ف.بوليسي: 4 فوائد لأمريكا والغرب من أزمات القوى العظمى

الاثنين 8 أغسطس 2022 07:39 ص

حرب في أوكرانيا، واشتعال المواجهة بين الصين وتايوان، وتفاقم الخطر النووي لإيران وكوريا الشمالية.. كلها أمورا يصنفها المحللون باعتبارها "أزمات دولية وإقليمية"، لكن الأكاديمي الأمريكي "هال براندز"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، يرى فيها "فوائد" للولايات المتحدة والغرب بشكل خاص.

وأوضح "براندز" رؤيته في مقال تحليلي نشره بمجلة "فورين بوليسي"، لافتا إلى أن تاريخ الحرب الباردة يؤشر إلى أن التوترات الجارية قد "تقضي على المآزق" ولا تفاقمها بالضرورة.

وأشار إلى أن "الأزمات والصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق عقب الحرب العالمية الثانية وقبل بداية الحرب الباردة يمكنها تعليم الأمريكيين الكثير للتعامل مع الأزمات مع القوى العظمى".

وأضاف الأكاديمي الأمريكي: "تجاوزت واشنطن والعالم الغربي الناشئ آنذاك تلك الأزمات في نهاية المطاف بمزيج من الحزم والمرونة واستخدموها كحافز للعديد من الإجراءات الأسطورية التي فازت في نهاية المطاف بالحرب الباردة".

وذكر "براندز" 4 فوائد للأزمات الحالية مع القوى العظمى، أولها "الكشف عن نوايا الخصم"، لافتا إلى أن الاتحاد السوفياتي لم يكن راضيا عن المكاسب التي حققها خلال الحرب العالمية الثانية، ولكنه كان يسعى لمزيد من التوسع على حساب العالم غير الشيوعي.

واعتبر أن الغرب يتعلم شيئا مشابها في أوكرانيا اليوم، وهو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "معتدٍ غير نادم" وليس رجل دولة عادي مستاء لسنوات من توسع الناتو تجاه روسيا.

وتتمثل الفائدة الثانية، بحسب المقال، في "الكشف عن نقاط الضعف وتوفر الفرص"؛  إذ تكشف الأزمات عن نقاط الضعف في الموقف العسكري الأمريكي وتوفر فرصة لتصحيحها، حسبما يرى "براندز"، مضيفا: "يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن يفرحوا لاكتشافهم أوجه القصور في ترساناتهم وضعف قواعدهم الصناعية الدفاعية خلال حرب أوكرانيا".

 ويشير المقال، في هذا الصدد، إلى أن بضعة أشهر فقط من القتال، فرضت على الديمقراطيات الغربية "مقايضات مؤلمة" بين قدرتها على دعم أوكرانيا وقدرتها على الحفاظ على إمداد جيوشها بشكل جيد.

"تسريع تشكيل تحالفات متوازنة" فائدة ثالثة لأزمات القوى العظمى الحالية؛ فحرب أوكرانيا، حسبما يرى "براندز"، لم تؤد إلى توسيع الناتو فقط من خلال كسر التردد السويدي والفنلندي تجاه التحالف، و"لكنها غذت أيضا تحالفا عالميا ناشئا من الديمقراطيات بما في ذلك دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا".

وبالمثل، يمكن لأزمة مضيق تايوان أن تسرع في إنشاء ترتيبات ثنائية ومتعددة الأطراف تهدف إلى التهدئة في بكين؛ مثل التخطيط العسكري الأمريكي الأعمق بشأن حالات الطوارئ لتايوان مع اليابان وأستراليا، والمناقشات الواقعية للدور الذي قد تلعبه الهند أو فيتنام في حرب للسيطرة على غرب المحيط الهادي، والتعبئة المسبقة للعقوبات الاقتصادية والتكنولوجية التي قد تستخدمها واشنطن والديمقراطيات المتقدمة الأخرى في حالة العدوان الصيني على تايوان، بحسب المقال.

أما رابع الفوائد، فيتمثل في "هز الأزمات لحالات الجمود"، وهو ما أشار إليه "براندز" بقوله: "خطة مارشال أو معاهدة الناتو لم تكونا ممكنتين في الأوقات العادية، ومنذ فبراير/شباط الماضي، نقلت الولايات المتحدة أسلحة وأموالا إلى أوكرانيا أكثر مما كان يظن أي شخص تقريبا أنه ممكن، وقد فعلت ذلك بسرعة ملحوظة لأي شخص على دراية بالوتيرة البطيئة للغاية المعتادة لحكومة الولايات المتحدة. والسؤال الآن هو ما إذا كان بإمكان واشنطن استخدام هذه الأزمة وأي أزمة مستقبلية لتحقيق شيء مماثل على الجانب الآخر من العالم؟".

ويلفت الأكاديمي الأمريكي، في ختام مقاله، إلى ما كان يشير إليه الخبير في الحرب الباردة "جورج كينان"، حيث قال إن "الأزمات حتمية تقريبا. وعندما تتنافس القوى العظمى لا يوجد أمن حقيقي، ولا يوجد بديل للعيش غير الآمن"، مؤكدا أن "أزمات القوى العظمى ستأتي مرات ومرات، سواء كان الأمريكيون جاهزين أم لا. والسؤال هو ما إذا كان يمكن لواشنطن أن تتجاوزها بأمان وتستخدمها لصالحها؟".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

هال براندز أمريكا الغرب الصين

جورج فريدمان: هكذا تغير مفهوم القوى العظمى