بقرار محكمة روسية.. نفط كازاخستان محظور على أوروبا

الثلاثاء 12 يوليو 2022 07:18 ص

أصدرت محكمة روسية أمراً بإيقاف شحنات النفط المنقولة من كازاخستان إلى أوروبا عبر البحر الأسود، ما أثار مخاوف كبيرة في دول الاتحاد من استخدام موسكو لنفط الدولة المجاورة سلاحاً جديداً ضد القارة التي تعاني عجزاً في الوقود، خاصة بعد اندلاع الأزمة في أوكرانيا.

وصدر الأمر من قاضٍ روسي في بلدة نوفوروسيسك المطلة على ساحل البحر الأسود، الثلاثاء 5 يوليو/تموز، موجها لشركة Caspian Pipeline Consortium بإيقاف شحناتها لمدة 30 يوماً، حسبما أوردت وكالة "بلومبرج".

جاء تعليق أعمال الشركة لمعاقبتها على عدد من المخالفات الإجرائية تتعلق بخطة شركة CPC للتعامل مع الانسكاب النفطي، وحصلت الشركة على مهلة حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 لتصحيحها.

ورغم وقوع الميناء في روسيا، يأتي حوالي 90% من النفط الذي يمر عبره من كازاخستان. ما يجعله سلاحاً مثالياً في يد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لمعاقبة المتحالفين ضده اقتصادياً.

وقد يؤدي إيقاف أعمال شركة CPC إلى خروج ما يصل إلى 1.5 مليون برميل نفط من الأسواق يومياً، في ظل الحاجة الماسة للنفط في الأسواق العالمية.

يأتي بعد أن بدأت، الإثنين، عمليات صيانة سنوية لأكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، سيوقف تدفق الغاز لمدة 10 أيام، وسط خشية من أن يتم تمديد الإغلاق من روسيا بذريعة الحرب في أوكرانيا.

عانت محطة تصدير شركة CPC من سلسلة أزمات جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، ففي أواخر مارس/آذار أغلق الميناء جزئياً لمدة شهر بعدما أفادت تقارير بتسبب عاصفة في تدمير اثنتين من عوامات التحميل الثلاث بالميناء.

وفي منتصف يونيو/حزيران، عُلقت عمليات التحميل مجدداً في محطتي تحميل لإجراء مسح للمنطقة المائية المحيطة، ما أدى إلى اكتشاف عدد من الألغام التي تعود للحرب العالمية الثانية.

فيما يرى بعض المتشككين أن إزالة الألغام بالتأكيد كانت لها الأولوية قبل تركيب عوامات التحميل في المقام الأول.

وعادةً ما تتجه ثلثي صادرات شركة CPC إلى أوروبا، مع توجيه كميات كبيرة من النفط إلى وسط أوروبا عبر خطوط الأنابيب من ميناء تريستا الإيطالي. لذا، سيكون التأثير على سوق النفط في حوض البحر المتوسط شديداً، لا سيما مع تزايد الطلب ليصل إلى أعلى مستوياته منذ سنوات.

وتبدأ الإثنين عمليات صيانة سنوية لأكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، الذي ينقل 55 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق، وستستمر عملية الصيانة من 11 الى 21 يوليو/تموز 2022.

وكانت روسيا قد خفضت في الشهر الماضي تدفق الغاز إلى 40% من الطاقة الإجمالية لخط الأنابيب، مشيرة إلى التأخر في إعادة المعدات التي تقوم بإصلاحها شركة "سيمنز إنيرجي" الألمانية في كندا.

يأتي هذا بينما تخشى أوروبا أن تمدد روسيا الصيانة المقررة؛ للحد بشكل أكبر من إمدادات الغاز الأوروبية، ما يؤدي إلى تعطيل خطط تخزين كميات من الغاز لفصل الشتاء وتفاقم أزمة الغاز التي أدت إلى اتخاذ تدابير طارئة من الحكومات وفواتير عالية بشكل مؤلم للمستهلكين.

وحذر "بوتين"، يوم الجمعة الماضي، من أن الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا "يمكن أن يؤدي إلى زيادات كارثية في الأسعار بأسواق الطاقة"، ما يلحق الضرر بالمستهلكين في أنحاء أوروبا.

وأضاف الرئيس الروسي في اجتماع مع كبار المسؤولين أذاعه التلفزيون: "قيود العقوبات المفروضة على روسيا تسبب أضراراً أكبر بكثير للدول التي تفرضها. الأكثر من ذلك أن استخدام العقوبات يمكن أن يؤدي حتى إلى تبعات يمكن أن تكون أكثر حدة، وبلا مبالغة، قد تكون كارثية في سوق الطاقة العالمية".

وتعتمد أوروبا تاريخياً على روسيا في الحصول على نحو 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ويتم تسليم معظمه عبر خطوط الأنابيب، وارتفعت أسعار الغاز بأوروبا في عام 2021 مع عجز العرض عن مواكبة الطلب، المدفوع بالتعافي من جائحة فيروس كورونا.

وقفزت الأسعار مرة أخرى منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، ويبلغ السعر القياسي الآن أكثر من ضعف الإغلاق في 23 فبراير/شباط.

يُذكر أن موسكو أوقفت تدفقات الغاز إلى بلغاريا وبولندا وفنلندا والدنمارك وهولندا، في الأشهر القليلة الماضية؛ بعد أن رفضت هذه الدول طلب روسيا دفع مقابل الغاز بالروبل رداً على العقوبات الأوروبية على غزو أوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرج

  كلمات مفتاحية

روسيا كازاخستان فلاديمير بوتين أوروبا

روسيا تستهدف كازاخستان بإعلانات للتجنيد في جيشها