سلاح ذو حدين.. كيف يؤثر استخدام روسيا للمسيرات الإيرانية على أمن الخليج؟

الخميس 1 ديسمبر 2022 03:22 م

سلط تحليل مطول نشره مركز منتدى الخليج الدولي، الضوء على تأثير الاستخدام المتزايد من قبل روسيا للمسيرات الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا التي في بدأت في 24 فبراير/ شباط المنصرم.

واعتبر التحليل أن هذه الخطوة الروسية بمثابة سلاح ذا حدين سواء بالنسبة لإيران أو خصومها في الخليج وإسرائيل.

وأوضح أن استخدام موسكو للمسيرات الإيرانية الصنع في أوكرانيا من شأنه العمل على تغيير البنية الأمنية في الشرق الأوسط، ودفع كل من طهران وموسكو باتجاه تحالف أوثق.

وإضافة إلى ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا بالنسبة للجمهورية الإسلامية، أتاحت لطهران فرصة "لإظهار قدراتها العسكرية وإرسال رسالة إلى منافسيها في المنطقة" بحسب "حميد رضا عزيزي" الخبير في شؤون إيران في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.

ووفقا لعزيزي، فإنه من المحتمل أن "توفر حرب أوكرانيا أرضية اختبار جيدة للأسلحة الإيرانية وعلى وجه التحديد المسيرات، حتى ترى إيران كيف ستعمل في ساحة المعركة الحقيقية في حرب حقيقية وربما تجري بعض التحسينات أو التعديلات.

وتابع "عزيزي": "ستستخدم إيران المسيرات في حرب إقليمية مستقبلية ضد منافسيها أو خصومها.."

وكان ما سبق جزءا من المنطق الإيراني الأكبر الدفاع باتجاه تزويد روسيا بالمسيرات.

لكن في المقابل، فإن تلك الخطوة بمثابة سلاح ذو حدين بالنسبة لإيران، فلطالما نظرت إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين إلى برامج المسيرات والصواريخ الإيرانية على أنها تشكل خطرًا هائلاً على أمنها.

وإلى جانب ذلك، يقدم استخدام روسيا لهذه التكنولوجيا الإيرانية المتقدمة بشكل متزايد فرصًا ومصادر قلق كبير للمسؤولين في دول الخليج العربية وإسرائيل، الذين اعتقدوا منذ فترة طويلة أن صانعي السياسة الغربيين - مع استثناءات قليلة - فشلوا في تقدير طبيعة هذا الخطر وحجمه.

ويعد استخدام المسيرات الإيرانية في دولة أوروبية فرصة لأعضاء مجلس التعاون الخليجي وتل أبيب لإقناع الحكومات الغربية بخطورة وتعقيد برنامج الطائرات بدون طيار الإيرانية.

وأوضح "عزيزي": هذه هي المرة الأولى التي يستيقظ فيها الأوروبيون على حقيقة أن التقدم العسكري الإيراني، وإنجازات إيران في المجال العسكري، ليس فقط تهديدًا محتملاً لجيرانها والدول الأخرى في المنطقة، ولكن ... يمكن أن يكون تهديدًا لأمن أوروبا أيضًا.

ووفقا لذلك، تأمل دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل أن هذا قد يدفع (الدول الغربية) نحو الضغط على إيران لتقديم بعض التنازلات بشأن برنامج الطائرات بدون طيار والصواريخ.

وقال "عبد الرسول ديفسلار"، أستاذ دراسات الشرق الأوسط الزائر في جامعة كاتوليكا ديل ساكرو كور في ميلانو، أنه "مع نمو صناعة الطائرات بدون طيار في إيران، يستغل القادة في السعودية والإمارات "الفرصة لمضاعفة قلقهم من انتشار الطائرات بدون طيار في العالم والمنطقة"  
كما يقدم الصراع في أوكرانيا أيضًا فرصة لخصوم إيران الإقليميين لتحليل الطائرات بدون طيار الإيرانية وتقييم فعاليتها.

وفي هذا الصدد، قالت "باربرا سلافين"، مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي، لمنتدى الخليج الدولي، إن هذه الدول "من المرجح أن تستفيد من خلال إلقاء نظرة على المسيرات الإيرانيو"

وأضافت: "الرياض وأبو ظبي تستغلان هذه الفرصة لبناء حجتهما بأننا بحاجة إلى إيجاد حل للمسيرات الإيرانية.

وتابعت: "وبهذه الطريقة، يستحوذون السعوديون والإماراتيون على مزيد من الاهتمام لمشاكلهم الخاصة بينما يطلبون المزيد من المساعدة الأمنية وتكامل أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة، وحتى شراء أنظمة دفاع جوي جديدة في المنطقة".

ووفق التحليل، فإنه بالنسبة لجيران إيران والجهات الفاعلة الأخرى في الشرق الأوسط، فإن المدى الذي تعمل فيه أوكرانيا كأرض اختبار للمسيرات الإيرانية سيحدد مقدار ما يمكنهم تعلمه عن هذه المنصات.

كما أن هناك العديد من الدروس لعرب الخليج والإسرائيليين لاكتشافها حول الطائرات بدون طيار لطهران والتي ستكون مفيدة عند التحضير لصراع محتمل في المستقبل يشمل هذه الأنظمة الإيرانية.

المصدر | منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المسيرات الإيراني سلاح ذو حدين الخليج إسرائيل

مصالح مشتركة.. ماذا وراء صفقة الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا؟

الخليج وإيران.. هل تفلح محاولات التقارب ودعوات التصالح؟

استراتيجية مقايضة.. ماذا وراء التقارب العسكري بين روسيا وإيران؟

الدعم الروسي لإيران يقلق الولايات المتحدة والغرب.. ما دور السعودية والإمارات؟

بـ"مهاجر- 6" الإيرانية.. روسيا قد تغير مسار الحرب في أوكرانيا