قناة عبرية تعتذر للمسلمين بعد تسلل مراسلها إلى مكة والصعود لعرفة

الأربعاء 20 يوليو 2022 07:30 م

اعتذرت كبرى محطات التلفزة الإسرائيلية، إلى السعودية والمسلمين حول العالم، بعد تسلل مراسلها إلى مدينة مكة المكرمة، دون الحصول على تصريح.

وكانت القناة الإخبارية "13"، بثت الأحد الماضي، تقريرا حول تسلل مراسلها للشؤون الخارجية "جيل تماري"، إلى مكة المكرمة، مع مواطن سعودي، دون أن يخبره أنه يهودي.

وقالت القناة "13" الناطقة بالعبرية، في تغريدة غير مسبوقة باللغة العربية: "زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لم تأتِ للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية".

وأضافت: "نحن في قناة الأخبار 13 نُعبّر عن اعتذارنا وأسفنا إن شعرَ أحدٌ بالغضب بسبب هذه الزيارة، إنّ الفضول الصحفي هو جوهر العمل الصحفي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول".

وتابعت: "هذه المبادئ كانت على رأس الأولويات في زيارة (المراسل) جيل تماري إلى السعودية، نحن في قناة الأخبار 13 نعتبر أن المعرفة والتعرف على الأماكن الهامة من مصدر أول هي في غاية الأهمية. نحن في قناة الأخبار 13 ندعو إلى التسامح بين الأديان، وإلى معرفة الآخر وإلى احترام كل الأديان".

ويُحظر على غير المسلمين الدخول إلى منطقة مكة المكرمة، وهو ما أدى الى ردود فعل غاضبة على المحطة الإسرائيلية ومراسلها على منصات التواصل الاجتماعي.

وكان "تماري"، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، قد اعترف في مستهل تقريره الذي بثته القناة، بأنه تسلل إلى مكة، دون موافقة السلطات السعودية، حيث قال: "هذه المدينة مغلقة أمام غير المسلمين، وببساطة لا يمكن الدخول إليها".

وأضاف: "كان واضحا لي أن احتمالاتي بزيارة مكة هو صفر، لكنني نجحت في العثور على الشخص الصحيح الذي وافق على المخاطرة".

وتم تشويش صوت وصورة الشخص الذي ساعد الصحفي على التسلل إلى مكة.

وقال إنه لم يعترف (للمواطن السعودي) بأي مرحلة أنه صحفي إسرائيلي، مضيفا: "لذلك أنا أوثق ملاحظاتي باللغة الإنجليزية وتحدثت معه طوال الوقت باللغة الإنجليزية".

وتمكن الصحفي اليهودي "تماري" من دخول مكة، وإعداد تقريرٍ مصورٍ من هناك، شمل مشاهد عديدة ومنها: برج الساعة المطل على الحرم المكي، مجسم المصحف في مدخل مكة، ومكان مبيت الحجاج في منى، وغيرها.

كما تواجد في منطقة عرفة، وصعد قمة جبل الرحمة، وصوّر جموع المسلمين، وتحدث بالعبرية هناك، دون أن يلحظه أي أحد.

في حين علّق مراسل القناة على الجدل، بقوله: "أود أن أكرر أن هذه الزيارة إلى مكة لم يكن القصد منها الإساءة للمسلمين أو أي شخص آخر. إذا شعر أي شخص بالإساءة من هذا الفيديو، فأنا أعتذر بشدة. كان الغرض من هذا المسعى برمته هو إبراز أهمية مكة وجمالها".

واعتبر أن زيارته سمحت "للكثير من الناس برؤية، للمرة الأولى، مكانًا مهمًا جدًا لإخواننا وأخواتنا المسلمين وللتاريخ البشري".

ولم تعلق السلطات السعودية على ما قام به المراسل اليهودي، إلا أن إعلاما محليا استبعاد حصوله على تصريح رسمي؛ كون النظام السعودي لا يسمح بدخول غير المسلمين للأماكن المقدسة.

بينما قوبل خبر دخول الصحفي الإسرائيلي إلى مكة، بردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل في السعودية، واصفين ما جرى بأنه "وقاحة صريحة وخرق للقوانين السعودية".

فيما تساءل آخرون عن أسباب تجول صحفي إسرائيلي في مكة، قبل أن يتعجبوا عن كيفية دخول هذا الصحفي الإسرائيلي إلى المدينة، وطالب آخرون بإخراج وصاية الحرم من السلطات السعودية.

في وقت تطرق موقع "بحدري دريم" العبري، إلى تقرير "تماري"، وقال: "في الأسبوع الماضي أدى مليونا مسلم فريضة الحج في مكة المكرمة، والتي تعتبر من أكثر الأماكن المقدسة لدى المسلمين، وتمنع السلطات السعودية دخول غير المسلمين إليها، وهناك لافتات باللون الأحمر تطالب أي شخص غير مسلم بالنزول وعدم إكمال الطريق، وسلوك طريقٍ آخر".

وتابع الموقع: "لكن هذه اللافتات لم تشكل عائقًا أمام مراسل القناة 13 "جيل تماري"، الذي نجح بمساعدة مرشد بدخول المدينة المقدسة، وذكر المراسل أنه "الصحافي (الإسرائيلي) الأول الذي يدخل مدينة مكة".

ويوضح موقع "بحدري حدريم" أن زيارة "تماري" تتزامن مع مرحلة حساسة جدًا في العلاقات بين الدول، وتأتي بعد سماح السعودية للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في سمائها، خلال زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، وهي خطوة هامّة تمهد للتطبيع.

واتفق معه الناشط السعودي "يحيى العسيري"، حين قال إن "هذه الخطوة تأتي ضمن خطوات التطبيع التي تقوم بها السلطات السعودية".

وأضاف: "البعض يعتقد أن التطبيع هو فتح سفارة والإعلان عن عودة العلاقات بشكل رسمي، بينما أن التطبيع هو أوضح من ذلك بكثير. فالتطبيع هو أن تكون العلاقة مع إسرائيل كأمر طبيعي، وعندما تقوم السلطات السعودية بذلك فهو مزيد من الانفصال عن الخيار الشعبي".

وأكد "العسيري" أنه على ثقة أنه "إذا ما أجرى استفتاء رسمي، فسوف يرفض الشعب السعودي هذا التطبيع"، وأنه "ضد هذه الخطوات إلا أن السلطات تصر على أن تنتهج خطوات دون الرجوع إلى الخيار الشعبي، ومن يعترض على قرارات السلطات فإن مصيره السجن".

وزيارة "تماري" إلى المملكة، ليست الأولى أو الوحيدة لمراسلين إسرائيليين، ففي مطلع يوليو/تموز الجاري، أعلن مراسل "القناة 13" العبرية "ألون بن دافيد"، عن إجرائه زيارة سرية إلى السعودية.

وظهر الإعلامي الإسرائيلي في المقطع وهو يتوضأ ويدخل إلى أحد المساجد في المملكة.

كما نشرت قناة "I 24" العبرية، لقطات لأحد مراسليها في داخل أحد مساجد العاصمة الرياض.

يأتي ذلك في غضون تقارب إسرائيلي سعودي، وسط تصريحات إسرائيلية عن مساعي لتشكيل تحالف دفاعي جوي بين إسرائيل ودول خليجية برعاية أمريكية.

بينما نفى وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان"، السبت الماضي، أن يكون سماح المملكة للطائرات الإسرائيلية بعبور الأجواء السعودية، خطوة للتطبيع بين البلدين.

ويوم الجمعة، كان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على متن أول رحلة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، لحضور "قمة جدة للأمن والتنمية" التي حضرها قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع السعودية إسرائيل قناة عبرية القناة 13 مكة عرفة

مراسل قناة إسرائيلية يزور السعودية ويتجول في مساجدها (فيديو)

تحقيق هندي بشأن مدرسة متهمة بالدعوة للإسلام.. ما القصة؟