MEE: هكذا أصبحت دبي الفائز الأكبر من تنظيم كأس العالم في قطر

السبت 10 ديسمبر 2022 01:17 م

"ليست قطر المستفيد الوحيد من استضافة كأس العالم وتدفق مشجعي كرة القدم إلى المنطقة، فدولة الإمارات المجاورة تستفيد أيضا دون أن تنفق المليارات على استضافة بطولة دولية".. هكذا سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على انعكاس تنظيم مونديال قطر بالفائدة الاقتصادية على الإمارات، مشيرا إلى أن مطارات الأخيرة تعج بالمشجعين الذين يستقلون واحدة من 120 رحلة مكوكية يومية إلى الدوحة.

وذكر الموقع البريطاني، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن إمارة دبي تبدو، على وجه الخصوص، الأكثر استفادة من الزيادة في عدد السياح إلى المنطقة، إذ نصبت الفنادق والمطاعم شاشات عملاقة للجماهير لمشاهدة المباريات.

وخارج مول دبي، أعدت شركة أديداس العملاقة تجربة تفاعلية لمشجعي كأس العالم في ظلال برج خليفة. وبالنسبة لأولئك الذين يفضلون الاستمتاع بهواء المساء البارد في ديسمبر/كانون الأول الجاري، تحجز المطاعم في وسط دبي طاولات خاصة بالقرب من أجهزة التلفزيون ذات الشاشات العملاقة.

قبل أقل من عامين، كان كل هذا غير وارد، ففي عام 2017 انضمت الإمارات إلى السعودية والبحرين ومصر في قطع العلاقات مع قطر وفرضت حصارًا على جارتها بسبب مزاعم بأنها تدعم "الإرهاب" ولها علاقات وثيقة مع إيران، وهي الاتهامات التي نفتها الدوحة، واعتبرتها محاولة للحد من استقلالها.

وتكبدت قطر خسائر مالية فادحة نتيجة للحصار، تقدر بنحو 43 مليار دولار، إضافة إلى تقسيم الروابط الأسرية التي تعود إلى قرون بين أبناء عائلات بعض أبنائها في قطر والبعض الآخر ينتمي إلى دول الحصار، الذي لأكثر من 3 سنوات، حتى يناير/كانون الثاني 2021، عندما وافقت الرياض على صفقة بوساطة كويتية أمريكية لحل النزاع.

ولذا يرى "أندرياس كريج"، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج بلندن، أن مونديال قطر أصبح مثالاً بارزًا على العلاقات الوثيقة التي يمكن أن تتمتع بها دول الخليج عندما تتحد معًا، مضيفا: "دبي تمكنت من التمتع بدفعة اقتصادية كبيرة بفضل البطولة بينما لم تواجه سوى القليل من العبء المالي الفعلي". وتابع: "القطريون هم الذين أنفقوا المليارات لكن الفوائد تأتي أكثر، أو أقل مجانًا، إلى دبي".

وفي السياق، نقل الموقع البريطاني عن رجل أعمال بارز في دبي، اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله: "ستساعد بطولة كأس العالم في قطر دبي على تحقيق هدفها المتمثل في جذب 25 مليون زائر إلى المدينة بحلول عام 2025"، مشيرا إلى أن شركته تتوقع زيادة في حركة خدمات الصرافة، فضلاً عن الإشغال الكامل بمشاريعها السكنية.

وأشار إلى زيادة في الأعمال يعود الفضل فيها بالكامل إلى المقيمين في الإمارات، مضيفا: "كلما أصبحت المباريات أكثر أهمية، كلما واصلنا تحطيم سجلات البيع اليومية".

ورغم إنفاق المليارات على الاستثمارات الخاصة بإنشاءات كأس العالم، إلا أن قطر، الغنية بالغاز، كان ستعاني لتوفير أماكن إقامة لملايين المشجعين لولا الإمارات، وبدورها تستخدم الأخيرة مكانتها كوجهة سياحية وقربها من الدوحة بطريقة تساعد كلا البلدين.

وفي هذا الإطار، تقدم شركة طيران "فلاي دبي" الإماراتية ما يصل إلى 48 رحلة ذهاب وإياب منخفضة التكلفة يوميًا إلى الدوحة بسعر 250 دولارًا أمريكيًا للدرجة الاقتصادية وحوالي 1000 دولار أمريكي لدرجة رجال الأعمال، التي تستغرق 70 دقيقة.

وقامت شركة Du، أحد مزودي خدمات الهاتف المحمول الثلاثة في الإمارات، بإطلاق إعلانات على تويتر تعرض باقات تجوال خاصة، تستهدف المشجعين المتجهين إلى قطر بشكل خاص.

وحتى قبل أشهر من البطولة، كان من الصعب للغاية الحصول على الإقامة في الدوحة، حيث اضطر مئات المشجعين إلى اللجوء إلى حجز أجنحة تم إنشاؤها خصيصًا للبطولة.

عندما أسقط المسؤولون القطريون شرط أن يقضي المشجعون 48 ساعة على الأقل في البلاد، اختار الكثيرون بسرعة البقاء في دبي.

ويقدر مجلس دبي الرياضي أن مليون زائر إضافي سيدخلون المدينة على مدار مونديال قطر، الذي يستمر لنحو شهر.

وعبر "يمان"، الذي يعمل في مكتب تسجيل الوصول في فندق "كراون بلازا" بشارع الشيخ زايد في دبي، عن هذا التقدير بقوله: "كأس العالم قد خلق عاصفة مثالية من نشاط الضيوف في فنادق المدينة (..) إنه موسم الذروة ونهاية العام تقترب، وكأس العالم تقام في قطر، وعادة ما يؤدي أحد هذه الأحداث إلى ارتفاع الأسعار، فما بالك والثلاثة دفعة واحدة".

ويتوقع "يمان" أن يزداد زخم كأس العالم في دبي ضراوة مع اقتراب نهائي 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، قائلا: "سيكون هذا الوقت مثل الحرب. لن نتمكن من عبور الردهات".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دبي كأس العالم قطر مونديال قطر

أسوشيتد برس: دبي تتوق لـ 1.2 مليون مشجع في مونديال قطر