كشف الأرشيف الوطني بالولايات المتحدة، أن الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" أخذ أكثر من 700 صفحة من الوثائق السرية إلى ناديه الخاص ومقر إقامته في فلوريدا عندما غادر البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، بما في ذلك بعض الوثائق المتعلقة بالعمليات الاستخباراتية الأكثر سرية في البلاد.

وأوردت رسالة كتبتها القائمة بأعمال أمين الأرشيف الأمريكي، "ديبرا ستيدل وول"، إلى محامي ترامب "إيفان كوركوران"، ومؤرخة في 10 مايو/أيار الماضي، أن حالة القلق تسود وزارة العدل الأمريكية، حيث بدأ المسؤولون هناك يدركون مدى خطورة الوثائق، حسبما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".

وأشارت "وول" إلى أن كبار المدعين العامين في الوزارة وأعضاء مجتمع الاستخبارات تأخروا في إجراء تقييم أضرار إزالة الوثائق من البيت الأبيض، حيث حاول محامو "ترامب" القول بأن بعضها ربما كان محميا بامتياز تنفيذي.

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فقد عثر المحققون على أكثر من 300 وثيقة تحمل علامات سرية من منزل "ترامب" في مارالاجو وناديه الخاص، وأشار إلى أنه "من المحتمل أن تتكون كل وثيقة من صفحات متعددة".

وجاء نشر الرسالة من الأرشيف بعد فترة وجيزة من تقديم محامي "ترامب" التماسا قانونيا، الإثنين، يطلب من قاض اتحادي في فلوريدا تعيين حكم مستقل، للتخلص من أي وثائق محمية بامتياز تنفيذي من الكم الذي تمت مصادرته خلال تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي في مارالاجو في 8 أغسطس/آب الجاري.

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن نشر الرسالة يزيد من تورط "ترامب" في جريمة محتملة، مشيرة إلى أن الرئيس السابق احتفظ في مارالاجو بوثائق تتعلق ببرامج "الوصول الخاصة"، وهي بعض من أكثر الأسرار التي تحتفظ بها البلاد، قبل أن يفتش مكتب التحقيقات الفيدرالي العقار.

وحتى بعد أن استعادت المحفوظات السجلات، أوردت الرسالة أن محامي "ترامب"، بالتشاور مع مكتب مستشار البيت الأبيض، طلبوا وقتا لتحديد ما إذا كانت الوثائق محمية بامتياز تنفيذي، ما أدى إلى مفاوضات أخرت مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل ومجتمع الاستخبارات عن تقييم المواد.

وأضافت الصحيفة أن قرار "سولومون" بنشر الرسالة أكد أن "ترامب" احتفظ ببعض الأسرار الأكثر حساسية في البلاد في ناديه غير الآمن نسبيا على شاطئ البحر في فلوريدا.

وكشف التقرير أيضا أنه قبل وقت طويل من مجادلة محامي "ترامب" في ملف المحكمة، الإثنين، بأن العديد من السجلات محمية بامتياز تنفيذي، تم رفض نفس الحجة من قبل البيت الأبيض ومسؤول كبير في وزارة العدل.

فيما ذكرت شبكة CNN أن الرسالة تظهر معاملة محترمة أعطيت للرئيس السابق، حيث انتظر مكتب التحقيقات الفيدرالي أكثر من شهر للوصول الأوراق في محاولة لتقييم الأضرار لما تم العثور عليه في الصناديق الـ15، التي تم احتجازها في موقع لا يفي بمتطلبات المواد السرية شديدة الحساسية.

وعندما أخطرت المحفوظات وزارة العدل للمرة الأولى، في وقت مبكر من هذا العام، بالحجم الكبير من المعلومات السرية التي تم استردادها من مارالاجو، أحجم مسؤولو العدل عن إطلاق تحقيق جنائي، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر للشبكة الأمريكية.

وأشارت الشبكة إلى أن التأخير في السماح لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمراجعة المواد حدث بينما كان الأرشيف يتصارع مع ادعاء "ترامب" المحتمل بالامتياز التنفيذي، وأن رسالة الأرشيف الوطني تحدد المناقشات التي تشمل مكتب وزارة العدل والمستشار القانوني والبيت الأبيض حول ما يجب القيام به حيال ذلك.