات رسمية في إيران بالرد والانتقام في "الوقت والمكان المناسبين".

ولا يتخيل أحد أن اغتيال "سليماني" سيمر دون عقاب، خاصة أن إيران تمتلك خيارات عدة للرد على العلمية الأمريكية، وتتراوح من تعبئة حلفائها في العراق إلى القيام بعمليات في مضيق هرمز مرورا بهجمات إلكترونية.

كان آخر هذا الوعيد ما ذكره السفير الإيراني في الأمم المتحدة "مجيد تخت روانجي" حين قال إن "الرد على العمل العسكري يكون بعمل عسكري".

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان خليفة "سليماني" القائد الجديد لفيلق القدس الجنرال "إسماعيل قاآني"، الذي توعد الولايات المتحدة بأن تنتشر جثث جنودها في كافة دول الشرق الأوسط.

ويتوقع أن يكون العراق، حيث تتمتع إيران بداعمين كثر، ساحة لإيران لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة، وذلك من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها أو المتعاطفة معها.

ويمكن لإيران تنفيذ عمليات ضد الأمريكيين في لبنان، وربما اليمن وسوريا؛ حيث تنشط طهران عبر مجموعات مؤيدة لها مثل "حزب الله" اللبناني والحوثيين.

في المقابل، عبر مستشار الأمن القومي الأمريكي "روبرت أوبراين"، عن تخوفه من الرد الإيراني، وقال إنه سيكون "قرارا سيئا للغاية"، في وقت عبر أعضاء في الكونجرس عن تخوفهم من ذات الأمر.

ووفق مراقبين، فإن القيادة الإيرانية ستتحين الفرصة للرد آجلا أم عاجلا، معتقدين أن الرد على هذه الضربة الموجهة لهيبة إيران ومكانتها الإقليمية سيكون قويا.

يقول الباحث الزميل بمركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت "مهند حاج علي": "قيام الولايات المتحدة بقتل سليماني مباشرة هو تحد صريح و(سيتحتم) على إيران أن ترد بعمل لإنقاذ ماء الوجه".

ويضيف: "وإلا فإن الصورة والمكانة اللتين حرصت إيران على إبرازهما في العقدين الأخيرين يصبحان على المحك صراحة"، متابعا: "هذه ليست نهاية الأمر".

ويرى مسؤول منظمة الأزمات الدولية للعراق وسوريا ولبنان "هيكو ويمين" أن هناك خيارات ممكنة كثيرة "لكن لا تنطوي جميعها على عمل عسكري أو عنيف"، معربا عن اعتقاده بأن "كلا المعسكرين لا يريدان الحرب، وكلاهما لا يرى فيها مكسبا".

ويتابع: "الخطر يكمن في وجودهما في مواجهة مباشرة، وكل منهما يأمل تراجع الآخر (..) واذا لم يتراجع أي منهما، يمكن أن يؤول الأمر إلى كارثة".

ويرى الخبير في الشأن الإيراني في معهد الشرق الأوسط بواشنطن "أليكس فاتانكا" أن "العراق سيصبح أول ميادين المعركة (..) وسيكون هناك ضغط كبير على الوجود العسكري في العراق".

مذكرا بأن الأمريكيين سيخسرون كثيرا على المستوى الاستراتيجي إذا اضطروا للانسحاب من العراق.

يشار إلى أن قادة الفصائل المؤيدة لطهران في بغداد دعت مقاتليها إلى "أن يكونوا على أهبة الاستعداد"، قبل ان يعلن الزعيم العراقي الشيعي "مقتدى الصدر" عن إعادة تفعيل "جيش المهدي" الذي حله قبل عقد من الزمن، بعد أن شكل صداعا للوجود الأمريكي في العراق.

وتقول الخبيرة في شؤون الخليج من معهد "تشاتام هاوس" البريطاني "سنام فاكيل": "إنها اللحظة التي كان يخشاها المحللون ويحذرون منها، وهي دعوة حلفاء إيران للتحرك لدعمها".

وتضيف أنّ هذه التحالفات، التي بقيت منفصلة، قد تعمل معا بطريقة عابرة للحدود.

وتتابع: "هل ستكون هناك عملية عسكرية منسقة بين الحوثيين وحزب الله والحشد وإيران؟، هذا هو السيناريو الأكثر قتامة".

كما يرى خبراء أن إيران لاعب كبير في المشهد الإلكتروني العالمي.

إذ يقول الأمين العام لمجمع المهنيين الفرنسيين المختصين في الأمن والإعلام "لويد غيزو" إن الإيرانيين شكلوا "جيشا إلكترونيا" بايع مرشد الجمهورية (علي خامنئي) مع أنه ليس هيكلا رسميا".

ويضيف: "تركز عملياتهم أكثر على البنى التحتية من النوع الصناعي، وهم يثيرون الخوف نسبيا في هذا المستوى (مع إمكانية مهاجمة) سدود في الولايات المتحدة أو تسلل لأنظمة إنتاج الطاقة الأمريكية وغيرها".

المصدر | الخليج الجديد + دوتشيه فيله

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني اغتيال قاسم سليماني المواجهة الأمريكية الإيرانية حرب أمريكية إيرانية

أعضاء بالكونجرس: ترامب أعلن حربا ضد إيران

بومبيو يجري اتصالات مع 6 دول على خلفية مقتل سليماني

الحرس الثوري الإيراني يجري تغييرات على برنامج تشييع سليماني

كيف تقرأ روسيا اغتيال قاسم سليماني؟

عبدالمهدي يتقدم آلاف العراقيين بجنازة سليماني والمهندس

أحمد خاتمي: ثأر سليماني يكون وفق متطلبات الأمن الإيراني