ألمح السفير الجيبوتي في الرياض، «ضياء الدين بامخرمة»، إلى امتلاك السعودية قاعدة عسكرية على أراضي بلاده.
وفي رده على سؤال وجهته بشأن مدى صحة الأنباء التي تتحدث عن إقامة قاعدة عسكرية سعودية في بلاده، قال السفير الجيبوتي في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية إن «حجم التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية لا حدود له، وما تسألون عنه جزء من كل».
وأضاف: «الأيام المقبلة ستشهد ظهور تفاصيل أكثر للإجابة بشكل واضح ومحدد على هذا السؤال».
وقالت الصحيفة إن السعودية تسعى إلى ملء الفراغ العسكري، الذي تركه انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية «ثيودور روزفلت» من مياه الخليج العربي، من خلال الوجود في منطقة القرن الأفريقي.
وأرجع وكيل المخابرات المصري السابق، اللواء «محمد رشاد»، التحرك السعودي الأخير في منطقة القرن الأفريقي إلى رغبة الرياض في خلق «موقع استراتيجي متقدم يضيف مميزات قتالية عالية المستوى للقوات السعودية، ويملأ الفراغ العسكري، ويسهم في إيجاد حال من التكامل الدفاعي عن المملكة من الشرق والغرب، كما يخدم عملياتها وقوات التحالف العربي في اليمن بصورة رئيسة».
وأوضح «رشاد» أن الوجود السعودي المكثف في منطقة القرن الأفريقي «يعتبر موقع انطلاق متقدم لعمليات القوات الجوية، الذي يوفر لها مدى أكبر وأوسع للتعامل مع الأهداف المعادية في اليمن، لخدمة معركة القوات البرية، وتأمين السواحل الغربية ضد أية عمليات إنزال أو إمداد إيرانية للحوثيين، إضافة إلى التأمين المباشر لمضيق باب المندب ضد أي تدخلات إيرانية لتهديده».
وأضاف: «يمكن استغلال هذا الوجود بمثابة موقع متقدم للدفع بقوات برية ضد الحوثيين والمتحالفين معهم، مع إقامة نقاط مراقبة للحصول على المعلومات التي تخدم عمليات إعادة السيطرة على اليمن».
وشدد على أن «الموقع الذي اختارته المملكة يعمل على خلق حال من التوازن الدفاعي والهجومي العربي في منطقة البحر الأحمر، ويضيف إلى القدرات القتالية السعودية موقعاً ارتكازياً متقدماَ يمكن استخدامه بصفة دائمة في حاﻻت الطوارئ، التي يمكن أن يتعرض فيها الأمن الوطني السعودي لأي تهديد».
وكانت السعودية شهدت خلال الفترة الأخيرة لقاءات قمة بين خادم الحرمين الشريفين، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، والرئيس الجيبوتي، «إسماعيل عمر جيله»، ورئيس الوزراء الإثيوبي، «هايلي مريام دسالني»، فيما اجتمع ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن نايف»، وولي ولي العهد وزير الدفاع، الأمير «محمد بن سلمان»، كل على حده، بالرئيس الجيبوتي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، ووزير دفاع أديس أبابا، «سراج فقيسا»، وسط تسريبات بإنشاء قاعدة عسكرية سعودية في منطقة القرن الأفريقي.
يذكر أن إيران تتحرك منذ وقت طويل في المنطقة تحركاً بلغت فيه حدَّ وجود عسكري في إريتيريا أصبح يشكل تهديداً للأمن القومي العربي، وخصوصاً في منطقة البحر الأحمر والدول المطلة عليه.