نشر الجيش الأمريكي عددا من طائراته المسيرة المتطورة من طراز "MQ-9 Reaper" في اليونان، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين أثينا وأنقرة، وتصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ستعمل تلك الطائرات على مراقبة الحدود بين البلدين الجارين في وقت لا يريد حلف شمال الأطلسي "ناتو" فيه اندلاع مواجهة أخرى على الحدود الشرقية له، بحسب ما نقله موقع "بيزنس إنسايدر".
وقال الموقع الأمريكي، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن الطائرات المسيرة الأمريكية تم نشرها أواخر العام الماضي، في قاعدة لاريسا الجوية، وسط اليونان.
ويضيف أنه لأسباب أمنية، لم تكشف القوات الجوية الأمريكية عن عدد طائرات "Reaper" التي تم نشرها في القاعدة، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن 8 طائرات بدون طيار تعمل الآن هناك.
وتتميز طائرة "Reaper" أو "الحصادة"، التي يمكن قيادتها عن بعد أو الطيران بشكل مستقل، بقدرة تحمل قصوى تصل إلى 27 ساعة ويمكن أن تصل إلى ارتفاع 50 ألف قدم، وتقول القوات الجوية الأمريكية إن تلك الطائرة بدون طيار لديها "قدرة فريدة" على أداء مهام تنفيذ الضربات الجوية وجمع المعلومات وتتبع الأهداف ذات القيمة العالية. وقد لعبت دورًا بارزًا في الحرب بأفغانستان.
وتعد قاعدة لاريسا الجوية الواقعة في وسط اليونان بالقرب من بحر إيجه "موقعا استراتيجيا"، والقاعدة، التي تم تحديثها مؤخرًا لاستيعاب طائرات "Reaper"، ستسمح للطائرات بدون طيار "بدعم الجانبين الشرقي والجنوبي لحلف الناتو بسهولة".
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن متحدث باسم القوات الجوية الأمريكية في أوروبا قوله إن نشر الطائرات لم يكن ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن وضعها هناك جاء في إطار تجنب الصراع مع روسيا.
وأفاد متتبعو رحلات جوية أيضًا أن طائرة من طراز "RQ-4B Global Hawk" أمريكية الصنع هبطت في لاريسا، ما يشير إلى أن القاعدة يمكن أن تدعم حتى طائرات بدون طيار أكبر في الحجم.
وأشار "بيزنس إنسايدر" إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية عززت مكانة اليونان العسكرية لدى الولايات المتحدة وحلف الناتو، مع توجه الحلف للتركيز على جناحه الشرقي.
وغالبا ما يتم تفريغ الإمدادات المخصصة لأوكرانيا في ميناء ألكسندروبوليس اليوناني وإرسالها عبر السكك الحديدية عبر بلغاريا ورومانيا. وتدعم نفس الشبكة عمليات الانتشار الأمريكية في منطقة البحر الأسود.
كما زاد الوجود الأمريكي في المنطقة بشكل كبير، مع العديد من التدريبات الأمريكية اليونانية، والمزيد من شحنات القوات والمعدات الأمريكية عبر اليونان، ونشر المزيد من الأصول الأمريكية في القواعد اليونانية.
يذكر أن الوجود العسكري الأمريكي في اليونان تصاعد بعد توقيع أثينا وواشنطن اتفاقية دفاع شاملة تم تحديثها في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وأشار التقرير إلى أن نشر تلك الطائرات المسيرة يأتي بعد تصاعد التوتر بين تركيا واليونان واقترابهما من حافة الحرب خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى جالة إحباط في الناتو والولايات المتحدة.
لكن التقارب العسكري الأمريكي اليوناني يستفز تركيا، وسبق للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" انتقاده، حيث سبق أن قال بعد شهر من توقيع الولايات المتحدة واليونان على اتفاقية التعاون المحدثة إن "القواعد العسكرية الأمريكية في اليونان كثيرة لدرجة أنه لا يمكن حصرها"، مضيفًا أن "اليونان أصبحت عمليا بؤرة أمامية لأمريكا".
