اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" غياب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" السنوي في الرياض "لغزا كبيرا".

وتغيب "ياسر الرميان" عن المؤتمر، وهو حدث يستقطب قادة الأعمال والمسؤولين السياسيين من جميع أنحاء العالم، حيث لم يحضر أي فعالية متعلقة بالمؤتمر كما كان مقررا، بما في ذلك حلقة نقاشية مع الرئيسين التنفيذين لمجموعة "جولدمان ساكس" الاستثمارية، وشركة "بلاك روك" لإدارة الأموال، وفقا للصحيفة الأمريكية.

وقالت "نيويورك تايمز" إن منظمي "مبادرة مستقبل الاستثمار" لم يعلقوا على غياب "الرميان"، وأحالوا الاستفسارات حوله إلى الحكومة.

كما لم يستجب رئيس الاتصال العالمي في صندوق الاستثمارات العامة، "كيفن فوستر"، لطلب الصحيفة الأمريكية التعليق على هذه المعلومات.

يأتي ذلك بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي تبلغ قيمته 450 مليار دولار خلال وقت سابق من الشهر الحالي، على نادي نيوكاسل الإنجليزي وتعيين "الرميان" نفسه رئيسا غير تنفيذيا للنادي في صفقة أثارت جدلا واسعا داخل أوساط "البريميرلي".

ودخل صندوق الثروة السعودي في شركات دولية عدة، بما في ذلك "أوبر" لخدمات التوصيل التي يتبوأ فيها "الرميان" عضوية مجلس الإدارة، بالإضافة إلى "لوسيد موتورز" المتخصصة في السيارات الكهربائية.

"كورونا" والشفافية

وتقول الصحيفة إنه من المحتمل أن يكون سبب الغياب عاديا، خاصة أن 4 أشخاص من الحاضرين الذين تربطهم علاقة وثيقة مع "الرميان" يؤكدون تشخيصه بفيروس "كورونا".

ولم تستطع صحيفة "نيويورك تايمز" تأكيد تلك المعلومات.

وتشير الصحيفة إلى أن "الرميان" المسؤول عن استثمارات المملكة المتزايدة كان يملك جدول سفر مزدحم خلال الفترة الأخيرة بشكل خاص.

وفي 17 أكتوبر/تشرين الثاني، تواجد "الرميان" في ملعب سانت جيمس بارك لكرة القدم بإنجلترا، حيث حظي بتشجيع من قبل جمهور نادي نيوكاسل.

بعد يومين، التقى "الرميان" الملكة "إليزابيث الثانية" على هامش قمة الاستثمار العالمية بقلعة وندسور، وهو حدث يهدف إلى التأكيد على التكنولوجيا الخضراء وتمويل فرص الاستثمار في بريطانيا.

ولاحقا، سافر "الرميان" إلى واشنطن العاصمة، حيث حصل على جائزة القيادة في حفل الذكرى 75 لتأسيس معهد الشرق الأوسط.

وسلط عدم وجود تفسير رسمي لغياب "الرميان" الضوء عن غير قصد على أحد أكبر مخاوف المستثمرين بشأن الصندوق السعودي الذي يعمل في المملكة وعلى المستوى الدولي، على حد سواء.

وكان عدم الاعتراف بالغياب المفاجئ لـ"الرميان" عن حدث يهدف إلى إظهار الاستثمار والنمو السعودي تذكيرا لمستثمري الصندوق بأنه لا يزال يعمل وفقا لقواعده الخاصة، والتي بموجبها لا تكون الشفافية دائما أولوية، بحسب الصحيفة.

وطبقا لـ"نيويورك تايمز"، يقدم الصندوق السعودي الذي يقوده ولي العهد "محمد بن سلمان"، نفسه كرائد عالمي في الحوكمة والشفافية، إلا أن بعض الشركات ينتابها القلق بشأن الاستثمار بسبب سجل البلاد في انتهاكات حقوق الإنسان، ويشك العديد من المحللين في وجود فصل فعلي بين الصندوق والعائلة المالكة.