سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تعيين وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو"، الجنرال المتشدد "سيرجي سوروفيكين" قائداً للقوات الروسية في منطقة العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وجاء تعيين "سوروفيكين"، الملقب بـ"جنرال القيامة"؛ بسبب قسوته وشراسته، بعد ساعات من انفجار استهدف جسر القرم، الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم المحتلة من روسيا، ويعتبر الحلقة الوحيدة بين هاتين الضفتين.

وقالت الصحيفة إن "سوروفيكين"، الذي لا يضع أي اعتبار للإنسانية في معاركه، خدم في سوريا، وأشرف على عدد من الغارات الجوية والبرية ضربت أهدافا مدنية شملت بيوتا ومدارس وعيادات طبية وأسواقا، وسبق ذلك تاريخ طويل من القسوة والنهج العسكري المتشدد.

وانتشرت سمعة "سوروفيكين" خلال انقلاب عام 1991 الذي شنه المتشددون السوفييت، حيث قاد فرقة بنادق دخلت بعرباتها من خلال الحواجز التي أقامها دعاة الديمقراطية، وقتل ثلاثة مدنيين، بمن فيهم شخص سحقته العربات.

وزادت سمعته السيئة عام 2004 عندما ذكرت الصحافة الروسية أن عقيدا يخدم تحت إمرته قتل نفسه بعدما تعرض لتوبيخ حار من "سوروفكين".

وأطلق زملاؤه عليه منذ ذلك الوقت وصف "جنرال القيامة"؛ نظرا لنهجه المتشدد غير التقليدي في شن الحرب.

وبعد يومين فقط من تعيينه قائدا أعلى للقوات الروسية للحرب في أوكرانيا، ضربت قواته بالصواريخ أهدافا المدنية في أوكرانيا، شملت طرقا كبيرة وقريبة من جامعة وملعب أطفال في منتزه.

وتعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة عن وزير دفاع سابق (لم تسمه)، قوله: "لست مندهشا لرؤية ما حدث هذا الصباح في كييف، سوروفيكين وحش ولا يضع أي اعتبار للحياة الإنسانية".

وعقّب وزير الدفاع السابق: "أخشى أن تصبح يداه (سوروفيكين) ملطختين بشكل كامل بالدم الأوكراني".

ووفق الصحيفة، فإن التحدي الأهم الذي يواجه "سوروفيكين" في أوكرانيا يتمثل في كيفية حل المشاكل البنيوية التي يعاني منها الجيش الروسي هناك؛ حيث يواجه حملة مضادة وشرسة من القوات الأوكرانية.

وبحسب "جليب إيريسوف"، الجنرال السابق في سلاح الجو وعمل مع "سوروفيكين" حتى عام 2020، فإن قائد القوات الروسية الجديد في منطقة العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا "واحد من قلة في الجيش الروسي يعرف كيفية الإشراف وتحريك عدد مختلف من فرق الجيش".

وأضاف "إيريسوف" أن "سوروفيكين عسكري شرس ولكنه قائد كفؤ".

وعقّب: "لكنه لن يكون قادرا على حل كل المشاكل، وتعاني روسيا من نقص الجنود والأسلحة".

وأشار "إيريسوف" إلى أن عملية تعديل القيادة السابقة في القيادة الروسية لم تساعد على تغيير حظوظ الجيش في أوكرانيا.