"أزمة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، أظهرت إلى أي مدى تظل باكستان، بموقعها الجغرافي وتبدلاتها التاريخية مع طالبان، محورًا إقليميًا".
لهذا السبب، أرجعت صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية، إعلان قطر استثمارات مستقبلية في الاقتصاد الباكستاني، بقيمة 3 مليارات دولار، رغم الأزمة السياسية الحادة التي تشهدها إسلام آباد.
وتقول الصحيفة، إن قطر التي استضافت مكتبا تمثيليا لطالبان، وأجرت محادثات مع النظام الأفغاني السابق حتى سقوطه في أغسطس/آب 2021، ما تزال قناة أساسية للحوار مع النظام الجديد في كابل، وقد تكون أيضًا قناة لتوفير الوصول لشركائها الغربيين، بقيادة الولايات المتحدة، إلى باكستان.
وتوضح "ليزيكو"، أن قطر المنفتحة على الخليج العربي، تتجه بشكل طبيعي نحو آسيا، لكن "علاقاتها مع باكستان اتخذت بعدًا آخر في الأعوام 2015-2018، مع توقيع عقود إمدادات الغاز الرئيسية".
وتعتمد باكستان إلى حد كبير على الغاز الطبيعي المسال، الذي يوفر 80% من إنتاجها من الكهرباء.
ويمثل العاملون الباكستانيون في قطر، البالغ عددهم 200 ألف عامل، رابطًا قويًا آخر بين البلدين.
والأربعاء، أعلن "جهاز قطر للاستثمار" عن تطلعه للاستثمار بمبلغ 3 مليارات دولار في القطاعات التجارية والاستثمارية المختلفة في باكستان، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف" إلى الدوحة، حيث أجرى محادثات رسمية مع أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني".
وتأتي زيارة "شريف" لقطر قبل اجتماع لصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يوافق خلاله على تمويل لإسلام آباد يزيد على مليار دولار، متعثر منذ بداية العام.
وتشهد باكستان اضطرابا اقتصاديا في ظل أزمة في ميزان المدفوعات مع انخفاض احتياطياتها الأجنبية إلى 7.8 مليارات دولار، وهو ما يكفي الواردات بالكاد لما يزيد قليلا على شهر.
كما تواجه اتساعا في عجز ميزان المعاملات الجارية، وانخفاضا في قيمة عملتها (الروبية) مقابل الدولار، وتضخما تجاوز 24% في يوليو/تموز الماضي.