توفي الصحفي والشاعر الأردني "تيسير النجار"، إثر وعكة صحية ألمت به، بعد قرابة العامين من الإفراج عنه من سجون الإمارات.
ونشرت وسائل إعلام محلية وناشطون عبر مواقع التواصل، خبر وفاة "النجار"، الذي كتب قبل ثلاثة أيام من وفاته عبر صفحته على "فيسبوك": "يا لطيف، الطف بحالي، مريض جداً، مؤسف أن يكون بقلبي كل هذا الوجع، اللهم منك الشفاء والعافية.. آمين".
ووفقاً لتصريحات سابقة لزوجته "ماجدة الحوراني"، فإن "النجار" عانى من أمراض عدة منذ خروجه من السجن وعودته للأردن، إذ كان يعاني من داء الشقيقة، ولا يسمع بإحدى أذنيه، إضافة إلى مشاكل في الأسنان، ومشاكل صحية أخرى قالت إنها أصابته خلال فترة اعتقاله.
وكانت الإمارات قد سجنت "النجار" بسبب منشور له على موقع "فيسبوك"، حول دورها في الحرب على غزة عام 2014
ودانت المحكمة الاتحادية العليا "النجار"، بموجب المادة 29 من "قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات"، في مارس/آذار عام 2017.
وحكمت عليه بالسجن 3 سنوات ودفع غرامة قيمتها 500 ألف درهم (136 ألف دولار أمريكي)؛ بسبب "إهانة رموز الدولة"، قبل أن يصدر لاحقا إعفاء من دفع الغرامة بعد انتهاء مدة محكوميته.
ولم تغب معاناة "النجار"، في سجون الإمارات بشكل مباشر أو غير مباشر عن صفحته الشخصية منذ الإفراج عنه.
فقد كتب عن تلك الفترة قائلاً: "السجن ما يزال يرافقني، فليس من السهل الخلاص من قسوة وألم وظلم وقهر 3 سنوات وشهرين، أليس كذلك؟".
كما أضاف في منشور أخر: "لم أصدق بعد أنني خرجت من السجن".
ووصف "النجار" أشخاصاً لم يحددهم بـ"البرابرة الجدد"، قائلاً إنهم "أولئك الذين ينكرون الإنسانية على الآخرين"، مضيفا: "حين تكون سجيناً هذا لا يعني أنك لم تعدّ إنساناً، نعم أنا إنسان اسمي تيسير النجار وأؤمن ولدي صلات بيني وبين ذاتي وبيني وبين سائر البشر".
كما سبق له أن كتب مقالاً في أحد المواقع العربية بعنوان "رسالة في الحرية.. الألم الآن"، تناول فيها جزءاً من معاناته خلال السجن، قال فيه: "الكل يريد مني أن أكون قوياً؛ لأن الكل "هذا" لم يذق خلاصة الألم البشري، ولأن الكل (هذا) لم يعرف ما معنى حركة الجسد، وكيف يتفنّن السجان في التحكّم بها في سجني الانفرادي".
وتابع: "أول ما فعلته حين خرجت نوبات البكاء الحارقة، ونوبة التشنج، وتوالت النوبات، والآن تعيش نوبة متواصلة من الصمت. سؤالي لنفسي: ماذا أفعل حتى أخرج من تلك السنوات المؤلمة التي ترافق حواسّي، وتتدفق في جسمي؟. لم أشعر أنني خرجت من السجن؛ لأن من يسجن في الإمارات يرافقه السجن في كل لحظة من حياته".
ونشر ناشطون تغريدات تترحم على الراحل، وتذكر بمسيرة حياته التي لازمتها الآلام.
رحم الله الاعلامي الأردني #تيسير_النجار الذي رحل اليوم ... ومن يجهله وهو الذي دفع أكثر من ثلاثة أعوام في السجون الاماراتية قهرا وظلما بسبب تغريدة غضب فيها لغزة وأهلها خلال حرب عام ٢٠١٤ .. رحل تيسير وهو يعاني آثار ذلك القهر وكتب " لا أنسى ملامح الوجوه حتى أحاسبها أمام الله " pic.twitter.com/NwrMc2wrW8
— Tamer Almisshal تامر المسحال (@TamerMisshal) February 19, 2021
إنا لله وإنا إليه راجعون ...#تيسير_النجار الذي قضى أسوأ ثلاث سنوات من حياته في سجون الإمارات بسبب تعليقه على دور بعض الدول في حصار غزة ، في ذمة الله pic.twitter.com/WtfZP9ZStN
— حمد الشامسي (@HALshamsi789) February 19, 2021
الصحافي الاردني #تيسير_النجار في ذمة الله. توفي في ساعات الفجر الأولى وكان يكافح امراضاً وتعباً ورثه من سجن ظالم ظالم ظالم في الإمارات.
— Fadi Al-Qadi (@fqadi) February 19, 2021
.
.
. https://t.co/txyy6xUWaR
الزميل الصحفي والمعتقل السابق في سجون الإمارات تيسير النجار، يودّع الحياة تاركا الحسرة والألم في نفوس زملائه ومحبيه.... حسبنا الله على الظالمين....و (إنا لله وإنا إليه راجعون). pic.twitter.com/dejyGNO29h
— بلال العقايلة (@belalaqaileh) February 18, 2021
وفاة الصحافي الأردني #تيسير_النجار، متأثرا بأوجاع سجنه في الإمارات. أذكر يوم زرته لإقناعه بالظهور معي على الجزيرة.. قال معتذرا: هناك الكثير الذي لن أستطيع البوح به.لقد هددوني بالقتل إذا ما ظهرت على قناتكم. رحم الله تيسير الذي ظل يقول، إنه لن ينسى ملامح من عذبوه ليحاسبهم أمام الله pic.twitter.com/KkLruHaQfD
— تامر الصمادي (@TamerSmadi) February 19, 2021