نددت السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف "بنيامين نتنياهو"، بشأن تعزيز الاستيطان ووصفته بأنه "تصعيد خطير ومخالف لقرارات الشرعية الدولية"، ومشددين على مواجهة الاستيطان بـ"تصعيد المقاومة".

وعشية عرض الحكومة على الكنيست لنيل الثقة، نشر "نتنياهو" عبر حسابه على منصة "تليجرام" الخطوط الأساسية لتشكيلته الوزارية المرتقبة، معلنا أنها ستعمل على تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، والاعتراف بمرتفعات الجولان منطقة استراتيجية.

وجاء في الخطة: "ستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أنحاء أرض إسرائيل، في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وقال بيان صادر عن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة"، نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، إن "تصريحات نتنياهو تشكل تصعيدا خطيرا وسيكون لها تداعيات على المنطقة".

وأوضح أن "إعلان نتنياهو عن الخطوط العريضة لحكومته اليمينية بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، هو مخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية وأبرزها القرار رقم (2334) الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أكد أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، غير شرعي".

وأضاف أن "على الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة، أن تدرك بأنه دون الامتثال لقرارات الشرعية الدولية فلن يتحقق أي شيء، وأنه لن تبقى هناك أي مستوطنة على أراضي دولة فلسطين المستقلة".

وفي بيان الرئاسة، أشار "أبو ردينة" إلى أنه "دون دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لن يكون هناك أمن أو استقرار في المنطقة".

وطالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية بأن "تحوّل أقوالها إلى أفعال حيث التزمت بحل الدولتين ودون ذلك لن يكون هناك استقرار في المنطقة".

من جانبه، حذر "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من اتجاهات الحكومة الإسرائيلية المرتقبة، مشددا على مواجهة الاستيطان بـ"تصعيد المقاومة".

جاء ذلك في بيان نشره موقع الحركة الفلسطينية، قال فيه "هنية" إن الاتجاهات السياسية والفكرية لقادة إسرائيل وحكوماتها، وخاصة الحكومة المقبلة، "تضع الوضع برمته على صفيح ساخن".

وأضاف أن الأولوية للشعب الفلسطيني في مواجهة أولويات الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي "المقاومة والوحدة".

وبالنسبة للأنشطة الاستيطانية، أفاد "هنية" بأن "الاستيطان سيُواجه بتصعيد المقاومة وتوسيع رقعتها والضغط بكل الوسائل المتاحة لاقتلاع المستوطنين".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني "سيواصل إبداعات وطرق المقاومة، ولن ترهبه التهديدات وسوف يتجاوز كل الحدود ويباغت المحتل ومستوطنيه".

وتؤكد الأمم المتحدة عدم مشروعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحذر من أنه يقوض مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وإعلان "نتنياهو"، يؤكد مخاوف محلية ودولية من ازدياد وتيرة الاستيطان في ظل حكومة يمينية يصفها كثيرون بـ"الأكثر تطرفا" منذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ويصوّت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الخميس، على منح الثقة لتشكيلة حكومة "نتنياهو".

وللحصول على ثقة البرلمان يجب حشد أصوات ما لا يقل عن 61 عضوا من أصل 120 في الكنيست، ولدى معسكر "نتنياهو" 64 صوتا ما يضمن له نيل هذه الثقة.

وللمرة الأولى شغل "نتنياهو" منصب رئيس الوزراء بين عامي 1996 و1999، ثم لمدة نحو 12 عاما متواصلة بين 2009 و2021.