كشف المواطن السعودي «نايف غازي الحربي» (74 عاما)، العائد من السجون العراقية، عن تعرضه لعمليات تعذيب لأنه سعودي الجنسية، مشيرا إلى أن من عذبوه طلبوا منه الإساءة للمملكة.
وفي حواره مع صحيفة «الوطن»، أكد «الحربي» أنه قضى نحو 31 شهرا متنقلا بين السجون العراقية بدون أي ذنب ارتكبه، حيث كان يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع ألقي القبض عليه في ديسمبر/كانون الأول 2012 أثناء مروره بنقطة تفتيش عسكرية بمنطقة الرطبة، بقانون مكافحة الإرهاب العراقي.
ونقلت الصحيفة عن «الحربي» قوله: «أعمل سائق شاحنة لنقل البضائع من الإمارات العربية المتحدة للعراق، وفي آخر رحلة التقيت بسائق سوري الجنسية، حيث دخلنا العراق معا وصادف مرورنا بنقطة تفتيش عراقية وخلفنا شاحنة ثالثة يقودها سوري وضبط داخلها شخص يمني الجنسية دخل بشكل غير قانوني، وألقى الجنود العراقيون القبض على الشاحنتين السوريتين، وسألني ضابط برتبة عقيد في نقطة التفتيش: هل أنت مرافق لهم، فأجبت إن أحدهم رافقته بالطريق، وقد طلب مني ألا أتركه إذا دخلنا العراق، ولحظتها ألقي القبض علينا، وتم تحويلنا إلى سجن المخابرات في بغداد».
وسرد «الحربي» بداية الطريق مع السجون قائلا: «بقينا في نقطة التفتيش ليلة واحدة، وفي اليوم التالي نقلونا إلى نقطة أخرى تبعد عن بغداد 260 كلم، وأحضروا المتسلل اليمني، ونفى أنه يعرفني ومرافقي السوري وتعرف على السوري الآخر».
وروي «الحربي» أنه تم تحويلهم إلى سجن المخابرات العامة في بغداد وأمضوا فيه أربعة أشهر صاحبها تحقيق متكرر بتهمة إدخال متسللين للعراق، وهي التهمة التي نفاها «الحربي» جملة وتفصيلا ليستمر متنقلا بين السجون العراقية.
وأضاف: «تنقلت بين خمسة سجون هي: سجن المخابرات، والناصرية، والتاجي، والمثنى، والرصافة، و كان أقساها سجني الناصرية والتاجي وتزداد عمليات التعذيب على الجنسية، فيتم تعذيبي لمجرد أنني سعودي الجنسية فقط».
وأوضح أن التعذيب كان بشقين شق حسي وشق معنوي، حيث تعرض «الحربي»، كما روي، للضرب بالسياط وأسلاك الكهرباء.
ووصف «الحربي» تفاصيل التعذيب بشقه المعنوي قائلا: «هو الأقسى حيث طلب مني أن انتقد حكومة بلدي، وأنها سبب وجودي هنا، وهذا ما قابلته بالرفض، وقلت لهم أنا مواطن سعودي لن أسب حكومة بلدي مهما فعلتم، وكانوا يقابلون ذلك بالضحك والاستهزاء ولكنني لم أتأثر وبقيت على موقفي».
وتابع: «بقيت أنتقل من سجن إلى سجن ومن محكمة إلى محكمة حتى ثبتت براءتي من التهم الموجهة لي، بعد أن نفيتها جملة وتفصيلا وتم النطق بحكم البراءة بتاريخ 22/ 4/ 2015 وبقيت لمدة ثلاثة أشهر، حيث لا يوجد لدي أي أوراق ثبوتية للخروج على أمل أن يعثروا على جواز السفر الخاص بي وهو ما حصل، حيث طلبوا مني توفير تذكرة سفر بغداد دبي البحرين لأصل بها إلى موطني».
وتواجه السجون العراقية اتهامات بممارسة التعذيب الطائفي منذ سنوات وهي الظاهرة التي تزايدت منذ عهد رئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي»، الذي توترت علاقته بشكل كبير مع المملكة العربية السعودية.