لمواجهة أزمة الطاقة.. هل تستطيع أوروبا الاعتماد على الجزائر؟

الجمعة 14 أكتوبر 2022 08:17 م

الجزائر أمام فرصة ذهبية لتحقيق طفرة قياسية في الإيرادات من صادرات الغاز لأوروبا التي تتطلع إلى الابتعاد عن الطاقة الروسية، لكن يبدو أن البلد العربي الكبير لن يستطيع استغلال الفرصة جيدا.

ما سبق كان خلاصة تقرير نشره موقع "فير أوبزرفر"، وترجمه "الخليج الجديد"، عن دور الجزائر الذي تتطلع إليه أوروبا حاليا للإسهام في سد أعنف فجوة للطاقة تواجهها القارة العجوز جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

واعتبر التقرير أن تباطؤ الجزائر في اكتشاف حقول غاز جديدة وتطوير الحالية خلال العقد الماضي، علاوة على تصاعد الاستهلاك المحلي يقف عقبة أمام استثمار الفرصة الذهبية التي قدمتها أوروبا لزيادة إيرادات البلاد من هذا القطاع.

وأشار "فير أوبزرفر" إلى تقرير حديث يقول إنه إذا استطاع منتجو الغاز الرئيسيين في شمال أفريقيا، الجزائر ومصر وتونس وليبيا، تقليل احتراق الغاز ومشاكل التسريب، فيمكن لأوروبا في غضون عامين، بحد أقصى، الاستغناء عن أكثر من 15% من الغاز الروسي.

وأكد التقرير أن الجزائر تمتلك إمكانات كبيرة، ولم يتم استكشاف العديد من المناطق في هذا البلد الشاسع، أو يحتاج بعضها إلى إعادة استكشاف باستخدام تقنيات أكثر حداثة، لكن تطوير حقل غاز جديد يستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات.

وقال الموقع إن الجزائر أساءت إدارة قطاع الطاقة الخاص بها في ظل رئاسة "عبدالعزيز بوتفليقة" التي استمرت 20 عامًا، لكن أوروبا تتحمل جزءا من المسؤولية؛ حيث لم تطور شراكتها مع الجزائر، خلال السنوات الماضية، في مجال تحديث قطاع الطاقة، لا سيما الغاز، وذلك في معرض سعي القارة العجوز للابتعاد عن مصادر الطاقة غير المتجددة إلى المصادر المتجددة.

القلق من العقوبات

ولفت التقرير إلى أن شركة "سوناطراك" الجزائرية أدخلت بندا جديدا في عقود الغاز مع عملائها الأجانب منذ الصيف الماضي، يسمح بتغيير فئة العملة في كل عقد، أو كل 6 أشهر، وهو ما يُنظر إليه على أنه قلق جزائري من سلاح العقوبات الأمريكية القائم على سيطرة الدولار، والذي بات سلاحا سياسيا، في كثير من الأحيان.

وبلغ احتياطي الجزائر من العملة الصعبة 46.5 مليار دولار في يوليو/تموز الماضي، ويتوقع أن يرتفع إلى 80 مليار دولار في ظل ارتفاع أسعار الغاز.

علاوة على ذلك، انخفض الدين الخارجي الجزائري الضئيل بالفعل بشكل مطرد منذ يوليو/تموز 2020.

الجزائر وإيطاليا

وانتقل التقرير ليسلط الضوء على تنامي العلاقات بين الجزائر وإيطاليا في مجال الطاقة؛ حيث تعد إيطاليا أكبر بلد أوروبي يتمتع بعلاقات متميزة حاليا مع الجزائر، لا سيما في ذلك المجال؛ ما سيجعل إيطاليا مركزا جديدا للطاقة في أوروبا.

وأضاف أن روابط الطاقة بين شمال أفريقيا وأوروبا أعُيد رسمها إلى حد كبير، عندما وقعت إيطاليا عقدا رئيسيا مع الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

وينص هذا العقد على زيادة إنتاجية الغاز الجزائري عبر خط أنابيب "ترانسميد" من 21 مليار متر مكعب في عام 2021 إلى 30 مليار متر مكعب في عام 2023.

وتشير التدفقات الحالية إلى أنه يمكن الوصول إلى رقم 30 مليار متر مكعب في وقت أقرب بكثير.

وأصبحت "إيني" الإيطالية شريكا متميزا لـ"سوناطراك" الجزائرية، وتعمل الروابط المتنامية بين إيطاليا والجزائر على تحويل الأولى إلى مركز جديد للغاز في البحر الأبيض المتوسط، بحسب التقرير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الجزائرية الإيطالية العلاقات الجزائرية الأوروبية الغاز الجزائري الطاقة تداعيات حرب أوكرانيا

هل يخفف غاز الخليج برد الشتاء الأوروبي؟

لعلاقتها مع روسيا.. نواب أمريكيون يطالبون بفرض عقوبات على الجزائر

إيكونوميست: حرب أوكرانيا تشعل عطش أوروبا للغاز.. وقطر الرابح الأكبر

وزير مصري: مخزونات شرق المتوسط يمكنها تخفيف أزمة الطاقة بأوروبا

بسبب النفط.. صندوق النقد يتوقع فائضا بميزانية الجزائر للمرة الأولى منذ 9 سنوات

السعودية والإمارات والجزائر.. أبرز الدول المرشحة للاستفادة من أزمة الطاقة الأوروبية

الاتحاد الأوروبي متمسك بالشراكة مع الجزائر ويشيد بدورها في تأمين إمدادات الطاقة