مذيعة فلسطينية بفضائية الحرة تتعرض للتمييز بسبب حجابها

الأحد 10 مايو 2020 12:28 م

رفعت المذيعة الفلسطينية في إذاعة "سوا" الأمريكية "رائدة حمرا"، دعوى قضائية ضد قناة "الحرة" تتهم فيها القناة الممولة من الكونجرس، بالتمييز الديني لارتدائها الحجاب.

وتسلمت محكمة شرق فرجينيا، الدعوى المكونة من 49 صفحة، وتولى المحامي الأمريكي "جاكوب سمول" الترافع في هذه القضية.

وقال "سمول" في تصريحات لـ"القدس العربي" إنه يملك أدلة واضحة وتسجيلات صوتية تظهر أن موكلته تعرضت لتمييز بسبب ارتدائها الحجاب.

وأضاف "سمول" الذي يعمل لمكتب "J.Madison" أن موكلته "واجهت الظلم وعدم القانونية في MBN وسأعمل على مساعدتها سواء كانت من أي ثقافة أو عقيدة، أو دون إيمان. النقطة الحاسمة بالنسبة لي هي أن السلوك الذي تعرضت له، انتهك الباب السابع من قانون الحقوق المدنية لعام 1964. لدينا ما يثبت أنها تعرضت لتمييز بسبب ارتدائها الحجاب، ولكن يتعين على هيئة محلفين في ولاية فرجينيا الشمالية أن تقرر ذلك".

وتبين من نصوص الدعوى، أن المذيعة "رائدة حمرا" تعرضت أيضا للتنمر والسخرية بسبب مظهرها الديني وليس فقط التمييز في إقصائها عن الوظيفة.

ولعل أكثر الأدلة قوة في القضية، هي أن المحكمة تسلمت مراسلات وتسجيلات صوتية تثبت أن موظفين رفيعي المستوى في قناة "الحرة" ينتهجون سياسة "غير معلنة" بمنع ظهور المحجبات على الشاشة، ما يعد تمييزا عنصريا على أساس ديني، وفق قوانين الولايات المتحدة.

وتنقل الدعوى أن عددا من مسؤولي التحرير ومنتجي الأخبار والمخرجين والإداريين في قسم شؤون الموظفين في قناة "الحرة" أبلغوا المذيعة أنه "لن يسمح لها بالظهور على الشاشة ما دامت محجبة" وأن مدير الأخبار حينها عام 2018 "نارت بوران"، لا يمكن أن يعين مذيعة محجبة، كما تعرضت لتعليقات مليئة بالتنمر والسخرية.

ومما ورد في متن الدعوى القضائية، حسب ما ورد في بنودها الـ329. فقد قال "عرار الشرع"، وهو مسؤول غرفة الأخبار سابقا في "الحرة" وزميل سابق لـ"بوران"، لـ"رائدة" "من خبرتي الطويلة بالعمل مع نارت بوران في سكاي نيوز في أبوظبي، فإنه يعرف أنه لن يسمح لك بالعمل كمذيعة وأنت محجبة".

أما "حسن الشويكي" فقد أوضح لها "أن الإدارة القديمة كما الجديدة في القناة، لن ترحب بظهور محجبات، لأنها ممولة من دافعي الضرائب الأمريكيين".

كما قال لها "خالد محمد" وهو رئيس تحرير نشرات الأخبار، إنه يعمل مع "الحرة" منذ سنوات وإن لديها سياسة غير معلنة، بعدم ظهور محجبة كمذيعة على الشاشة.

وقال لها إثنان من الإداريين في قسم شؤون الموظفين إنه زمن "فرنانديز وترامب المحافظين وأن الإدارة الأمريكية الجديدة من الجمهوريين وهم يعادون المسلمين" في إشارة لمدير مؤسسة MBN "فرنانديز" المقرب من إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

أما المخرجة "دعاء الاتاربي" التي ترتدي الحجاب، فقد قالت لها إن "القناة لن تسمح لها حتى باختبار كاميرا ما دامت ترتدي الحجاب".

خلع الحجاب مقابل الشاشة؟

"حسن الشويكي" و"محمد عبدالرحيم"، وهما منتجا أخبار في قناة "الحرة" سألا "رائدة" عن إمكانية نزعها لحجابها إذا أرادت الحصول على الوظيفة، حسب متن الدعوى المرفوعة.

وعندما سألت "الشويكي" عن فرصتها بعمل "بايلوت" والحصول على حقها بالتقديم فقط، وبالتنافس على الأقل، نظر إليها وسألها "هل أنت مستعدة لخلع حجابك؟ بوران لن يسمح لك بالظهور على الكاميرا وأنت محجبة".

كما تتضمن الدعوى إشارة إلى رسائل إلكترونية ومخاطبات تظهر أن مسؤولي شؤون الموظفين قالوا لها إنه "لا توجد أصلا وظائف مفتوحة لموقع مذيعة" بينما كانت موظفتان، تقومان بإجراء اختبارات أمام الكاميرا، ونشر فيديوهات "بايلوت" على حساباتهما في انستجرام.

"خالد فهمي" أحد المسؤولين في قسم الموظفين، قال لها "كل قرارات اختيار المذيعين يتخذها نارت بوران وحده" دون الرجوع لأي لجنة أو قسم شؤون الموظفين، كما تنص اللوائح.

ويبدو أن "رائدة" تعرضت لكم من المضايقات والسخرية وصولا للتنمر، وليس فقط التهميش الوظيفي بناء على معايير غير مهنية. ففي إحدى المرات وخلال جلسة في كافتيريا القناة، مع مجموعة من صحفيي "الحرة عراق" قال لها صحفي عراقي يدعى "حيدر موسى" "إذا أردت الظهور كمذيعة من دون نزع الحجاب، فأنصحك بلبس شعر مستعار" وسط موجة من الضحك من زملائه، بينما كانت حمرا على وشك البكاء، حسبما جاء في الدعوى القضائية.

وفي حادثة أخرى قال لها منتج الأخبار "محمد عبدالرحيم" ضاحكا، أن تتحاشى القدوم لكافتيريا طابق الإدارة "لأنهم قد يعتقدون أنها إرهابية بسبب ارتدائها الحجاب، وأنها ستفجر نفسها".

وأبدت استياءها، فرد عليها بأنه يمزح معها كما جاءها "عبدالرحيم" مرة للاستديو بإذاعة "سوا" بعد ان أنهت قراءة نشرة الأخبار وقال لها إن مستمعي إذاعة "سوا" لن يتوقعوا أنها محجبة "لأن صوتها جميل".

وتشير الدعوى القضائية إلى أن قسم شؤون الموظفين وعد بإجراء تحقيق بعد شكوى داخلية قدمتها "رائدة" بالتعرض للعنصرية والتنمر، لكنهم لم يقوموا بأي إجراءات، واتهموها برفع صوتها خلال الاجتماع، والتهرب من الإجابة على الأسئلة.

أما مدير شبكة MBN التي تدير قناة "الحرة" "البرتو فرنانديز"، فقد قال لها في رسالة "إنه يرحب بالتنوع في المؤسسة".

راقصة تعري

كما تتضمن الدعوى نصوصا لتسجيلات صوتية، خلال أحاديث "رائدة" مع مسؤولي تحرير في غرفة الأخبار بالقناة، أحدها مع "محمد عبدالرحيم"، المنتج التنفيذي للأخبار، نشر في البند رقم 300 من الدعوى، وهذه مقتطفات من النص المنشور:

"منذ البداية لم يكن لديهم امرأة قط ترتدي الحجاب، أنها سياسة المؤسسة، أنا أيضا ضد أن تظهر مذيعة محجبة على الشاشة. إذا أخبرتني سيدة أنها راقصة تعري فقد أقول لها أتشرف بمعرفتك، أما إذا قالت لي أنها راقصة ومدرسة أخلاق، فسأقول لها عذرا لأن هناك شيئا خطأ، فالحجاب هو فكرة إسلامية لتغطية المرأة، ومنع الرجال من النظر لها، ولكن أن نضع امرأة على الشاشة مع المكياج والإضاءة ويشاهدها 300 مليون شخص، فهذا يخالف فكرة الحجاب".

"نحن نعمل هنا على التصدي للديكتاتورية والفساد، مهمتنا هي جعل الناس يفتحون عقولهم ويتقبلون الآخر والتنوع، وإظهار امرأة محجبة قد يعني نجاح الايديولوجية الإسلامية، وهذا ضد فكر المؤسسة وآرائها التنويرية".

ويشرح "عبدالرحيم" طرق الالتفاف على قواعد التعيين لإقصاء غير المرغوب فيهم وفق معايير لا تتعلق بالمواصفات المهنية المعلنة للوظيفة فيقول:

"إذا أتيت لي وكنت صاحب قرار، لدي عدة طرق لانتقاء الموظفين، ممكن أن اسألك عن اسم رئيس بلد واسم الحزب الذي ينتمي له، وستجيبين بشكل خاطئ، الموظفة الأخرى غير محجبة ولا تعرف الجواب، لكني سأساعدها، سأعطيها الوظيفة ولا أحد سيعرف. هل تعرفين النكتة عن الفلسطيني الذي يعاني من التأتأة؟ ذهب إلى التلفزيون الأردني ورفضوا منحه الوظيفة، عندما سأله أصدقاؤه ماذا حدث، قال وهو يتأتئ لأنني فلسطيني".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

منع الحجاب التمييز العنصري قناة الحرة

عريضة تطالب الرئيس الفرنسي بإدانة اعتداء على محجبة مسلمة بالبلاد

دعوات لمكافحة التمييز ضد المحجبات في أوروبا