طلبا للوساطة.. واشنطن تلجأ لمسقط من أجل إطلاق رهائنها في سوريا

السبت 26 نوفمبر 2022 06:36 ص

تُسرّع سلطنة عمان من جهودها للوساطة أملا في التمكن من إطلاق سراح رهائن أمريكيين محتجزين في سوريا، عبر وساطة فاعلة، بطلب من الولايات المتحدة، حسبما نقل موقع "إنتلجنس أونلاين".

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن جلسة الحوار الاستراتيجي الأخيرة بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان في واشنطن، والتي عقدت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تناولت تلك المسألة الحساسة المتعلقة بالرهائن الأمريكيين المحتجزين في سوريا، بمن فيهم الصحفي المستقل والجندي السابق في مشاة البحرية "أوستن تايس".

وفي حين تناولت تلك الجلسة تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي والتحكم الآلي وتعزيز جهاز المخابرات العماني كأولويات ثنائية بين البلدين، تناول الاجتماع أيضًا مسالة الرهائن الأمريكيين في سوريا.

وأوضح الموقع أن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" تحدث إلى نظيره العماني "بدر بن حمد البوسعيدي"، خلال تلك الجلسة صراحة، عن رغبته في أن تعمل مسقط كوسيط في المحادثات مع النظام السوري حول هذه الأزمة.

وكان "البوسعيدي" قد زار دمشق والتقى برئيس النظام السوري "بشار الأسد" في ديسمبر/كانون الأول 2021 لتسليم رسالة من السلطان "هيثم بن طارق" عن الصحفي "أوستن تايس" الذي فُقد في سوريا عام 2012 ويفترض أنه محتجز، مع رهينة أمريكي آخر يدعى "مجد كمالماز".

ولفت التقرير إلى أن عُمان كانت هي الدولة الإقليمية الأولى التي أعادت فتح سفارتها في سوريا، في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

وأشار الموقع إلى أن اتجاه واشنطن لطلب وساطة مسقط في هذه المسألة، جاء بعد أن تراجعت الثقة الأمريكية كثيرا في دور مدير جهاز الأمن العام اللبناني، اللواء "عباس إبراهيم"، والذي كان يتولى الدور الرئيسي في الوساطة بتلك القضية.

وأوضح التقرير أن جلسة الحوار الاستراتيجي الأمريكي العماني في 8 نوفمبر، سبقه اجتماع في 2 من نفس الشهر، وقد ترأسه من الجانب العماني نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع "شهاب بن طارق آل سعيد"، شقيق سلطان البلاد، و"محمد النعماني"، رئيس ديوان السلطان، القوي الذي يشرف على جهاز الاستخبارات وجهاز أمن الدولة في السلطنة، والذي بدأ بالفعل مفاوضات في مسألة الرهائن.

كما حضر اللقاء كل من "مطر بن سالم البلوشي"، قائد القوات المسلحة العمانية، و"عبدالعزيز بن عبد الله المنذري" نائب رئيس الأركان للعمليات والتخطيط، و"سلطان بن محمد المحمد" مدير المخابرات العسكرية، حيث التقوا بممثلين عن القيادة المركزية الأمريكية، وممثلين عن المخابرات الأمريكية.

أوستن تايس

هو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، يبلغ من العمر 40 عامًا، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، التي كان منها محطة "سي بي إس"، و"واشنطن بوست"، بحسب بيان مكتب التحقيقات الفيدرالي.

واعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 أغسطس/آب 2012، وقالت مصادر إنه التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من "الجيش الحر" في مدينة داريا، جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.

وظهر "تايس" في تسجيل مصوّر بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.

ونفت حكومة النظام السوري أي علاقة لها باختطافه، إذ قال نائب وزير الخارجية السوري عام 2016، "فيصل المقداد"، إن "أوستن ليس موجودًا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به".

وخصصت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إنقاذه، مع تكرار والديه مناشداتهما للحكومة الأمريكية لتأمين إطلاق سراحه، خاصة بعد أن أعلنت أمريكا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أنها تعتقد أنه ما زال حيًا

مجد كمالماز

طبيب نفسي من ولاية فرجينيا، اختفى في سوريا عام 2017.

يحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، ويبلغ من العمر 61 عاما.

افتتح "كمالماز" عيادة نفسية في لبنان لمعالجة السوريين من كل أطراف الصراع، فلم يكن يحمل موقفًا سياسيًا، حسبما ذكر أفراد عائلته، الذين أعلنوا عن وضعه رغم التحذيرات الحكومية بغرض مناشدة الرئيس الأمريكي مباشرة.

ولد "كمالماز" في دمشق وسافر إلى أمريكا وهو بعمر السادسة وقضى فيها أغلب عمره، وتطوع لعلاج المتأثرين بالكوارث في أمريكا وخارجها، ولم يزر سوريا إلا بعد أن تحقق من أنه ليس مطلوبًا لدى النظام.

لا تُعرف عنه أي معلومات جديدة ولا يدري أفراد عائلته إن كان حيًا أم لا، أو إن كان يحصل على أدويته لمرض السكري أم لا.

المصدر | إنتلجنس أونلاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية العمانية وساطة عمانية رهائن الرهائن الأمريكيين في سوريا