اعتبرت صحيفة "التيلجراف" البريطانية، أن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، "قاسم سليماني"، بضربة جوية أمريكية، يعد أخطر بكثير من عمليات اغتيال زعيم تنظيم "القاعدة"، "أسامة بن لادن"، وزعيم "الدولة الإسلامية"، "أبوبكر البغدادي".
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة وإيران انخرطتا في مواجهة خطيرة مستمرة منذ أشهر، إلا أن قتل "سليماني" يعد خطوة كبيرة في تصعيد المواجهة.
وأشارت إلى أن (إسرائيل) قد فوتت مرارا فرص قتل "سليماني" خوفا من تداعيات القضاء على أقوى ذراع لإيران في العالم، وهو شخص لا يفوقه قوة في إيران إلا المرشد الأعلى.
وتابعت أن اغتيال "سليماني" يمثل خسارة خطيرة للأجندة الإقليمية لإيران، إلا أنه قد يشعل ردا يكون أكثر خطورة من مقتله بحد ذاته.
واعتبرت أن تصريحات واشنطن بأن اغتيال "سليماني" كان بتوجيه من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أمر مثير للدهشة، نظرا لادعاء الأخير الواضح بضرورة تجنب تورط الولايات المتحدة في حروب مكلفة.
لكن مع مقتل "سليماني"، والكلام للصحيفة، أصبحت الحرب قادمة، مردفة: "هذا أمر شبه مؤكد؛ والسؤال هو أين ومتى وبأي شكل؟".
وأشارت إلى أنه مع هيمنة واشنطن في العالم من حيث القوة العسكرية التقليدية، فإن ميزة إيران هي المجال غير المتماثل، من خلال إمكانية تنفيذ هجمات صاروخية وتفجيرات واغتيالات وحتى هجمات مثل تلك التي استهدفت منشآت نفطية سعودية، في العام الماضي.
وأضافت أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يبدو "ضعيفا للغاية" بعد تقليص حجمه وإضعافه من حيث المصداقية وثقة الشركاء، وأي هجوم واحد على مواقع أمريكية يمكن أن يحفز واشنطن على الانسحاب العسكري، ليكون التخلي الثاني عن الأكراد.
وفى العراق، فإن المنشآت العسكرية والدبلوماسية الأمريكية ستتعرض بشكل شبه مؤكد لهجوم وترهيب خفييّن.
وقتل "سليماني" فجر الجمعة، برفقة القيادي في الحشد الشعبي العراقي "أبومهدي المهندس"، جراء غارة أمريكية استهدفت موكبهما على طريق مطار بغداد، وهدد المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" بـ "ثأر قاس" لاغتياله.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أكدت، في إعلان اغتيال "سليماني"، أن العملية تمت بتوجيه من الرئيس "ترامب" شخصيا، بهدف "حماية الأمريكيين في الخارج".
